# نبذه مختصره وتعريف للصوفيه واحوالهم

من المعروف عن الصوفيه اطلاقا انهم قوم لا يتكلمون بلسان عموم الخلق ، ولا يخوضون فيما يخوض فيه الناس من مسائل علم الظاهر وانما يتكلمون بلسان الرمز والاشاره (فافهم تغنم)..
فإما ظنا بما يقولون على من ليسوا اهلا ، واما لأن لغة العموم لا تفي بالتعبير عن معانيهم وما يحسونه في اذواقهم ومواجدهم. اما ما يرمزون اليه فهي حقائق العلم الباطن الذي يتلقونه وراثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه الحقائق لا يستقل بها عقل ولا بالتعبير عنها لغه . وهذان الأمران وحدهما كافيان في تفسير الصعوبات التي تعترض سبيل الباحث في فهم معاني الصوفيه ومراميهم . ولذا كان الحذر الزم مايلزم الناظر في اقوالهم حين يحللها او يؤولها او يحكم عليها . فكثيرا مازلت اقدام الباحثين في اساليب هؤلاء القوم فصرفوها الى غير معانيها ، وحملوها مالا تحتمل واخذوا بظاهرها حيث لا يراد ذلك الظاهر. وهذه مسأله تنبه اليها القدماء وحذرو من الوقوع  فيها تجنبا لأي لبس وعدم فهم وصونا للصوفيه من ان يتجنى عليهم من ليس منهم وحرصا على الا يساء فهم مقاصدهم وحمايه لعقيده القارئين من ان تتسرب اليها اي شكوك هم في غنى عنها،، فاستعمالهم للغه الرموز ولاشارات والتحدث بلسان الباطن هي من اسباب غموض لغه الصوفيه بوجه عام ، ومن امثله عن اقوالهم  قول الشيخ ابن العربي:

يامن يراني ولا اراه       كم ذا اراه ولا يراني وهنا يشير في هذه الابيات الى مذهبه في وحده الوجود وانه يرى الحق متجليا في صور اعيان الممكنات ولا يراه الحق لأنه هو المتجلي في صورته فأجاب من فوره في قوله:

يامن يراني مجرما               ولا اراه أخذا 

كم ذا اراه منعما                  ولا يراني لائذا

وايضا من بين علوم  ابن عربي انه كثيرا مايمزج الأيات القرأنيه ببعضها ويفسر بعضها ببعضها حيث لا توجد صله ظاهره بينها ، والأمثله على هذا النوع من الخلط وهو نوع من التفسير كثيير في كتبه واقواله..

وهذه نبذه مختصره عن شرح اولي للصوفيه  واحوالهم  وغموضهم ولنا تكمله في قابل الأيام ان شاء الله  والله الموفق