
سد النهضة والفيضان المفاجئ: ما الحقيقة وراء ما حدث بين مصر والسودان؟
سد النهضة والفيضان المفاجئ: ما الحقيقة وراء ما حدث بين مصر والسودان؟
شهدت مصر خلال الأيام الماضية حالة من الجدل بعد انتشار مشاهد غريبة لبيوت غمرتها المياه في محافظتي المنوفية والبحيرة، مما أثار مخاوف المواطنين من أن يكون السبب مرتبطًا بسد النهضة الإثيوبي. هذه المشاهد غير المألوفة أعادت للأذهان ذكريات الفيضان القديم قبل بناء السد العالي، ودفعت الجميع للتساؤل: هل ما حدث طبيعي؟ أم أن هناك ما هو أبعد من ذلك؟
توقيت غير منطقي لفتح بوابات السد
بحسب تصريحات الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وخبير الموارد المائية، فإن ما حدث لا يمكن وصفه بالصدفة. فقد قامت إثيوبيا بفتح أربع بوابات من سد النهضة في شهر سبتمبر، رغم أن موسم الفيضانات الطبيعي في إثيوبيا يمتد من يونيو حتى أغسطس. فتح البوابات في هذا التوقيت غير المعتاد أدى إلى تدفق كميات ضخمة من المياه نحو السودان، تجاوزت قدرته الاستيعابية، فحدثت فيضانات داخلية مفاجئة امتدت آثارها حتى مصر.

ويُقدّر الخبراء أن كل بوابة من السد يمكنها تصريف نحو 200 مليون متر مكعب يوميًا، أي ما يقارب 800 مليون متر مكعب من المياه في اليوم الواحد. هذه الكمية الهائلة، في غياب التنسيق المسبق، كانت كافية لإحداث اضطراب في مجرى النيل وتسبب مشكلات في بعض المناطق المنخفضة.
الإعلام الإسرائيلي يدخل على الخط
المثير للجدل أن قناة إسرائيلية تُدعى قناة 14 تناولت الحدث بطريقة لافتة، مشيرة إلى أن ما حدث قد يكون بمثابة “اختبار” أو “رسالة سياسية” موجهة لمصر والسودان. بعض التقارير العبرية ربطت بين الفيضان والتحركات العسكرية الأخيرة حول السد، خاصة بعد رصد أنظمة دفاعية ورادارية جديدة في محيطه، وهو ما زاد من حالة القلق والترقب في المنطقة.
الموقف المصري
من جانبها، أكدت السلطات المصرية أن الوضع المائي في البلاد آمن، وأن بحيرة ناصر والسد العالي يمتلكان قدرة تخزينية ضخمة تصل إلى 162 مليار متر مكعب. كما أعلنت وزارة الموارد المائية أن منظومة إدارة المياه تعمل بكفاءة عالية، وأن أي زيادة في كميات المياه يتم التعامل معها فورًا لضمان استقرار المنسوب في النيل.
ورغم ذلك، يرى محللون أن الحادث الأخير يجب أن يكون إنذارًا لمصر والسودان، لأن تصرفات الجانب الإثيوبي تشير إلى إمكانية استخدام السد كورقة ضغط سياسية في أي وقت.
خلاصة الموقف
ما حدث في الأسابيع الأخيرة لا يمكن اعتباره مجرد خطأ فني، بل هو اختبار عملي لمدى جاهزية دول المصب في التعامل مع مفاجآت سد النهضة. فإثيوبيا تملك اليوم القدرة على التحكم في تدفق النيل الأزرق، وهو ما يجعل من الضروري وجود تنسيق دائم واتفاق قانوني ملزم يحمي مصالح جميع الأطراف.
ختامًا، يمكن القول إن أزمة سد النهضة لم تعد مجرد قضية تنموية تخص الكهرباء أو الزراعة، بل تحولت إلى قضية أمن قومي تمس استقرار المنطقة بالكامل. وإذا لم تُدار الأمور بحكمة، فقد يكون الفيضان الأخير مجرد إنذار أول لأزمة أكبر في المستقبل.
🔑 الكلمات المفتاحية:
سد النهضة، أزمة المياه في مصر، فيضان السودان، بحيرة ناصر، السد العالي، د. عباس شراقي، إثيوبيا، أزمة سد النهضة، الأخبار المصرية، فيضان المنوفية والبحيرة