لا تسمح بأن يتم جرك.

لا تسمح بأن يتم جرك.

0 المراجعات

في كثير من محطات الحياة عشنا جميعا فترات نكون فيها تحت ظلال شخص يرى التفكير والخروج عن الانقياذ المطلق تمرد يجب قمعه وان تجاوز حد الانصياع وتنفيذ الاوامر دون تفكير او اقتراح جريمة تشبه بدرجة كبيرة انتهاك الحرمات 
قد يكون هذا الشخص المقصود هو اب وقد يكون اخ وقد يكون مدرسا - وهذا غالبا- وقد يكون مدير… الخ اجتمعوا جميعا تحت قناعه هذا وفقط و كأن العقل لا يحق له ان يعمل و كأن حد كل شيء هم فقط
اتذكر جيدا كيف تم وصفي بالغبي عديم القدرة على الفهم عندما لم اقتنع بطريقة حل مسألة ما و ذهب عقلي لطريقة اخرى ، كما اتذكر جيدا كيف يتم تارةً تمجيد و تكريم الاشخاص المنقاذين كوسيلة محاوله لجلب وترغيب من يطلق عليهم المتمردين - المفكرين - وكيف يتم في تارة اخرى تهميشهم و تشويه ملامح صورتهم عند اولئك الاقل شجاعه ليفكروا .
منذ ان نشأنا ونحن نقبع في دائرة مغلقة او خط تم رسمه مسبقا لنا لنمضي عليه نحو ما ارادو بناءا على تجاربهم وقناعاتهم الشخصية التي لا تمد لنا بصلة فأصبحنا نرى كيف يتم تلقين الاطفال و قتل اي رغبه قد تكبر فيهم على التفرد او التميز وكيف نشأ النظام المدرسي لتحويل الطلبة الى روبوتات يتم تكريم اكثر انصياعا و تنفيذا للاوامر نهايه كل عام .
حقيقتا انا احترم كثيرا الاشخاص المتميزين وذوي الدرجات والمراكز الاولى ولكن ان لم يكن لديه فكر وجرأة  للخروج عن المألوف فأنا أراه مجرد شخص تم تتبيث برنامج ما في عقله او بصورة اخرى تم ادخال بيانات محدده لدماغة .
كثيرا ما كنت اعاشر زملاء يقومون بحفظ معلومات لا يدركوا محتواها و يؤمنوا بأفكار دون ان يعلموا ماهي حقيقتا ولكن لانه احدهم آمن بها فآمنوا هم معه .
اجد الكثير من الاعمال التي تطلب موظفا ينفذ فقط لايهم ان يفهم ما الذي ينفذه وماذا يترتب عليه ولا يهم ما هي الافكار التي لديه لدراسة مدى امكانية تنفيذها وتحويلها لواقع ذا مردود ايجابي و مثمر ، وهنا اتذكر مقوله سمعتها لأحدهم فحواها ان الانسان تتم برمجته ليكون على قدر من الذكاء يكفيه لاداء المهام الحياتية والوظيفية الموكله اليه فقط دون سماح له بتجاوز الحد لتفكير ابعد من ذلك .
اعترافا لست شخصا جيدا في تنفيذ اي شيء دون ادراكه وفي حفظ اي شيء دون فهمه اجد هذا الامر اشبه بإخضاعي على فعل شيء ، وهكذا شيء يسمى في زمن ماضي بالعبودية 
ان اتباع من هو اعلم منك شيء مثمر جدا ان كان يخاطب عقلك وليس فقط يحرك جسدك كنوع من المعدات والالات وهذا الامر نجده واضحا جليا في الكثير من الاوامر والفروض الدينية فما من تكليف الا ويتبين لنا ما الحكمة منه واقرب مثالا يتناسب مع ايام هذه - ايام رمضان - هو ركن الصيام الذي هو ركن من اركان الاسلام قد فرضه الله وبين الحكمة منه بقوله تعالى :
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ [البقرة: ١٨٣]
فبين ما الغرض والحكمة من الامر "لعلكم تتقون"
فمتى ما تنازل الانسان عن حقه في التفكير فقد ادخل نفسه في العبودية

إن المتأمل للحياة يجد ان نتاج التبعية والانقياذ البحت يظهر واضحا جليا فيها في سهولة تكون الجماعات المتطرفة و الكتائب العسكرية وان كثير من الناس لا تمانع الانقياذ طالما يتم تغذية عقولهم بالوهم او جيوبهم بالمال فتجد رجل فاسق مغطى بعباءة الدين يجر جماعات بتبعيه عمياء نحو الظلال و تجد قائد عسكري يدفع بالآلاف نحو حتفهم بنهج اللاهدف او بمعنى آخر بشعارات واهيه ومصالح اخرى خفيه وبعض من الاموال الزكية.
ويستمر هذا العالم في انجاب المئات بل الالآف من الاطفال يوميا بفكر حر سرعان ما يضعه الوالدان تحت الأسر بحجه الطاعه تارة وبحجة الاذب تارة الاخرى .
كن يا أُخيا ذا فكر مستقل وذا مبادئ وكن ذا علم في الدين بما لا يجعلك تابع بعمى وكن ذا معرفة بما لا يجعلك تنقاذ بجهل و انشئ ابناءك على ذلك .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

10

متابعهم

4

مقالات مشابة