صراع المليارات بين الأخوين ساويرس: من هو أغنى رجل في مصر؟
صراع الثروة بين الأخوين ساويرس على لقب أغنى رجل في مصر
الأخوان ناصف ونجيب ساويرس وتصدر قائمة المليارديرات
يتقاسم الشقيقان ناصف ساويرس ونجيب ساويرس لقب أغنى رجل في مصر وفقًا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، بعدما وصلت ثروة كل منهما إلى نحو 9.51 مليار دولار. هذا التعادل ليس مجرد رقم مالي، بل يعكس حجم النفوذ الاقتصادي لعائلة ساويرس التي تعد واحدة من أبرز العائلات الاستثمارية في مصر والعالم العربي.
فالأخوان ساويرس يمثلان نموذجًا لرجل الأعمال المصري القادر على توسيع استثماراته عالميًا، حيث لم تقتصر مشاريعهما على الداخل المصري، بل امتدت إلى أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط.
صعود ناصف ساويرس واستعادة الصدارة
في سبتمبر 2025، تمكن ناصف ساويرس من استعادة لقب أغنى رجل في مصر مؤقتًا، بعدما ارتفعت ثروته إلى 9.57 مليار دولار. ومنذ بداية العام وحتى 11 سبتمبر، حقق ناصف زيادة في ثروته قدرها 825 مليون دولار. وعلى الرغم من أن هذه الزيادة كبيرة، فإن شقيقه نجيب استطاع تحقيق قفزة أكبر بكثير بلغت 2.62 مليار دولار خلال الفترة نفسها، ما جعله يتساوى معه مجددًا في المركز الأول وفقًا لمؤشر بلومبيرغ.
هذا التنافس يعكس مرونة استثمارات الأخوين وقدرتهما على الاستفادة من التحولات الاقتصادية العالمية، سواء في قطاعات الصناعة أو الرياضة أو السياحة أو التكنولوجيا.
استثمارات ناصف ساويرس العالمية
يُعرف ناصف ساويرس بأنه الأكثر نشاطًا على المستوى الدولي، حيث يدير شركة OCI الهولندية، وهي واحدة من أكبر شركات إنتاج الأسمدة النيتروجينية في العالم، ولها مصانع في تكساس وأيوا بالولايات المتحدة. هذا القطاع الحيوي يمنحه مكانة قوية في الاقتصاد العالمي، خاصة مع ارتفاع الطلب على الأسمدة الزراعية.
كما يمتلك ناصف حصة في أوراسكوم للإنشاءات، بالإضافة إلى حصة تبلغ 6% في شركة أديداس الألمانية، وهو ما يفتح له أبواب الاستثمار في قطاع الموضة والرياضة.
وفي مجال الرياضة العالمية، استحوذ ناصف على 5% من أسهم شركة ماديسون سكوير غاردن سبورتس المدرجة في بورصة نيويورك، والتي تملك فريقي نيكس لكرة السلة ورينجرز للهوكي. كما يمتلك حصصًا في نادي أستون فيلا الإنجليزي لكرة القدم، ما جعله أحد أبرز المستثمرين العرب في الرياضة الأوروبية.
مسيرة نجيب ساويرس وبناء ثروته
على الجانب الآخر، بنى نجيب ساويرس ثروته من خلال قطاع الاتصالات، حيث أسس شركة أوراسكوم تيليكوم، التي باعها عام 2011 لشركة فيمبلكوم الروسية (المعروفة الآن باسم فيون) في صفقة مليارية اعتُبرت من أضخم الصفقات في تاريخ الاتصالات بالمنطقة.
يترأس نجيب الآن شركة أوراسكوم تي إم تي للاستثمارات، والتي تمتلك حصصًا في شركات متنوعة مثل شركات إدارة الأصول في مصر، وشركة الإنترنت الإيطالية إيطاليا أونلاين. كما وسّع نشاطه في قطاع السياحة عبر تطوير منتجع سيلفرساندز الفاخر في جزيرة غرينادا بالكاريبي، ما جعله لاعبًا بارزًا في سوق العقارات الفاخرة والسياحة العالمية.
مقارنة بين مؤشر بلومبيرغ وفوربس
رغم أن مؤشر بلومبيرغ أظهر تعادلًا بين الأخوين عند مستوى 9.51 مليار دولار، فإن مؤشر فوربس للمليارديرات رسم صورة مختلفة. فوفقًا لفوربس، يحتل ناصف ساويرس الصدارة منفردًا بثروة تبلغ نحو 8.9 مليار دولار، متفوقًا على شقيقه نجيب الذي بلغت ثروته 5 مليارات دولار فقط، بفارق يقارب 4 مليارات.
هذا التباين بين المؤشرين يرجع إلى اختلاف المنهجية المتبعة في احتساب الثروات. ففي حين تعتمد بلومبيرغ على تقييم لحظي للقيمة السوقية للأصول والأسهم، تميل فوربس إلى الاعتماد على تقييم سنوي أكثر تحفظًا.
نمو ثروات الأخوين بين 2024 و2025
إذا عدنا إلى عام 2024، سنجد أن ثروة ناصف ساويرس كانت تبلغ 8.8 مليار دولار، ما يعني أنها ارتفعت بنحو 100 مليون دولار فقط خلال عام واحد، وفقًا لفوربس. بينما كانت ثروة نجيب ساويرس 3.8 مليار دولار في 2024، لترتفع إلى 5 مليارات دولار في 2025، أي بزيادة قدرها 1.2 مليار دولار.
هذا النمو السريع لثروة نجيب يعكس نجاحه في تنويع استثماراته والدخول في قطاعات جديدة، مقابل نمو أبطأ لثروة ناصف التي تعتمد بشكل أساسي على أسواق الأسهم العالمية.
تأثير عائلة ساويرس على الاقتصاد المصري
لا يقتصر تأثير عائلة ساويرس على مجرد أرقام مالية ضخمة، بل يمتد ليؤثر في الاقتصاد المصري بشكل مباشر. فاستثماراتهم في الإنشاءات، الصناعة، السياحة، التكنولوجيا، الرياضة والإعلام تسهم في دعم الناتج المحلي، وتوفير فرص عمل، وتعزيز صورة مصر كوجهة استثمارية.
استثمارات ناصف في الرياضة العالمية تعد شكلًا من أشكال "الدبلوماسية الاقتصادية الناعمة"، إذ تروج لصورة مصر كمركز استثماري عالمي.
بينما يسهم نجيب في دعم قطاع السياحة الفاخرة وتطوير مشاريع عقارية تضاهي أرقى المنتجعات العالمية.
رؤية مستقبلية لثروات ناصف ونجيب ساويرس
من المتوقع أن يستمر السباق بين الأخوين خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظل التغيرات الكبيرة في أسواق الطاقة، التكنولوجيا، والرياضة.
قد يشهد المستقبل تفوق نجيب ساويرس إذا واصل تنويع استثماراته وزيادة عوائده من السياحة والعقارات.
بينما قد يعود ناصف ساويرس ليتصدر مجددًا إذا ارتفعت قيمة أسهم شركاته الكبرى مثل أديداس أو شركاته الصناعية.
في النهاية، يظل الأخوان ساويرس نموذجًا لنجاح رجال الأعمال المصريين، حيث تمكّنا من تحويل شركات محلية إلى إمبراطوريات استثمارية عالمية، وأصبحا أيقونة للثروة والتأثير الاقتصادي في مصر والعالم.
.
ين.
