التلفزيون والهواتف: سُمٌّ صامت في حياة الأطفال

التلفزيون والهواتف: سُمٌّ صامت في حياة الأطفال

تقييم 5 من 5.
2 المراجعات

الشاشات الوجه الآخر لمتعة الأطفال

أنا أم لطفلين، أحدهما بعمر الخامسة والآخر بعمر السنتين. ومثل الكثير من الأمهات، للأسف، وقعت في خطأ ربما يكون الأكثر شيوعًا: الاستسهال في مواجهة ضغوط الحياة ومتطلبات المنزل.

لقد كان الهروب السهل هو أن أترك الهاتف والإنترنت بين يدي ابني الأكبر. وفي هذه المرحلة العمرية الحاسمة (من سن 3-5 سنوات)، حيث يكون الطفل في قمة استقباله للمعلومات واكتسابه للمهارات، وجدتُ أنه يشاهد محتوى لا يتناسب لا مع عمره ولا مع قيم مجتمعنا.

اليوم، أدرك أن هذا ليس استسهالاً بقدر ما هو استنزاف لأثمن سنوات طفولته. وهذه وقفة تصحيح مسار يجب أن يشاركني فيها كل أب وأم.

لا يمكن إنكار أن الأجهزة الذكية والتلفزيون والإنترنت أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، لكن بالنسبة لأطفالنا، فإن مخاطرها تشكل خطرًا مزدوجًا يجب على كل أسرة أن تتنبه له. نحن لا نواجه مشكلة المحتوى غير المناسب فحسب، بل نواجه أيضًا الضرر المباشر الذي تُلحقه هذه التقنيات بأجساد وعقول أطفالنا النامية.

1. المخاطر الصحية والجسدية

مشاكل العين والرؤية: التحديق المطوّل في الشاشات والتعرض للضوء الأزرق يمكن أن يسبب:

إجهاد العين وجفافها.

زيادة خطر الإصابة بضعف النظر أو قصر النظر.

الصداع المتكرر.

السمنة ونمط الحياة الخامل: قضاء وقت طويل في الجلوس أمام الشاشات يقلل من النشاط البدني والحركة، مما يزيد من خطر السمنة ومشاكل التمثيل الغذائي.

اضطرابات النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يثبط إنتاج هرمون الميلاتونين (هرمون النوم)، مما يؤدي إلى:

صعوبة في الخلود إلى النوم.

نوم متقطع أو غير عميق.

2. المخاطر المعرفية واللغوية

تأخر النمو اللغوي: الأطفال الصغار (خاصة ما دون السنتين والخمس سنوات) يكتسبون اللغة من خلال التفاعل البشري المباشر. المشاهدة السلبية للفيديوهات تقلل من فرص هذا التفاعل (الحديث، الرد، اللعب التخيلي)، مما قد يؤدي إلى تأخر في تطور مهاراتهم اللغوية.

ضعف التركيز والانتباه: المحتوى السريع والمحفز بشكل مفرط (مثل فيديوهات يوتيوب القصيرة) يجعل دماغ الطفل يعتاد على وتيرة سريعة جدًا، مما يقلل من قدرته على التركيز لفترات طويلة على الأنشطة الهادئة مثل القراءة أو التعلم في الفصل.

تأثير على وظائف الدماغ: بعض الدراسات تشير إلى أن الإفراط في وقت الشاشة يمكن أن يؤثر سلبًا على قشرة الدماغ المسؤولة عن المهارات الاستنباطية والتفكير النقدي.

3. المخاطر النفسية والسلوكية

التعرض لمحتوى غير مناسب: وهي النقطة التي ذكرتها في مقالك، حيث قد يشاهد الطفل محتوى:

عنيف أو عدواني: مما قد يؤدي إلى تقليده وتطبيق السلوكيات العدوانية في الواقع.

غير متوافق مع القيم الاجتماعية والثقافية: مما يشوه مفهومه عن السلوكيات المقبولة.

محتوى مرعب أو غير آمن: يسبب القلق أو الخوف أو آثار نفسية سلبية.

العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل: الإدمان على الشاشات يقلل من فرص اللعب والتفاعل وجهاً لوجه مع الأقران والبالغين، مما يضعف مهارات التواصل الاجتماعي والتعاطف لديه.

اضطرابات نفسية وسلوكية: قد يرتبط الإفراط بالشاشات بزيادة خطر القلق، والتوتر، وتقلب المزاج، وصعوبة التنظيم العاطفي.

الإدمان: الأجهزة والفيديوهات مصممة بطريقة تجعلها جاذبة وإدمانية، مما يؤدي إلى نوبات غضب وعصبية عند محاولة فصل الطفل عنها.

توصيات عامة للحد من المخاطر:

وضع حدود زمنية واضحة: الالتزام بالتوصيات العمرية (مثل عدم المشاهدة تحت عمر السنتين، والحد الأقصى ساعة يوميًا للأطفال الأكبر سنًا).

المشاهدة المشتركة والتفاعلية: إذا سمح للطفل بالمشاهدة، يجب أن يشارك الوالدان في بعض الأحيان لمناقشة المحتوى، والتأكد من فهمه، وربطه بالواقع.

اختيار المحتوى: الحرص الشديد على أن يكون المحتوى تعليميًا وإيجابيًا ومناسبًا للمرحلة العمرية.

( وده موضوع تاني لوحدة هيتم مناقشته )

توفير بدائل: تشجيع اللعب الحركي، والقراءة، والألعاب التفاعلية، والأنشطة الإبداعية كبدائل لوقت الشاشة.image about التلفزيون والهواتف: سُمٌّ صامت في حياة الأطفال

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Amira Elsawy تقييم 5 من 5.
المقالات

4

متابعهم

4

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.