فلسطين على مفترق طرق مستجدات الحرب وآفاق سياسية متجمدة

فلسطين على مفترق طرق مستجدات الحرب وآفاق سياسية متجمدة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات
image about فلسطين على مفترق طرق مستجدات الحرب وآفاق سياسية متجمدة

الفصل الأول: المشهد العسكري الأمني.. حرب غزة واستمرار التوتر.

عملية طوفان الأقصى والرد الإسرائيلي:

ما زالت تداعيات هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) في السابع من أكتوبر 2023 مستمرة.

تواصل القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية المكثفة في قطاع غزة تحت عنوان "عملية السيوف الحديدية"، مع تركيز حديث على مناطق محددة مثل رفح ومعادلة جديدة للقتال.

طبيعة القتال المتغيرة

انتقلت العمليات من حرب شاملة إلى مرحلة جديدة من "الحرب المركزة" والغارات المستهدفة، مما يشير إلى مرحلة طويلة من التمرد المحتمل وعمليات المقاومة المتفرقة.

تظهر تقارير استمرار عمليات المقاومة في مختلف أنحاء القطاع، باستخدام تكتيكات حرب العصابات والعبوات الناسفة ضد القوات المدرعة والدبابات.

الجبهات المتعددة: التصعيد الإقليمي المحدود

تشهد المنطقة توتراً متصاعداً مع استمرار المناوشات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله على الحدود اللبنانية، مما يهدد بفتح جبهة شمالية واسعة النطاق.

استمرار الهجمات من قبل الفصائل المسلحة في العراق وسوريا،以及 هجمات الحوثيين في اليمن، مما يعكس طابعاً إقليمياً للصراع وإن كان محكوماً حتى الآن بحدود التصعيد المتبادل.

الفصل  الثاني: الكارثة الإنسانية.. أزمة لا نظير لها.

أرقام مفزعة وواقع مأساوي:

تتجاوز حصيلة الشهداء الفلسطينيين عشرات الآلاف، غالبيتهم الساحقة من المدنيين، النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

يواصل القطاع غوصه في أزمة إنسانية كارثية مع خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق بسبب الحصار الشامل وتقييد وصول المساعدات.

إنهيار النظام الصحي:

دمرت البنية التحتية الصحية بشكل شبه كامل، حيث تعرضت المستشفيات للقصف والحصار ونفذت الأدوية والإمدادات الطبية.

انتشار الأمراض والأوبئة بسبب الاكتظاظ في مراكز الإيواء ونقص مياه الشرب والصرف الصحي.

تحديات وصول المساعدات 

على الرغم من الضغوط الدولية، لا تزال إسرائيل تفرض قيوداً صارمة على دخول المساعدات الإنسانية عبر معبري رفح وكرم أبو سالم.

تحذيرات منظمات الإغاثة (مثل UNRWA وبرنامج الأغذية العالمي) من أن الوضع تجاوز حافة ال catastrophe.

الفصل الثالث: المشهد السياسي والدبلوماسي.. مسارات متعثرة.

مفاوضات تبادل الأسرى والهدنة:

تدور مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة Qatar, مصر, والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى وإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.

تتعثر المفاوضات بسبب الخلافات الجوهرية حول ضمانات إنهاء الحرب بالكامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

الموقف الدولي المنقسم

تصاعد الدعم الدولي، خاصة في أوساط الرأي العام، لمطالب بوقف إطلاق النار فوراً.

تبني محكمة العدل الدولية دعوى South Africa التي تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية"، مما يضع ضغوطاً قانونية وسياسية غير مسبوقة على الكيان الإسرائيلي.

استمرار الدعم الأمريكي والأوروبي غير المشروط لإسرائيل، مع ظهور بعض الخلافات العلنية حول الأسلحة والخطة السياسية لما بعد الحرب.

صراع اليوم التالي وإعادة الإعمار 

غياب رؤية واضحة ومتفق عليها لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، مع رفض إسرائيل لسلطة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في شكلها الحالي، ورفضها لسيطرة حماس.

تطرح أفكار حول إدارة دولية مؤقتة أو إشراف قوات عربية، لكنها تبقى مقترحات أولية دون إجماع.

ترفض إسرائيل أي حديث جاد عن حل الدولتين، بينما تصر الفصائل الفلسطينية على أن أي تسوية يجب أن تكون ضمن إطار وطني شامل.

الفصل الرابع" المشهد الفلسطيني الداخلي.. الوحدة والتحديات

حركة فتح وحركة حماس: محادثات المصالحة المتجمدة:

على الرغم من الدعوات المتجددة للوحدة الوطنية، لا تزال المحادثات بين فتح وحماس متوقفة بسبب الخلافات العميقة حول برنامج المقاومة وإدارة السلطة.

يزيد الوضع في غزة من تعقيد المشهد الداخلي الفلسطيني، حيث تسعى كل فصيل لتعزيز موقعه في ترتيبات "ما بعد الحرب".

الضفة الغربية" تصعيد متواز

تشهد الضفة الغربية توتراً أمنياً متصاعداً مع زيادة وتيرة الاغتيالات والاعتقالات الإسرائيلية،以及 عمليات المقاومة الفردية والجماعية.

تصاعد عنف المستوطنين المدعوم من قبل الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان، مما يزيد من تفكك الأراضي الفلسطينية ويعقد أي إمكانية لإقامة دولة قابلة للحياة.

الخاتمة "مستقبل غامض وآمال متضائلة

المشهد في فلسطين شديد التعقيد والخطورة .

الحرب في غزة لم تحقق الأهداف الإسرائيلية المعلنة بالقضاء على حماس، بل خلفت دماراً هائلاً وكارثة إنسانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها. في غياب رؤية سياسية حقيقية قائمة على إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، يبدو المستقبل قاتماً، حيث تهدد الديناميكيات الحالية بدفع المنطقة نحو مزيد من العنف وعدم الاستقرار لفترة طويلة قادمة. نافذة الأمل ضيقة، لكن الضغط الدولي المتصاعد والتصدي القانوني والسياسي قد يفرضان في النهاية حلاً لا مفر منه، وإن كان الطريق إليه طويلاً ومليئاً بالمزيد من المعاناة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-