📌 أسورة المتحف المصري ...من معمل الترميم إلى مسبك الذهب

📌 أسورة المتحف المصري ...من معمل الترميم إلى مسبك الذهب

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

سرقة "أسورة المتحف المصري"

image about 📌 أسورة المتحف المصري ...من معمل الترميم إلى مسبك الذهب

هزّت واقعة سرقة أسورة فرعونية نادرة من داخل المتحف المصري الرأي العام، بعد أن تبيّن أن منفذة الجريمة ليست سوى أخصائية ترميم استغلت موقعها الوظيفي لتسرق أحد أهم المقتنيات التاريخية.


تفاصيل السرقة

في يوم 9 سبتمبر/أيلول 2025، تسللت الأخصائية المتهمة إلى معمل الترميم، وتمكنت من فتح الخزينة الحديدية بأسلوب المغافلة، لتخرج منها الأسورة الفرعونية التي يبلغ وزنها نحو 600 غرام.
أخفتها داخل حقيبتها دون أن يلاحظ أحد، ثم تواصلت مع أحد معارفها من تجار الفضة في منطقة السيدة زينب، وعرضت عليه بيع القطعة الأثرية مقابل مبلغ مالي.

وبالفعل، تم بيع الأسورة إلى مالك ورشة ذهب بالصاغة بمبلغ 180 ألف جنيه فقط.


رحلة الأسورة من المتحف إلى المسبك

بعد أيام قليلة، أعاد صاحب الورشة بيع الأسورة إلى عامل بمسبك ذهب مقابل 194 ألف جنيه، محققاً ربحاً سريعاً قدره 14 ألف جنيه.

العامل بدوره قام بصهر الأسورة ودمجها في مشغولات ذهبية أخرى، لتُفقد قيمتها التاريخية والأثرية نهائياً.


البلاغ والتحقيقات

في 13 سبتمبر/أيلول 2025، تقدّم وكيل المتحف المصري وأخصائي ترميم ببلاغ رسمي إلى وزارة الداخلية باختفاء الأسورة من داخل معمل الترميم.
وبعد تحريات مكثفة، تم تحديد المتورطين وضبطهم، كما جرى التحفظ على المبالغ المالية الناتجة عن عملية البيع.


اعترافات صادمة

خلال جلسات التحقيق أمام النيابة العامة، اعترفت أخصائية الترميم بجريمتها، مؤكدة أنها:

استغلت عملها ضمن لجنة التصوير بالمتحف.

أخفت الأسورة داخل حقيبتها بسهولة.

بررت فعلتها بأنها تعاني من مرض السكري وأنها مثقلة بالديون والقروض، ما دفعها لارتكاب الجريمة.


القيمة التاريخية للأسورة

أوضح الباحث الاقتصادي مصطفى عادل أن الأسورة المسروقة تعود إلى العصر المتأخر من الحضارة المصرية القديمة، وتقدَّر قيمتها في المزادات العالمية بأكثر من 180 مليون دولار.
أما كذهب خام فقط، فإن قيمتها تصل إلى نحو 3.5 مليون جنيه مصري، وهو ما يكشف حجم الكارثة عندما بيعت بمبلغ لا يتجاوز 180 ألف جنيه.

وقال عادل في منشور على "فيسبوك": «أسورة المتحف المصري صُهرت ومسح تاريخ 3300 سنة... أعجز عن التعبير».


النهاية القانونية

أحالت الأجهزة الأمنية المتورطين إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، فيما تستمر الجهود لكشف أي أطراف أخرى محتملة في القضية، والتي اعتبرها خبراء الآثار واحدة من أخطر حوادث سرقة التراث المصري الحديث.

المتحف المصري الكبير.. حدث ينتظره العالم

 

image about 📌 أسورة المتحف المصري ...من معمل الترميم إلى مسبك الذهب

رغم صدمة واقعة سرقة الأسورة الفرعونية من المتحف المصري الحالي، يبقى الأمل معقوداً على المتحف المصري الكبير، المشروع الحضاري الأضخم في تاريخ مصر الحديثة، والذي يُنتظر افتتاحه الرسمي خلال الفترة القريبة المقبلة. يقع المتحف على بعد كيلومترات قليلة من أهرامات الجيزة، ليشكّل معاً لوحة متكاملة تجمع بين عظمة الماضي وابتكار الحاضر.

المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى للعرض، بل مدينة متكاملة للآثار والفنون، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف العصور المصرية القديمة، وعلى رأسها مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة، التي ستُعرض لأول مرة في مكان واحد. صُمم المتحف وفق أحدث المعايير العالمية من حيث طرق العرض والإضاءة وتقنيات الحفظ، ليمنح الزائر تجربة استثنائية تفاعلية تمزج بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة.

ومن المتوقع أن يجذب المتحف عند افتتاحه ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم، ليصبح وجهة ثقافية وسياحية عالمية، ومركز إشعاع حضاري يعكس الدور التاريخي لمصر كحاضنة لأعرق حضارات الإنسانية. ويرى خبراء السياحة والآثار أن الافتتاح سيكون بمثابة عيد عالمي للثقافة ورسالة قوية تؤكد التزام مصر بحماية تراثها، رغم التحديات والجرائم العرضية التي قد تحدث مثل واقعة "أسورة المتحف المصري".

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

26

متابعهم

47

متابعهم

1

مقالات مشابة
-