
جريمة قتل باتريشيا في سريرها و بوجود عائلتها!
جريمة قتل باتريشيا في سريرها و بوجود عائلتها!
ولدت باتريشيا أن فيتش في 29 يوليو 1960 لوالديها ويليام "بيل" وإينا فيتش. لديها شقيق أكبر يُدعى ويليام"بيل" فيتش. التقى والدها بزوجته في أيرلندا الشمالية عام 1954 أثناء خدمته العسكرية. كانت الأسرة تعيش في منزل مكون من غرفتي نوم في 805 شارع إس دبليو لالي في مدينة دي موين.
كان ويليام فيتش مدير سوق السمك "فيتش إيست سايد" الواقع في شارع غراند ، والذي يملكه والده أبرت فيتش. باتريشيا، التي كانت تلقب من قبل أسرتها بـ "تريشا" و "تريش"، أنهت مؤخراً الصف الثالث في مدرسة مابل غروف الابتدائية الواقعة في شارع إلس دبلبو التاسع. ذكر شقيق باتريشيا أن باتريشيا "كانت طفلة مرحة جداً واجتماعية" وكانت تحب دائماً عمل تعبيرات مضحكة أمام الكاميرا عندما يقوم أحدهم بتصويرها. وفي أواخر يونيو 1969، كانت باتريشيا وصيفة الزهور في حفل زفاف عمها ديفيد. وبعد أسبوعين فقط، فارقت الحياة.
في صباح يوم الخميس العاشر من يوليو عام 1969، استيقظ السيد فيتش حوالي الساعة 7:10 صباحًا ليجد أن هناك قطعةً في شبكة باب المنزل الأمامي بالقرب من المفصّلات مقطوعة. ومع إدراكه أن لصًا ربما اقتحم المنزل أثناء الليل، تفقد أرجاء البيت، لكنه لم يلاحظ أي شيء غير طبيعي.

عندما تفقد السيد فيتش ابنته في الساعة 7:25 صباحًا، وجد باتريشيا البالغة من العمر ثماني سنوات ميتة هامدة في سريرها، مستلقية على ظهرها دون أغطية، وكانت ترتدي فقط الجزء العلوي من البيجاما. وقد تناثر الدم على جسدها وعلى السرير.
كانت غرفة باتريشيا تقع في مقدمة المنزل بجوار الباب الأمامي. أما بيلي، شقيقها البالغ ثلاثة عشر عامًا، فقد كان ينام عادة في الطابق السفلي، لكنه قضى تلك الليلة في منزل جديهما من جهة الأب.
آخر مرة شاهد فيها والداها ابنتهما كانت قرابة منتصف الليل، حين ذهبت إلى النوم بعد مشاهدة التلفاز مع والديها وعمتها ليندا فيتش، التي كانت تزورهم من ناساو في جزر البهاما. وذهب البالغون للنوم بين الساعة الواحدة والثانية صباحًا.
ذكر السيد فيتش أنهم كانوا يحتفظون بكلب العائلة "فلف" في الطابق السفلي، لكنه لم يسمع نباح الكلب مطلقًا تلك الليلة.
صادرت الشرطة باب الشبكة الأمامية لفحصه بحثاً عن بصمات الأصابع، وفتشت المنزل والمنطقة المحيطة بحثاً عن بصمات أو أدلة أخرى، إلا أنهم لم يعثروا على شيء ملموس. كما قاموا بجولة في الحي، وسألوا السكان عما إذا كانوا قد شاهدوا أي شخص أو شيء مريب بالقرب من منزل عائلة فيتش.

أفاد الجيران بوجود شخص يتجسس عبر النوافذ في المنطقة قبل عدة ليالي من وقوع الجريمة، لكن الشرطة لم تجد أي دليل يربط ذلك بالجريمة.
أبلغ السيد فيتش الشرطة بأن زوجته ظنت أنها سمعت متسللاً يحاول الدخول من الباب الأمامي أثناء عاصفة رعدية مؤخراً، لكنه عند تفقده للأمر لم ير أحداً ولم يتمكن من تزويد الشرطة بمعلومات ذات صلة.
أجرى الطبيب الشرعي في مقاطعة بولك، الدكتور ليو لوكا تشريح جثة باتريشيا، وتبين أنها تعرضت لـ "اعتداء جنسي" و "خنقت حتى الموت إما باليد أو بالوسادة". وقدر وقت وفاتها بين الساعة الثالثة والرابعة صباحاً.
وبحسب ما ذكرته إيوينغ، قال قائد المحققين كليتوس إم. ليرنينغ إن رجاله استجوبوا أكثر من 500 شخص بحلول يوم الأحد، وتم تكليف سبعة محققين وضابطي تحقيق بالعمل على القضية. ومع ذلك، لم يتمكن المحققون من العثور على أي أدلة تقود إلى قاتل باتريشيا.
بدت الشرطة وكأنها تركز الشبهات على السيد فيتش: فقد كان المحققون يستجوبونه يومياً في بداية التحقيق. كما نظر إليه أفراد المجتمع بعين الريبة، معتقدين أنه ألحق الأذى بابنته.

كان رأي العامة المتحيز عبئًا فظيعًا على الأسرة.
فقام السيد فيتش بإرسال زوجته وابنه إلى أيرلندا الشمالية طوال شهر أغسطس. وكانت حماته قد قدمت إلى ولاية ايوا بعد وقوع الجريمة، فاشترى تذاكر الطيران لزوجته وابنه ليعودا معها. وعندما عادت عائلته إلى المدينة لاحقًا، أخبرهم أنه اشترى منزلًا جديدًا أثناء غيابهم بالخارج.
لكن الشكوك والاتهامات استمرت، إذ قدم الجيران الجدد التماسا لمنع الأسرة من السكن في حيهم. وأخبر شقيق باتريشيا، ايوينغ، أنه "كان يعيش في خوف من ألا يتم تبرئة والده بشكل كامل أبداً".
في يوم الثلاثاء، 8 مارس 2011، علم بيلي فيتش أن اختبارات الحمض النووي العائلي استبعدته ووالده وإخوة والده من أن يكون لهم علاقة بجريمة قتل باتريشيا.
عندما أخبر بيلي والده بهذا الخبر السار، انخرط الأب والابن في البكاء، بعدما تحررا من قرابة اثنين وأربعين عاماً من الاتهامات الباطلة والتدقيق المستمر. وتوفي الأب بعد ذلك بثلاث سنوات عن عمر يناهز 84 عاماً.

من نعي السيد فيتش: “كتب بيل في عيد ميلاده عام 2007... أعلم أن روح باتريشيا هي مع ربنا اليوم، تنتظر أرواحنا لنكون معها. يا إلهي، كم أفتقدها”.
لا تزال إيتا فيتش تعيش في دي موين. كما يقيم بيلي فيتش أيضاً في دي موين مع زوجته منذ 41 عاماً. ولهما ابنان بالغان وأحفاد.
لا أعتقد أن هذه كانت جريمة قتل عشوائية. إما أن باتريشيا فيتش كانت تعرف قاتلها، أو أنه كان يراقبها قبل ارتكاب الجريمة. كانت هي المستهدفة بدون شك، لذا فقد كان له اتصال بها بطريقة ما.
نعلم أن الوالدين ذهبوا للنوم بين الساعة الواحدة والثانية صباحاً، وأن باتريشيا قُتلت بين الساعة الثالثة والرابعة صباحاً. هذا ليس وقتاً طويلاً لتنفيذ جريمة قتل. كان على القاتل أن يتأكد من أن الوالدين غارقان في النوم قبل محاولة اقتحام المنزل وارتكاب الجريمة البشعة.
إنه أمر غريب أن يقتحم أحدهم منزل شخص ويعتدي على أحد أفراد الأسرة بينما الجميع نائمون. كان القاتل واثقًا من نفسه ولم يكن يخشى أن يستيقظ أحد بالفعل، هذه مجازفة كبيرة! من قتل باتريشيا ربما ارتكب جريمة مماثلة من قبل وربما بعد ذلك أيضًا.

تفاصيل الجريمة تثير الاهتمام. أولاً، تواجد بيلي عند جديه تلك الليلة، لذا لم يكن في المنزل. ثانيًا، قبل مقتل الفتاة بخمسة أيام، أطلق عمها من جهة الأب، روي فيتش (57 عاماً آنذاك)، ناراً من مسدس عيار 22 على متسلل حاول الدخول إلى غرفته. وفي 15 يوليو، أبلغ روي الشرطة في دي موين بسرقة المسدس.
منزل باتريشيا صغير جدًا، والغريب أنه لم يسمع أحد أي شيء. كما أن الكلب "فلفي" لم ينبح أبدًا، ما يدفعني للتساؤل عن السبب. الكلب كان صغير الحجم، ولم أجد أي ذكر لنوعه، لكن الكلاب الصغيرة عادة ما تنبح كثيرًا وغالبًا عند أدنى صوت أو حركة. لو كان قد نبح تلك الليلة، لسمعت الأسرة ذلك بالتأكيد.
طريقة الجريمة توحي بأن الجاني شخص معروف للضحية، خاصة وأن الجريمة وقعت داخل المنزل. لكننا نعلم الآن أن رجال عائلة فيتش لم يقتلوا باتريشيا. لذا قد يكون للجريمة صلة بذلك الشخص الذي كان يتجسس عبر النوافذ أو من حاول اقتحام منزل العائلة قبل وقوع الجريمة. كانت إيثا تعتقد أنها سمعت شخصًا يحاول الدخول من الباب الأمامي، وربما شاهد هذا الشخص الفتاة داخل المنزل أو خارجه أو أثناء ذهابها للمدرسة.