صراعات الوالدين أمام الأبناء: سؤال مؤلم وبحث عن إجابة

صراعات الوالدين أمام الأبناء: سؤال مؤلم وبحث عن إجابة

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

 صراعات الوالدين أمام الأبناء: سؤال مؤلم وبحث عن إجابة

​هذا المشهد يتكرر بصور مؤلمة، ويدفعنا جميعاً إلى التساؤل: لماذا؟

​عندما نرى أبوين يتشاجران، وأيَّاً كان سبب الخلاف (سواء كان ضغوطاً مادية، شعوراً بعدم الارتياح في العلاقة، أو حتى أحلاماً لم تُكتمل مع شريك آخر)، ويصل الأمر إلى الصراخ والضرب والإهانة أمام الأبناء، يتبادر السؤال الحارق: لماذا يستمران في هذا السلوك؟

​هل حقاً لا يفكر أي منهما في هذا الطفل البريء؟ هل تأثير هذه الخلافات على نفسية الأبناء ليس مهماً بالقدر الكافي؟

الخيارات الممكنة خلف هذا التجاهل المؤلم:

  1. غياب الوعي الكامل بالتأثير: قد يكون الوالدان غير مستوعبين تماماً لعمق الضرر النفسي الذي يلحق بالطفل. ربما لا يدركان أن هذا السلوك ليس مجرد "خلاف عابر" بل هو زلزال يهز أساس شعور الطفل بالأمان والاستقرار.
  2. الاستسلام للنموذج الموروث (دائرة العنف): ربما نشأ أحد الوالدين أو كلاهما في بيئة كان فيها الشجار والصراخ هو السمة الغالبة. وفي هذه الحالة، يصبح هذا السلوك "العادي" المكتسب، ويجدون صعوبة في تخيل طريقة أخرى للتعامل مع الخلافات.
  3. تغليب المشاعر الشخصية والضغوط: قد تكون الضغوط النفسية أو المادية أو العاطفية التي يمر بها الوالدان أقوى من قدرتهم على التحكم في ردود أفعالهم، لدرجة أنها تطغى على تفكيرهم في مصلحة أبنائهم في تلك اللحظة.
  4. تجاهل الأبناء (غير المقصود): في خضم الانفعال الشديد، قد يُصبح الطفل مجرد جزء من خلفية المشهد، وينسى الوالد أن طفله يراقب ويسجل كل كلمة وإيماءة.

​إن التفكير في إجابة لهذا السؤال ليس هدفاً لإصدار الأحكام، بل هو دعوة ملحّة للتوعية: فأطفالنا ليسوا طرفاً في الخلاف، لكنهم أول المتضررين. إن سلامتهم النفسية يجب أن تكون دائماً هي الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه، حتى في أصعب الظروف

الوجهان للضغوط المادية: صراع البقاء ونسيان الأبناء

تُعد التحديات المادية من أكثر مصادر الضغط التي تواجه الأسر، ولها وجهان متناقضان يؤثران بعمق على الأبناء:

الوجه الأول: "الاستنزاف من أجل التوفير" (الغرق في العمل)

في سعي حثيث لتوفير "الحياة الكريمة" وتلبية الاحتياجات المادية المتزايدة، قد يجد الوالدان نفسيهما غارقين في العمل لساعات طويلة. يتحول الهدف النبيل -تأمين مستقبل الأبناء- إلى نتيجة عكسية ومؤلمة.

المشكلة: الانشغال التام بالعمل يأتي على حساب وقت الأسرة. قد ينسى الوالدان، أو يتناسيان، أن الأبناء لا يحتاجون إلى المال وحده، بل هم في أمس الحاجة إلى الحضن الدافئ، والوقت المخصص، والوجود العاطفي الذي لا يمكن لأي مبلغ مالي أن يعوضه.

الخسارة: يُفقد الرابط العاطفي، ويشعر الأبناء باليتم الوجداني رغم وجود الوالدين، مما يترك فراغاً عاطفياً قد يؤدي إلى مشاكل سلوكية أو نفسية مستقبلاً.

الوجه الثاني: "الضغط النفسي وقلة ذات اليد" (العوز والتوتر)

الوجه الآخر للمشاكل المادية هو الضغط النفسي والعصبي الناتج عن قلة المال والعوز الحقيقي. هذا الضغط قد يتحول إلى توتر دائم وشجار مستمر داخل المنزل.

المخرج: هنا يكمن دور "الرضا والاستغناء". لا يعني الرضا التوقف عن السعي، بل هو قوة داخلية تُمكن الأسرة من إدارة الموقف بوعي. عندما يُستبدل القلق بنظرة إيجابية للأمور والتركيز على ما هو متوفر، يمكن للعائلة أن تتجاوز هذه الفترة الصعبة بأقل الخسائر النفسية.

image about صراعات الوالدين أمام الأبناء: سؤال مؤلم وبحث عن إجابة
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Amira Elsawy تقييم 5 من 5.
المقالات

4

متابعهم

4

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.