الماء هل ستكون الدافع الاساسي لقيام الحروب وتدمير البلاد
الذهب االازرق
وصراع البقاء
المياه العذبة في العالم (السطحية والجوفية)
يعتبر توفر المياه العذبة أحد أهم أعمدة الأمن القومي للدول. تنقسم هذه الموارد بشكل أساسي إلى مياه سطحية (أنهار وبحيرات) ومياه جوفية (خزانات طبيعية تحت الأرض).
أولاً: مصادر المياه العذبة وتوزيعها
تتوزع المياه العذبة في العالم بنسب متفاوتة جداً، حيث أن 2.5% فقط من مياه الأرض هي مياه عذبة، ومعظمها محتجز في الجبال الجليدية.
المياه السطحية: تشمل الأنهار الكبرى (مثل النيل، أمازون، واليانغتسي) والبحيرات العذبة الكبرى (مثل البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية وبحيرة بايكال في روسيا).
المياه الجوفية: هي المخزون الضخم الموجود في طبقات الصخور المسامية. تعتبر مورداً استراتيجياً للدول التي تعاني من نقص الأنهار، مثل دول شبه الجزيرة العربية التي تعتمد على "خزانات المياه الجوفية العميقة".
ثانياً: ترتيب الدول الأكثر امتلاكاً للموارد المائية المتجددة
هذا ال

ترتيب يعتمد على حجم الموارد المائية العذبة الداخلية المتجددة (بالكيلومتر المكعب سنوياً) وفقاً لبيانات البنك الدولي ومنظمة "فاو":
الترتيب الدولة المورد المائي الرئيسي السلطة والإدارة
1 البرازيل نهر الأمازون سلطة وطنية (وزارة البيئة البرازيلية)
2 روسيا بحيرة بايكال والأنهار الكبرى الحكومة الفيدرالية الروسية
3 كندا البحيرات العظمى والأنهار الشمالية سلطة مشتركة (فدرالية وإقليمية)
4 الولايات المتحدة الأنهار الكبرى والمياه الجوفية سلطات الولايات والحكومة الفدرالية
5 الصين نهر اليانغتسي والأصفر وزارة الموارد المائية الصينية
6 كولومبيا شبكة أنهار استوائية ضخمة الحكومة الكولومبية
7 إندونيسيا هطول أمطار غزيرة وأنهار وزارة الأشغال العامة والمياه
8 بيرو روافد الأمازون الجبلية سلطة المياه الوطنية (ANA)
9 الهند أنهار الغانج والبراهمابوترا وزارة "جال شاكتي" (المياه)
10 الكونغو الديمقراطية نهر الكونغو سلطة وطنية حكوميةثالثاً: الوضع القانوني والسلطات (تحت سلطة مَن؟)
تخضع هذه المياه لنوعين من السيادة:
سيادة داخلية: مياه تقع بالكامل داخل حدود الدولة (مثل بحيرة بايكال في روسيا)، وهنا تملك الدولة الحق المطلق في إدارتها.
مياه دولية مشتركة: مهار تمر بأكثر من دولة (مثل نهر النيل أو نهر الدانوب)، وهذه تخضع لاتفاقيات دولية وقوانين "المجاري المائية الدولية" لضمان عدم إضرار دول المنبع بدول المصب.
رابعاً: ملاحظات هامة حول التقرير
المفارقة: رغم أن البرازيل هي الأولى، إلا أن سكانها قد يعانون من الجفاف في بعض المناطق بسبب تركز المياه في حوض الأمازون بعيداً عن المدن الكبرى.
المياه الجوفية: دول مثل ليبيا والجزائر والسعودية تمتلك مخزونات جوفية ضخمة جداً، لكنها تُصنف كمياه "غير متجددة" (أحفورية)، أي أنها تنفد بالاستهلاك ولا تعوضها الأمطار: حروب المياه.. الصراع القادم على “الذهب الأزرق”
بينما كان القرن العشرين قرناً للصراع على النفط، تشير كل المعطيات إلى أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن الصراع على المياه. النقص الحاد في الموارد المائية، مع زيادة عدد السكان وتغير المناخ، حوّل المياه من "نعمة" إلى "فتيل حرب".
1. لماذا ستندلع الحروب بسبب المياه؟
هناك ثلاثة عوامل رئيسية تجعل المياه سبباً للنزاع المسلح في السنوات القادمة:
ندرة الموارد: نمو سكاني هائل مقابل كمية مياه ثابتة (أو متناقصة).
التحكم في المنبع: عندما تقرر دول المنبع بناء سدود عملاقة لتوليد الكهرباء أو الزراعة، مما يقلل الحصة الواصلة لدول المصب.
التغير المناخي: الذي يؤدي لجفاف أنهار كانت تاريخياً لا تجف، مما يسبب هجرات جماعية واضطرابات سياسية.
2. أبرز "بؤر الصراع" المتوقعة في العالم
بناءً على التقرير الأول، تظهر مناطق نزاع حقيقية بسبب تقاسم الأنهار الدولية:. تحول المياه إلى "سلاح" (Weaponization of Water)
في الحروب القادمة، لن تكون المياه مجرد سبب للحرب، بل ستكون أداة فيها:
تدمير البنية التحتية: استهداف محطات التحلية وخزانات المياه لتركيع الخصم.
قطع الإمدادات: استخدام السدود كـ "صمامات خنق" لتعطيش الشعوب أو تدمير اقتصادها الزراعي.
التلوث المتعمد: تلويث مصادر المياه الجوفية لإخراجها من الخدمة.
4. الخلاصة: الترتيب من حيث "الخطورة" وليس “الكمية”
إذا نظرنا للدول في التقرير الأول، نجد أن الدول الغنية بالمياه (مثل البرازيل وكندا) في أمان نسبي، بينما تقع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قلب الخطر لأنها:
تمتلك أقل كمية مياه عذبة في العالم.
تعتمد بنسبة تزيد عن 60% على مياه تأتي من خارج حدودها (أنهار دولية).
رؤية تحليلية: الحرب القادمة قد لا تبدأ بجيوش نظامية، بل بـ "اضطرابات داخلية" نتيجة العطش وفشل المحاصيل، مما يؤدي إلى انهيار دول من الداخل أو اضطرارها لخوض حروب وجودية لتأمين شريان حياتها.