
أبو عبيدة بين شائعة الاحتلال
🔴 أبو عبيدة.. بين شائعة الاحتلال وحقيقة الاستشهاد
منذ بداية اليوم والإعلام العبري يروّج خبرًا عن اغتيال أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، بعد قصف بناية في حي الرمال بمدينة غزة. في البداية، بدا واضحًا أن الخبر جزء من الحرب النفسية الإسرائيلية المعتادة، خصوصًا أن الضربة استهدفت مبنى سكنيًا مكتظًا بالمدنيين، وكل الضحايا كانوا من الأبرياء، دون وجود أي دليل على استشهاد قادة المقاومة.
لكن مع مرور الساعات، بدأت تتضح الصورة شيئًا فشيئًا، حيث تحدثت عدة مصادر عبرية عن تأكيد استشهاده، بل إن بعض أفراد عائلته – حسبما نُقل – تعرّفوا على جثمانه بعد القصف. وحتى كتابة هذه السطور، لم يصدر إعلان رسمي من المقاومة، لكن المؤشرات تشير بنسبة كبيرة إلى أن الخبر مؤلم وحقيقي.
⚠️ لماذا هذه الإشاعة الآن؟
الاحتلال اعتاد استخدام أسلوب الشائعات حول اغتيال القادة كجزء من حربه النفسية والاستخباراتية:
أحيانًا للتغطية على فشله الميداني ولإظهار نفسه كقوة استخباراتية متفوقة.
وأحيانًا أخرى لدفع المقاومة إلى ارتباك أو تحركات تكشف مواقع وأشخاص جدد.
ولكن سواء كان الخبر دعاية كاذبة أو حقيقة مؤكدة، فالاحتلال يظل يمارس أسلوبه في زعزعة الصف الداخلي واستهداف الرموز.
🟢 رمزية اللثام.. وصوت المقاومة
كثيرون يظنون أن اللثام الذي كان يضعه أبو عبيدة هدفه الوحيد إخفاء هويته. لكن في الحقيقة، الأمر أعمق من ذلك.
اللثام كان رمزًا لفكرة المقاومة، ودلالة على أن القائد ليس شخصًا فرديًا، بل هو لسان حال شعب بأكمله. هويته كانت معروفة لعدد من الناس داخل غزة، لكنه اختار أن يكون رمزًا جامعًا، لا مجرد شخص عادي يمكن استهدافه.
🔵 أبو عبيدة بين آلاف الشهداء
من المهم أن ندرك أن أبو عبيدة – مهما كان أثره الرمزي – هو في النهاية شخص واحد من بين عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا في هذه الحرب المستمرة.
الاهتمام الكبير بخبره سببه أنه كان صوت المقاومة وروح الأمل التي تبث الصمود في قلوب الناس، لكنه لا يقلل من قيمة دماء كل الشهداء الأبرياء الذين ارتقوا تحت القصف اليومي الوحشي.
🟡 المقاومة لا تموت
استشهاد قائد، مهما كان بارزًا، لا يعني نهاية المقاومة.
الأفكار لا تُغتال.. والمقاومة لا تُدفن مع أصحابها.
ما دام هناك احتلال، ستظل هناك مقاومة، مهما اختلفت أشكالها أو اختلف الناس في رؤيتها. فالظلم يولّد دائمًا مقاومة، وهذه سنة الحياة، كما تؤكد تجارب كل الشعوب الحرة التي نالت استقلالها بعد مئات السنين من التضحيات.
✍️ ومن أبلغ ما قاله أبو عبيدة في خطاباته السابقة، جملة تلخص فلسفة المقاومة كلها:
"يخلف القائد قادة، والجندي عشرة، والشهيد ألف مقاوم... فهذه الأرض تنبت المقاومين كما تنبت غصون الزيتون وتورث الإباء للأجيال، كما ورثته من آلاف الأنبياء والصحابة والصالحين والمجاهدين على مر الزمان."
🟢 الخلاصة
إن كان خبر استشهاد أبو عبيدة صحيحًا، فهو مجرد فصل جديد في ملحمة طويلة.
وإن كان مجرد إشاعة أخرى، فلن يغير من الحقيقة الأبدية: أن غزة تحت القصف، وأن الاحتلال يواصل مجازره بحق المدنيين يومًا بعد يوم.
.