الاستسلام ممنوع! دليل الأم والأب للرد على صراخ الطفل دون تلبية طلبه.

الاستسلام ممنوع! دليل الأم والأب للرد على صراخ الطفل دون تلبية طلبه.

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

 

📢 توقف عن الصراخ! كيف تكسرين قاعدة "الصوت العالي مقابل الحصول على ما يريد"؟

من أكبر التحديات التي أواجهها حالياً تتركز حول طفلي الأصغر الذي يبلغ من العمر سنتين. بدأ الأمر بسلوك بسيط لكنه تصاعد سريعاً ليصبح أزمة حقيقية: "متلازمة ما في يد الآخر".

كان ابني الأصغر يريد كل ما يراه في يد أخيه الأكبر (سواء كانت لعبة أو وجبة طعام). تطور الأمر لاحقاً ليشمل كل طفل يراه في محيطه، حتى وصل إلى أقصى درجاته عندما أصبح يحاول خطف حتى كوب الشاي من يد أبيه.

الأمر لم يتوقف عند الرغبة، بل ترافقه "سياسة الصوت العالي". لقد اكتشف الصغير سلاحاً فعالاً: الصراخ المستمر ورفض التوقف حتى يحصل على ما يريد. ومع الأسف، وللخروج من حالة الضغط والإزعاج، استسلمتُ في البداية وكثيراً ما لبيتُ مطالبه، مُعتقدةً أنه "صغير ولا يفهم". بهذا السلوك غير المقصود، غرستُ فيه عادات سلبية وعلّمته أن الصراخ وسيلة ناجحة.

 الشعور بالخطر وتفاقم الأزمة

النتيجة المؤلمة لهذا التهاون لم تقتصر على طفل واحد، بل امتدت لتؤثر على العلاقة الأسرية بالكامل.

أخيّه الأكبر (4 سنوات) أصبح يُظهر علامات الغيرة بشكل واضح، حتى أنه أصبح يقول لي: "أعطه (ما يريد) !"، ومره قال : 'أعطِ أخي الصغير لأي حد'،  

وهي جمل تحمل في طياتها شعوراً بالظلم والتنازل القسري عن حقوقه و  رفضه التام لوجود أخيه

هنا، انتابني شعور عميق بالذنب والإدراك المتأخر. هدفي الأسمى كان أن يكون الأخوان سنداً لبعضهما البعض، ولكن ما يحدث حالياً هو العكس تماماً. أيقنتُ أنني سأدفع ثمن هذا الخطأ غالياً، لكن الإحساس بالمسؤولية دفعني للبحث والاعتراف: لقد عوّدتُ طفلي الأصغر على الطمع واستخدام العناد والصوت العالي للحصول على رغباته.

: الانطلاق نحو التصحيح

الآن، وبعد إدراك كامل لتحدي عناد وطمع طفل السنتين، بدأت رحلة البحث الجاد عن حلول تربوية مستدامة.

المهمة لم تعد مجرد إيقاف الصراخ، بل هي مهمة إعادة بناء:

تغيير قناعة الطفل من: "أحصل على ما أريد بالصراخ" إلى: "أتواصل بهدوء وأفهم أن هناك حدوداً".

تصحيح مفهوم "المُلكية والمشاركة".

الأهم، ترميم العلاقة بين الأخوين وإعادة غرس مفهوم الأمان والعدل لدى الأخ الأكبر.

لقد حان وقت التوقف عن التبرير بـ "إنه صغير"، والبدء في التعامل معه كإنسان يتعلم آليات التواصل السليمة

  1. بالنسبة له، العالم كله ملكه، وهو لا يفهم بعد مفهوم "هذا لي وهذا لك".
  2. يتعلم بالنتيجة: عندما يصرخ ويأخذ ما يريد، يتعلم أن الصراخ هو وسيلة ناجحة للحصول على مبتغاه. استسلام الوالدين في البداية لتجنب الإزعاج، يُرسخ هذا السلوك الخاطئ.
  3. التقليد: رغبته فيما في يد أخيه ليست بالضرورة "طمعاً"، بل رغبة في اللعب بالشيء الذي يبدو جذاباً لأنه "ممنوع" أو “مشغول. 
  4. التعامل مع سياسة "الصوت العالي":

تجاهل الصراخ والتركيز على الهدوء: عندما يبدأ الطفل بالصراخ للحصول على شيء، امتنعي تماماً عن تلبية طلبه في تلك اللحظة.

  1. عبارة حاسمة ومختصرة: انزلي إلى مستواه وقولي بهدوء وثبات (دون صراخ أو عصبية): "أنا لا أفهم الصراخ. عندما تتحدث بهدوء يمكننا التفاهم". ثم أبعدي نفسك قليلاً حتى يتوقف عن الصراخ.
  2. المكافأة على الهدوء: بمجرد أن يهدأ ولو لثوانٍ، عودي إليه فوراً وقولي: "أهلاً بك، الآن أنت هادئ، ماذا تريد؟" وتحدثي معه عن طلبه. حتى لو لم تلبي طلبه، كافئيه على الهدوء، وليس على الطلب.
  3. 2. التعامل مع خطف الأشياء (خاصة كوب الشاي):
  4. الإيقاف الفوري بعبارة واضحة: عندما يخطف شيئاً، أمسكي يده بهدوء وأعيدي الشيء إلى صاحبه وقولي بصرامة وهدوء: "لا. لا نخطف. (اسم الشيء) لأبي/لأخيك".
  5. التعليم والبديل (لعبة مقابل لعبة): إذا أراد لعبة أخيه، ساعديه على طلبها بالكلمات أو الإشارة، ووجهي أخاه لتبادل الألعاب (هذا يعزز المشاركة). إذا أصرّ على الخطف، يتم إبعاده من الموقف لثوانٍ قليلة (تطبيق عواقب بسيطة جداً).
  6. توفير البدائل: في مرحلة ما قبل إتقان اللغة، وفري له نسخته الخاصة من الأشياء المهمة (كوب شاي بلاستيكي خاص به، أو مجموعة من الألعاب المماثلة).

علاج مشكلة الغيرة بين الأخوين (4 سنوات وسنتان)

  1. تجنب مبدأ "ادّيه عشان هو صغير": هذا المبدأ يعلّم الأخ الأكبر أن حقوقه تُنتهك لمصلحة الأصغر، مما يزيد الكره والغيرة.
  2. التعبير عن مشاعر الأخ الأكبر: عندما يشتكي الأخ الأكبر (4 سنوات)، يجب عليكِ الاعتراف بمشاعره أولاً: "أنا أرى أنك غاضب جداً لأن أخاك أخذ لعبتك. هذا يجعلك حزيناً. لا بأس أن تغضب". هذا يعزز ثقته بأنكِ تفهمينه.
  3. وقت فردي خاص (Time-In): خصصي لكل طفل وقت "مفرد" يومي لا يشاركه فيه الآخر (ولو لمدة 10 دقائق فقط). هذا يملأ "خزان الحب" العاطفي لكل منهما ويقلل حاجته لجذب انتباهك بالسلوك السلبي.
  4. تعزيز السند والمساعدة: عند الانتهاء من الخلاف، شجعي الأخ الأكبر على مساعدة أخيه الأصغر في أمر ما، أو شاركيهما في لعبة تتطلب التعاون. امنحي الأخ الأكبر دور "المساعد/المعلم" في بعض الأنشطة، مما يرفع من قيمته لديه.image about الاستسلام ممنوع! دليل الأم والأب للرد على صراخ الطفل دون تلبية طلبه.
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Amira Elsawy تقييم 5 من 5.
المقالات

4

متابعهم

4

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.