
القمر المنير ونوره
القمر

لقمر هو الجرم السماوي الوحيد الذي يدور في مدار حول كوكب الأرض، وهو أقرب جار لنا في الفضاء. يُعد القمر خامس أكبر قمر طبيعي في نظامنا الشمسي.
خصائص القمر الأساسية
الحجم والكتلة: يبلغ قطر القمر حوالي ربع قطر الأرض (حوالي 3,474 كيلومتر)، وكتلته تشكل جزءاً بسيطاً من كتلة الأرض، وهذا يفسر انخفاض الجاذبية على سطحه.
الجاذبية: جاذبية سطح القمر تعادل حوالي 16.6% (سدس) جاذبية الأرض. هذا هو السبب وراء قدرة رواد الفضاء على القفز لمسافات عالية عليه.
السطح: يتميز سطحه بوجود:
المناطق الداكنة (Maria): وهي مسطحات شاسعة من الصخور البازلتية الداكنة التي تكونت نتيجة تدفقات الحمم البركانية القديمة بعد اصطدامات الكويكبات.
المناطق المضيئة (Highlands): وهي مناطق مرتفعة ذات لون فاتح مليئة بالفوهات البركانية والحفر الناتجة عن اصطدامات النيازك.
تكوينه ودورانه
1. التكوين (فرضية الاصطدام العملاق)
النظرية الأكثر قبولاً لتكوين القمر هي فرضية الاصطدام العملاق (Giant Impact Hypothesis). وتنص هذه النظرية على أن جسماً ضخماً بحجم كوكب المريخ (يُسمى "ثيا") اصطدم بالأرض في بداية تاريخها. أدى هذا الاصطدام إلى قذف كمية هائلة من المواد من الأرض و "ثيا" إلى المدار، وتجمعت هذه المواد لاحقاً لتشكل القمر.
2. الحركة المدارية (الاقتران المدي)
يدور القمر حول الأرض ويكمل دورة واحدة حول محوره في نفس الوقت الذي يستغرقه لإكمال مداره حول الأرض (حوالي 27.3 يومًا). تُعرف هذه الظاهرة باسم الاقتران المدي (Tidal Locking).
النتيجة: بسبب الاقتران المدي، فإننا نرى الوجه نفسه للقمر دائمًا من الأرض. لا يعني هذا أن الجانب الآخر مظلم، بل إن الشمس تضيء كلا الجانبين بمرور الوقت، لكننا ببساطة لا نرى الوجه البعيد (Far Side).
تأثيره على الأرض
المد والجزر (Tides): جاذبية القمر هي القوة الرئيسية المسؤولة عن ظاهرتي المد والجزر في محيطات الأرض.
تثبيت محور الأرض: يلعب القمر دوراً حيوياً في تثبيت ميل محور دوران الأرض. لولا القمر، لكان محور الأرض يتأرجح بشكل كبير، مما يؤدي إلى تغيرات كارثية وغير متوقعة في المناخ العالمي.
زيادة طول اليوم: يتسبب الاحتكاك الناجم عن المد والجزر في إبطاء دوران الأرض تدريجيًا. هذا يعني أن اليوم على الأرض يزداد طوله ببضعة أجزاء من الثانية كل قرن.
أطوار القمر (Phases of the Moon)
لا ينتج القمر ضوءه الخاص، بل يعكس ضوء الشمس. تحدث أطوار القمر نتيجة لتغير زاوية رؤيتنا للجزء المضاء من القمر أثناء دورانه حول الأرض.
تبدأ دورة الأطوار وتنتهي بالترتيب التالي:
المحاق (New Moon): لا يظهر القمر لأنه يقع بين الأرض والشمس (غير مضاء).
هلال متزايد (Waxing Crescent).
تربيع أول (First Quarter): نرى نصف القمر مضاءً.
أحدب متزايد (Waxing Gibbous).
بدر (Full Moon): نرى الوجه كله مضاءً.
أحدب متناقص (Waning Gibbous).
تربيع أخير (Last Quarter).
هلال متناقص (Waning Crescent).