عبير عادل: من شهرة الشاشة إلى مقود السيارة... حكاية واقعية لامرأة صادقة

عبير عادل: من شهرة الشاشة إلى مقود السيارة... حكاية واقعية لامرأة صادقة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

عادت الفنانة عبير عادل لتتصدر عناوين الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي، ولكن هذه المرة ليس بسبب عمل درامي جديد، بل لظهورها في لقاءات إعلامية كشفت فيها عن تحول جذري في مسار حياتها، بعدما اضطرت للعمل كسائقة في أحد تطبيقات التوصيل، عقب غياب طويل عن الفن.

قرارها الجريء أثار الكثير من ردود الفعل، لكنها أثبتت أنها فنانة حقيقية لا تخجل من واقعها، وتؤمن بأن "الشغل شرف" مهما كان شكله، وأن العيش بكرامة أهم من التمسك بالشهرة الفارغة.

 

توقف مفاجئ عن الفن... وغياب قسري

كشفت عبير عادل، خلال حوارها في برنامج "أنا غير" عبر قناة "المشهد"، أنها ابتعدت عن التمثيل منذ ما يقرب من سبع سنوات، ليس برغبتها، بل لأن "السوق عرض وطلب"، على حد وصفها.

وقالت:

"أنا مش بشتغل لأن مفيش عروض، مش بإيدي. الفن لعبة مش دايمًا بتكوني فيها، فجأة تلاقي نفسك برا الملعب، وده بيكون صعب جدًا على أي فنان بيحب الشغلانة دي".

تعبّر كلماتها عن واقع يعيشه كثير من الفنانين، ممن يجدون أنفسهم فجأة خارج دائرة الأضواء دون مبرر واضح، فيصطدمون بقسوة الحياة اليومية ومتطلباتها.

image about عبير عادل: من شهرة الشاشة إلى مقود السيارة... حكاية واقعية لامرأة صادقة

 

قرار العمل في التوصيل: كرامة أولًا

ومع طول فترة الغياب، وزيادة التزامات الحياة، اتخذت عبير قرارها بالعمل كسائقة في أحد تطبيقات النقل الخاص، وهو قرار لم يكن سهلًا في البداية، لكنها اعتبرته خطوة ضرورية لحفظ كرامتها وتوفير دخل ثابت.

وتحكي عبير عن تلك التجربة بصدق:

"أول يوم كنت مرعوبة. كل شغلانة ليها أدواتها، وأنا مكنتش أعرف حاجة. أول مشوار كان لسيدة في منطقة شعبية، وبعد ما نزلت مش عارفة أطلع من المكان... بس اتعلمت، وأول تجربة علمتني كتير".

كما وصفت أول راكبة بأنها كانت متحفّظة ولم تتفاعل معها، مما زاد من توترها، لكن الراكبة التالية كانت ودودة وخففت عنها رهبة البداية.

 

رد فعل الناس... مفاجأة غير متوقعة

أكثر ما أسعد عبير عادل هو رد الفعل الإيجابي من الناس بعد أن عرفوا قصتها. تقول:

"مكنتش متخيلة إن الناس هتدعمني كده. خفت الناس تسخر أو تنتقدني، لكن بالعكس... الكل شجعني واحترمني، وده كان أكبر دعم ليا".

في زمن مواقع التواصل حيث يُحاكم الناس على كل تفصيلة، كان دعم الجمهور لها لافتًا، ويعكس وعيًا متزايدًا بأهمية احترام كل من يختار طريق العمل الشريف.

 

من "ابنة الوزير" إلى سائقة توصيل

رغم مرور السنوات، لا تزال شخصية "ابنة الوزير" التي قدمتها عبير في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" محفورة في ذاكرة المشاهدين. الدور الذي قدمته إلى جانب الفنانين الكبار مثل نور الشريف وعبلة كامل ورشوان توفيق، شكّل انطلاقتها الحقيقية في عالم التمثيل.

وقدمت فيه دور ابنة الوزير (الذي جسده رشوان توفيق)، وشقيقة ياسر جلال، وكانت من الشخصيات المحورية في العمل.

المسلسل الذي عرض عام 1996 لا يزال أحد أشهر وأقرب المسلسلات لقلوب الجمهور المصري والعربي، بفضل قصته المستوحاة من رواية إحسان عبد القدوس وسيناريو مصطفى محرم، وإخراج أحمد توفيق.

 

"نفسي أرجع"... الفن لا يزال في القلب

رغم نجاحها في التكيّف مع الواقع، لم تُخفِ عبير عادل شوقها للعودة إلى الفن.
تقول:

"أنا زعلانة لأني مش بشتغل، ونفسي أرجع التمثيل. بس الحياة لازم تمشي، ولازم نلاقي بدائل، وده اللي عملته".

وتوضح أن قرارها بالعمل في التوصيل لم يكن هروبًا من الفن، بل محاولة للاستمرار بكرامة حتى تأتي الفرصة المناسبة للعودة.

 

رسالة واقعية... وأمل في الغد

تجربة عبير عادل لاقت احترام الجميع لأنها عبّرت عن مئات الأشخاص الذين يعيشون مواقف مشابهة، لكنهم يخجلون من الحديث عنها. هي لم تتنكر لماضيها كفنانة، لكنها اختارت أن تعيش الواقع كما هو، بدلًا من أن تحبس نفسها في ذكرى زمن مضى.

قصة عبير تلهم كل من يمر بمرحلة انتقالية في حياته، وتُرسل رسالة واضحة: الكرامة والعمل الشريف لا يقللان من قيمة الإنسان بل يرفعانه، حتى لو كنت يومًا تحت الأضواء.

 

خاتمة: بين الفن والحياة... عبير لم تغب

رغم ابتعادها عن الكاميرات، لم تغب عبير عادل عن قلوب الناس. عفويتها وصدقها جعلا منها رمزًا للمرأة القوية، التي ترفض الاستسلام، وتواجه التحديات برأس مرفوع.

هي لم تنس الفن، والفن لم ينسها. ومع هذا الدعم الشعبي الكبير، قد تكون العودة أقرب مما نتوقع.

وفي النهاية، تبقى عبير عادل صوتًا صادقًا من واقع كثيرين... وتجربة تليق بالاحترام  والتقدير.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

2

متابعهم

0

مقالات مشابة
-