موعدنا مع القمر الدموي: ظاهرة كونية تأسر الأنظار
القمر الدموي.. ظاهرة فلكية تأسر الأنظار في سماء سبتمبر
يترقب العالم في ليلة 7 – 8 سبتمبر 2025 واحدة من أجمل الظواهر الفلكية، وهي القمر الدموي، حيث يتحول القمر إلى قرص أحمر متوهج يزين السماء لساعات، في مشهد نادر لا يتكرر كثيرًا
ما هو القمر الدموى ؟
القمر الدموي ليس نوعًا مختلفًا من الأقمار، بل هو الاسم الشائع الذي يُطلق على الخسوف الكلي للقمر. يحدث ذلك عندما تصطف الأرض بين الشمس والقمر، فيمر القمر عبر ظل الأرض. وخلال هذه اللحظة، لا يختفي القمر تمامًا، بل يكتسب لونًا أحمر داكنًا يشبه لون الدم.
لماذا يظهر باللون الأحمر؟
السر وراء اللون المدهش يكمن في الغلاف الجوي للأرض. عند مرور أشعة الشمس عبره، تتشتت الموجات القصيرة كالضوء الأزرق، بينما تنحني الموجات الأطول كالضوء الأحمر وتصل إلى سطح القمر. فينعكس هذا اللون على القمر ليظهر لنا بتلك الهيئة الفريدة.
مدة المشهد وأماكن الرؤية
عادة يستمر الخسوف الكلي من ساعة إلى ساعتين، وهو وقت كافٍ للاستمتاع بالمشهد أو توثيقه بالتصوير. هذه المرة، سيكون القمر الدموي مرئيًا في مناطق واسعة تشمل آسيا، إفريقيا، أوروبا، وأجزاء من الشرق الأوسط، مما يمنح ملايين البشر فرصة مشاهدة الظاهرة.
الدول العربية التي ستظهر فيها الظاهرة:
رؤية كاملة أو جزئية في معظم الدول العربية
المملكة العربية السعودية
يُمكن مشاهدة الخسوف الكلي للقمر بالكامل في المملكة، وذلك بالعين المجردة، ويُشدد على أن الظاهرة ستكون واضحة جدًا في الرياض ومناطق مثل القصيم، الشرقية، وحائل .
مصر
الظاهرة مرئية بالكامل من معظم محافظات مصر، إذ يصل ظل الأرض إلى تغطية حوالي 136.2% من قرص القمر .
سائر الدول العربية
كما يشير تقرير الخليج، ستستطيع معظم الدول العربية مشاهدة مراحل الخسوف جزئيًا أو كليًا، ومن أبرز هذه الدول: الإمارات، الكويت، قطر، البحرين، عُمان، الأردن، العراق، سوريا، لبنان، وفلسطين .
تحليلات مرجعية
من الشرق العربي، سيُشرق القمر قبل بدء الخسوف، ومن وسطه سيُشرق أثناء مراحل أولى، أما من الغرب العربي فسيُشرق وهو في مراحل متقدمة من الخسوف، مما يمنح فرصًا بإمكانيات متنوعة للتصوير الجوي والخامس الجمالي .
الإمارات العربية المتحدة
يشير موقع Times of India إلى أن الخسوف الكلي، والذروة التي تستمر حوالي 82 دقيقة، ستكون مرئية عبر الإمارات كافة، بما فيها فعاليات مشاهدة عامة وستream مباشر لتغطية الحدث .
قيمة الظاهرة علميًا وثقافيًا
من الناحية العلمية، يقدم القمر الدموي فرصة لدراسة التغيرات الجوية على الأرض من خلال تحليل الضوء المنعكس. أما ثقافيًا، فقد ارتبط عبر التاريخ بأساطير وروايات مختلفة، إذ اعتبرته بعض الحضارات القديمة إشارة على أحداث كونية كبرى. ورغم أن العلم فسّر الظاهرة بدقة، فإن سحرها البصري ما زال يلهم البشر بالدهشة والإعجاب.
القمر الدموي والتأمل الشخصي
بعيدًا عن التفسيرات العلمية، يظل القمر الدموي مناسبة للتأمل في عظمة الكون وإدراك جمال الظواهر الطبيعية. كثيرون يرونه دعوة للتوقف عن صخب الحياة اليومية، واغتنام لحظة للتأمل في السماء والتفكر في أسرار الوجود.
كلمة أخيرة
القمر الدموي ليس مجرد حدث فلكي عابر، بل هو تجربة بصرية وروحية تذكّرنا بأننا جزء من كون شاسع مليء بالعجائب. فإذا كنت من عشاق السماء والظواهر الطبيعية، فجهّز نفسك لليلة السابع من سبتمبر، ولا تفوّت فرصة مشاهدة السماء وهي تتزين باللون الأحمر الناري.
