
العناقيد المجرية في الكون
العناقيد المجرية في الكون

عناقيد المجرات" (Galaxy Clusters)
عناقيد المجرات" (Galaxy Clusters) هي أكبر التجمعات الكونية في الكون التي يربطها معًا قوة الجاذبية. إنها ليست مجرد مجموعات عشوائية من المجرات، بل هي هياكل ضخمة ومعقدة تُعتبر بمثابة "مدن" المجرات في الفضاء.
ما هي عناقيد المجرات؟
عنقود المجرات هو هيكل يجمع مئات أو حتى آلاف المجرات معًا بفعل قوة الجاذبية الهائلة. هذه المجرات ليست فقط في مكان واحد، بل تدور حول مركز جاذبي مشترك، تمامًا كما تدور الكواكب حول الشمس. تتراوح أقطار عناقيد المجرات من ملايين إلى عشرات الملايين من السنوات الضوئية. العنقود المجري يظهر كتجمع من مئات إلى آلاف المجرات. ولكن على الرغم من أن المجرات هي الأسهل رصدا الا انها في المتوسط تحتوي على اقل من 5% من مجموع كتلة العناقيد. وحسب تصور الفلكيين حاليا تكمن بقية كتلة عناقيد المجرات في المادة المظلمة (حوالي 25%) وفيما يسمى طاقة مظلمة (نحو 70 %). ولم يعثر على المادة المظلمة بعد رغم أكتشاف تأثيرها منذ عقد السبعينيات في القرن العشرين. كذلك لا يزال العلماء يبذلون الجهد لتفسير الطاقة المظلمة. بالنسبة إلى المادة المظلمة فيأمل العلماء في الحصول عن معلومات عنها من خلال تجارب يجريها الفيزيائيون على مصادم الهادرونات الكبير المبني تحت الأرض على الحدود بين سويسرا وفرنسا ويعمل به نحو 4000 من العلماء المتخصصين في الجسيمات دون الذرية.
ويوجد بالقرب من مجموعتنا المحلية عدد من عناقيد المجرات، وأهم تلك العناقيد عنقود العذراء المجري وعنقود فورناكس المجري، ويبعد كل من ذلك العنقودين عن مجموعتنا المحلية نحو 60 مليون سنة ضوئية.
مكونات عناقيد المجرات
تتكون عناقيد المجرات من ثلاثة مكونات رئيسية:
المجرات: تشكل المجرات حوالي 1% فقط من كتلة العنقود.
الغاز الساخن: يشكل الغاز الساخن حوالي 9% من الكتلة. هذا الغاز عبارة عن بلازما ساخنة جدًا (ملايين الدرجات المئوية)، وهو يطلق الأشعة السينية (X-rays) التي يمكن رصدها باستخدام التلسكوبات الفضائية المتخصصة.
المادة المظلمة: هذا هو المكون الأهم والأكثر هيمنة، حيث يشكل حوالي 90% من كتلة العنقود. على الرغم من أن المادة المظلمة لا تصدر ضوءًا، إلا أن وجودها يُستدل عليه من تأثيرها الجاذبي الهائل على حركة المجرات والغاز داخل العنقود.
أمثلة على عناقيد مجرية
عنقود كوما (Coma Cluster): يعتبر أحد أشهر العناقيد المجرية وأكثرها دراسة. يحتوي على آلاف المجرات ويقع على بعد حوالي 321 مليون سنة ضوئية منا.
عنقود العذراء (Virgo Cluster): أقرب عنقود مجري لنا، حيث يقع على بعد حوالي 54 مليون سنة ضوئية. مجرتنا (درب التبانة) هي جزء من مجموعة أصغر تسمى "المجموعة المحلية" التي تقع على حافة هذا العنقود الضخم.
أهميتها في علم الفلك
تُعد دراسة عناقيد المجرات أمرًا بالغ الأهمية لعلماء الفلك لأنها:
فهم تطور الكون: تساعدنا على فهم كيفية تشكل وتطور الهياكل الكبيرة في الكون.
دراسة المادة المظلمة: كونها تحتوي على كمية هائلة من المادة المظلمة، فإنها توفر مختبرًا طبيعيًا فريدًا لدراسة هذه المادة الغامضة.
تحديد مقياس المسافات: يمكن استخدامها لتحديد المسافات الكونية.