أصابع سيليكون.. حين تتحول البصمة إلى أداة نصب

أصابع سيليكون.. حين تتحول البصمة إلى أداة نصب

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

البصمة السيليكون.. جريمة عصرية بلمسة إصبع مزوّرة.

لم تعد طرق النصب والاحتيال تقتصر على المكالمات المجهولة أو الرسائل المضللة التي توهم الناس بجوائز وهمية أو تحويلات مالية مزيفة. نحن اليوم أمام جيل جديد من الجرائم يعتمد على التكنولوجيا الحيوية، وبالأخص على واحدة من أكثر الوسائل أمانًا في نظر الناس: بصمة الإصبع.

لكن، ماذا لو عرفت أن هناك من يستطيع أن يزوّر بصمتك، ويصنع نسخة مطابقة منها باستخدام مادة السيليكون؟

نعم، لم يعد الأمر مجرد خيال علمي، بل واقع يزداد انتشارًا، ووقع ضحيته الكثير من الأشخاص حول العالم.

كيف تُصنع بصمة السيليكون؟

عملية التزوير قد تبدو معقدة، لكنها بالنسبة للمحترفين أسهل مما نتخيل:

1. جمع البصمة الأصلية

يكفي أن يلمس الشخص كوبًا زجاجيًا، شاشة هاتف، أو حتى ورقة عادية. البصمات التي نتركها يوميًا دون انتباه تصبح مادة خام للصوص التكنولوجيا

2. تصوير أو مسح البصمة

باستخدام أدوات رقمية أو حتى هاتف بكاميرا عالية الجودة، يتم التقاط صورة واضحة للبصمة.

3. تصميم قالب صناعي

هنا يأتي دور التكنولوجيا، حيث تُستخدم مواد مثل السيليكون أو الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة قالب مطابق تمامًا للبصمة.

4. الاستخدام الاحتيالي

يوضع الإصبع الصناعي على جهاز البصمة، فيعتقد النظام أنه الإصبع الحقيقي، لتُفتح الهواتف أو الحسابات البنكية أو حتى أجهزة الحضور والانصراف.

 

image about  أصابع سيليكون.. حين تتحول البصمة إلى أداة نصب

 

أين يُستخدم هذا الأسلوب؟

النصب بالبصمة السيليكون لم يقتصر على مجال واحد، بل تسلل إلى عدة ميادين حساسة:

الهواتف الذكية: فتح الهاتف والوصول إلى الصور، الرسائل، والحسابات الخاصة.

الخدمات البنكية: بعض البنوك تعتمد على البصمة للتحويل أو السحب، ما يجعلها عرضة للاستغلال.

أماكن العمل: تمرير بصمة الحضور والانصراف لصالح موظفين متغيبين.

المعاملات القانونية: توقيع عقود أو مستندات رسمية باستخدام بصمة مزيفة

خطورة الظاهرة

الخطورة هنا لا تكمن فقط في سرقة المال، بل في انتهاك الخصوصية وتهديد الأمن الشخصي. فالهاتف قد يحتوي على صور وملفات سرية، والحساب البنكي قد يربط صاحبه بالتزاماته المالية، أما تزوير البصمة في العقود فيفتح الباب أمام قضايا قانونية معقدة يصعب إثبات البراءة منها.

كيف تحمي نفسك؟

مواجهة هذا النوع من الاحتيال يتطلب وعيًا ويقظة، وليس فقط الاعتماد على التقنية. إليك بعض الإجراءات الوقائية:

لا تعتمد على البصمة وحدها: اجعل الدخول للهاتف أو الحساب البنكي مشروطًا أيضًا بكلمة مرور قوية أو بصمة الوجه.

امسح آثار بصماتك: بعد استخدام أجهزة البصمة في الأماكن العامة، احرص على تنظيف السطح.

حدّث أجهزتك باستمرار: التحديثات الأمنية في الهواتف والحواسيب غالبًا ما تغلق الثغرات التي يستغلها المحتالون.

انتبه لمستنداتك: لا توقّع على أوراق مجهولة ولا تسمح لغير الموثوقين بلمس بطاقتك الشخصية.

تفعيل التنبيهات البنكية: اشترك في خدمة الإشعارات الفورية للتحويلات والسحوبات.ا 

كلمة أخيرة.

النصب بالبصمة السيليكون يثبت لنا أن المجرمين يواكبون التكنولوجيا مثلما نفعل نحن وربما أسرع. لذلك، لا يكفي أن نثق بالوسائل الحديثة بلا تفكير، بل يجب أن نكون على وعي بأن أي تقنية قابلة للاختراق إذا لم نحطها بالحيطة والحذر.

ففي النهاية، أمانك يبدأ من وعيك، والوعي هو خط الدفاع الأول ضد كل محتال يبحث عن ثغرة يدخل منها إلى حياتك.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

12

متابعهم

5

متابعهم

4

مقالات مشابة
-