
هجوم إسرائيلي واسع على غزة: تصعيد غير مسبوق يهزّ المنطقة

هجوم إسرائيلي واسع على غزة: تصعيد غير مسبوق يهزّ المنطقة
تشهد مدينة غزة منذ فجر اليوم تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، إذ شنت القوات الإسرائيلية هجومًا بريًا واسع النطاق ترافق مع قصف جوي مكثف استمر لساعات متواصلة.
تصف وسائل الإعلام العالمية هذه العملية بأنها أكبر هجوم إسرائيلي على القطاع منذ سنوات، في وقتٍ تتوالى فيه ردود الأفعال العربية والدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
بداية العملية: قصف جوي ثم اجتياح بري
بدأت الأحداث قبل فجر اليوم عندما حلّقت عشرات المقاتلات الإسرائيلية فوق أجواء القطاع، مستهدفةً مواقع متعددة يُعتقد أنها تابعة لفصائل مسلحة.
وسرعان ما تحوّل القصف إلى قصف مركّز على أحياء سكنية في مدينة غزة ورفح وخان يونس.
بعد ساعات قليلة، أعلنت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية كبرى تشمل توغلًا بريًا بالدبابات والآليات الثقيلة.
أرقام أولية للخسائر
ضحايا مدنيون: تشير تقديرات وزارة الصحة في غزة إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، مع احتمال ارتفاع الأعداد بسبب استمرار القصف.
تدمير واسع: عشرات المباني السكنية تحوّلت إلى ركام، فيما تضررت بنية تحتية حيوية كشبكات الكهرباء والمياه.
نزوح جماعي: آلاف العائلات تركت منازلها باتجاه مناطق أقل قصفًا، في مشهد يذكّر بأحداث الحروب السابقة.
خلفيات التصعيد
يأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من التوترات على خلفية إطلاق صواريخ متفرقة من قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية.
وتتهم إسرائيل حركة حماس وفصائل أخرى بتنسيق تلك الهجمات، بينما تؤكد الفصائل أن عملياتها تأتي ردًا على الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والانتهاكات في الضفة الغربية.
أهداف العملية الإسرائيلية
بحسب المتحدث العسكري الإسرائيلي، تهدف العملية إلى:
تدمير البنية التحتية العسكرية للفصائل المسلحة.
إضعاف القدرات الصاروخية التي تهدد المدن الإسرائيلية.
إرسال رسالة ردع قوية لدول الجوار والفصائل الداعمة.
لكن محللين إقليميين يشيرون إلى أن التوقيت السياسي يلعب دورًا، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية الداخلية، ما يجعل الحكومة الحالية في حاجة إلى إظهار “حزم أمني” أمام ناخبيها.
ردود فعل عربية ودولية
أثار الهجوم ردود أفعال غاضبة في الوطن العربي:
جامعة الدول العربية دعت إلى اجتماع طارئ لمناقشة “العدوان غير المسبوق” ولبحث سبل الرد الجماعي.
قطر ومصر والأردن طالبت بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين.
المملكة العربية السعودية عبّرت عن “إدانة شديدة” واعتبرت أن التصعيد يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
على الصعيد الدولي:
الأمم المتحدة طالبت بوقف العمليات العسكرية فورًا وفتح ممرات إنسانية.
الاتحاد الأوروبي دعا إلى ضبط النفس، مع التحذير من كارثة إنسانية.
الولايات المتحدة أكدت “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، لكنها شددت في الوقت ذاته على ضرورة تجنب استهداف المدنيين.
الأوضاع الإنسانية
تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة مع كل ساعة تمر.
مستشفيات القطاع تعمل فوق طاقتها الاستيعابية وتعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
الكهرباء مقطوعة عن أجزاء واسعة من المدينة، ما يعقد جهود الإنقاذ والإغاثة.
شهادات من الميدان
مواطنون تحدثوا عن ليلة رعب حقيقية:
أصوات الانفجارات لا تتوقف.
المباني تهتز مع كل ضربة جوية.
أُجبرت عائلات على الهروب تحت النيران، حاملةً أطفالها القُصّر وكبار السن.
أحد شهود العيان وصف المشهد قائلاً: “لم نشهد قصفًا بهذه الكثافة منذ حرب 2014، الشوارع خالية إلا من سيارات الإسعاف.”
تحليلات وتوقعات
يرى خبراء أن العملية الإسرائيلية قد تمتد لأيام وربما أسابيع، إذ يبدو أن الجيش الإسرائيلي يستهدف القضاء على قدرات الفصائل تمامًا قبل أي وقف لإطلاق النار.
لكن التجارب السابقة تشير إلى أن الحلول العسكرية وحدها لا تنهي الصراع، وأن الأوضاع قد تنفجر مجددًا إذا لم تُعالج جذور الأزمة السياسية.
خاتمة
يمثل هذا الهجوم الإسرائيلي على غزة أخطر مواجهة عسكرية في المنطقة منذ سنوات، مع احتمال توسع دائرة الصراع إذا استمر التصعيد.
في ظل غياب حلول سياسية حقيقية، يبقى المدنيون هم الضحايا الأكبر، فيما يترقب العالم بحذر ما ستؤول إليه التطورات في الأيام المقبلة.