ماذا تعرف عن الشاعر الإنجليزي (جون كيتس) ؟

ماذا تعرف عن الشاعر الإنجليزي (جون كيتس) ؟

0 reviews

العبقرية زهرة برية تتفح في شق من هذه الشقوق التي نراها في الجبال تحتضن الأزهار الغريبة في بواكير الربيع، تستوقفنا الزهرة بما يتوفر فيها من ألوان، وما يتبرج به تكوينها من إبداع، وما يعيق من أريحها الأخاذ، ولكننا ننسى الشق الذي نبتت فيه، فلا يحظى منا حتى بلمحة من تفكير، ودفقة من إعجاب.

وهكذا كان الشاعر الإنجليزي (جون كيتس) الذي يقول مؤرخو سيرته، أن أباه (توماس كيتس) لم يكن أكثر من مطمر للخيل، ربما بلغ أن يكون مديراً لإسطبل تملكه مؤسسة، تعهد إليها بجوادك لتطميره أو العناية به، ولك أن تستأجر منها الجواد الذي تحتاجه أو عدداً من الجياد تجر مركبتك الفخمة في أيام كانت الخيل فيها عصب الحياة الاجتماعية الراقية في إنجلترا، وفي أوروبا كلها.

وبيئة مطمر الخيل أو مدربها، لا بد وأن نستبعد عنها أي علاقة بالأدب والفن فإذا بدا لنا أن نحسن الظن بها، فلا تنتظر أكثر من أن نرى الأب يعني بتربية أبنائه، فيسمح لهم بأن ينالوا حظا من التعليم ينعطفون بعده إلى حرفه أبيهم وقد كانت حرفة رابحة، وكانت المؤسسة نفسها من المؤسسات الناجحة في هذا النوع من النشاط.

ولا نجد في الفتاة التي تزوجها ( توماس كيتس)، وهي ابنة مالك الإسطبل ما يمكن أن يكون له أثر في اتجاه ابنها نحو الشعر بل لا نجد في مراحل حياتها وقد أنجبت بعد جون أولادًا وبنات، ما يتيح لها التفرغ لتوجيه أبنائها اتجاها من أي نوع يمت إلى الفكر بصلة.

ولكن الأحداث التي توالت في حياة جون حيث مات أبوه، على أثر سقوطه من جواد كان يمتطيه ذات ليلة في عودته إلى البيت، قبل أن يبلغ جون التاسعة من العمر، ثم موت والدته قبل أن يبلغ الخامسة عشرة، ثم موت جدته ... يمكن أن تسهم ولو بنصيب قليل، في استثارة عواطفه، وإيقاظ مشاعره، وإن كان مؤرخوا سيرته يستبعدون مثل هذا التأثير، لأن موت من مات من أهله لم يؤثر على ما ينعم به جون والأحياء من أخوته، من حياة رغدة وادعة، توفرت لها أسباب الدعة والعيش الكريم، مما ترك الأب والجد، وبعدهما الجدة من مال وعقار.

ومع خلو حياة الأب والأم والأسرة كلها من عناصر الفكر والثقافة، فإننا نلمح بصيصاً من العوامل التي كان لها الفضل في اتجاه جون كيتس إلى الأدب.. وإلى الشعر خاصة.. ذلك إن ماكانت تنعم به الأسرة من اليسر ورخاء العيش، قد يسر لوالدته – بعد وفاة أبيه – أن تحقق أملها في إلحاق جون بمدرسة (هارو) التي كانت واحدة من مدارس العلية، تضم أبناءالطبقة الميسورة في المجتمع، كما كانت قريبة من مقر الأسرة.. ومع أن إقامة جون فيها لم يطل كثيرا إذ انتقل إلى مدرسة كان يدرس فيها أخواله (انفيلد) إلا أن ذلك المستوى الرفيع الذي شهده في هارو – رغم قصر المدة – لا يبعد أن يكون قد ترك في نفسه بوادر من حوافز الطموح الذي يتطلع أن يكون فيها أكثر من ابن مدرب الخيل.

وكانت مدرسة (انفيلد) على تواضعها بالنسبة لهارو – تتمتع بإدارة رجل حصيف ينتهج في تربية تلاميذه نهجا ينمي دوافع التطلع ويغذي حوافز الطموح. ولا بد أن نفترض لهذا أبعد الأثر فيما سطع من نبوغ كيتس فيما بعد، وإن كانت حياته الدراسية إلى أن بلغ الرابعة عشرة خالية من أي بارقة تبشر بأنه يمكن أن يكون هذا الشاعر العبقري، الذي لا يكاد يذكر بايرون وشيلي، حتى يذكر هو معهما، فلا يهبط عن المكانة التي يقتعدانها، في القمة من الحركة الرومانسية في الأدب الإنجليزي.

كانت حياته الدراسية، لا تبشر بشيء من هذا الشعر الذي يكاد لا يفقد ما توفر له من خيال مبدع وجمال أخاذ في المبتكر الرقيق من الصور والمعاني والمشاعر التي يهتز بها وجدانه، فيتدفق بها قلمه عطاء تراء، يجمع النقاد على أنه عطاء العبقرية التي لا تخضع لمقياس، ولا تعترف بحدود أو قيود.

كان إلى الرابعة عشرة من عمره، تلميذاً يتفوق في ساحات اللعب، وفي المباريات الرياضية، إلى حد جعل زملاءه ومدرسيه، يرجحون أن مستقبله سيكون في الجيش أو في البحرية، وقد كان أحد أخواله من رجال البحر.

ولكن الرابعة عشرة، كانت أشبه بحد فاصل بين ذلك الفتى الرياضي، وبين هذا الطالب الذي أصبح يعكف على المطالعة في شغف، ويلازم المكتبة في انهماك واستغراق، لا ليدرس المقررات الدراسية، وإنما ليراه زملاؤه منكباً على نصوص الميثولوجيا الإغريقية يقرأها ويتابع مصادرها وما كتب عنها، ثم لا يكتفي بالاطلاع والاستيعاب، وإنما يذهب إلى حد محاولة النقل إلى اللغة الإنجليزية من النصوص الإغريقية.. بل لقد بلغ من تعلقه بآداب الإغريق والرومان، أن أقدم على ترجمة ( اينيد) لفيرجيل عن اللاتينية التي أصاب بها منها حظاً طيباً، وهي خطوة فيها الكثير من الجرأة إن لم يكن الغرور، ومع ذلك فهي قد أكدت أن طلائع النبوغ قد لاحت، وإن إشعاع العبقرية قد أخذ يومض مؤذناً بالتوهج والسطوع. ويستمر هذا التحول الحاد من ساحات اللعب وملاعب المباريات الرياضية. فإذا بجون كيتس في الخامسة عشرة يفوز بجميع جوائز التفوق في نهاية العام الدراسي، فينسى مدرسوه وزملاؤه ذلك الفتى المشغوف بالنشاط الرياضي، وقد ندر أن تفوق في مقررات الدراسية طيلة السنوات الماضية ، ليجتمعوا حوله معجين بتفوقه وبانصرافه مع ذلك إلى الأدب.. وإلى الشعر منه على الأخص في هذا العام.

والخامسة عشرة في عمر الفتى أو الفتاة، هي ميعة الصبا وفورة الشباب، وهي السن التي يتجنح فهيا الخيال، فتتلامح في الوجدان عوامل غامضة فيها بواعث الشوق إلى المجهول، ونوازع التوثب نحو المكنون في دنيا تظل مستمرة آسرة من الآمال والأحلام ، فإذا تراءت معها عرائس الفن وحوريات الشعر، وتوفرت سبل التطواف في هذه الآفاق التي طوف فيها الأعلام من الشعراء والفنانين فليس ما يمنع أن يمتلئ الشراع بريح رخاء، وأن تبدأ في حياة الشاب مسيرته نحو الفن.

ولا شك أن هذا ما كان يحلم به أو ما يوشك أن يندفع إليه جون كيتس حين انتهت مرحلة دراسته في اينفيلد ولكن الوصى عليه كان له رأى آخر يتفق مع حرصه على مستقبل الفتى، ومع رغبته في أن يضمن له حياة كريمة موفورة ليس مما يتفق مع طبيعة الأشياء أن يضمنها الأدب بأية حال.. ولذلك فقد أصر على أن يوجه جون كيتس إلى دراسة الطب والجراحة.. ويبدو أن كلمة الوصى هي الحاسمة التي لا يملك الفتى أن يناقشها فلم يكن له من بد أن يتجه إلى حيث وجَّهه الوصى. ولكن الميثولوجيا الإغريقية والكثير من روائع التراث في اللغة اللاتينية، أقامت بينه وبين دراسة الطب والجراحة عقبة من الضيق والسخط أفضت بعد فترة، إلى أن يشتبك مع أستاذه اشتباكاً لم يجد الوصى معه سبيلاً إلا أن ينقل جون إلى لندن، وأن يعهد به إلى معهد يكمل فيه دراسة الطب إذ لم يكن في وسعه أن يختار له سواه.. وتحقق للوصى ما يرضى ضميره إذ استطاع فتاه أن يدرس أربع سنوات، وأن يتخرج بإجازة في الصيدلة في عام 1816م وعرض الوصى عليه بعد حصوله على ترخيص بممارسة المهنة، أن يمول له افتتاح صيدلية وعيادة طبيب في توتنهام، وفي نفسه أنه بهذه الخطوة سيحقق لجون سبيله إلى تلك الحياة الرخية الرغدة التي يرتضيها له، ولعله كان ينتظر أن يفرح الفتى وأن يبدأ مسيرته راضيا ممتنا، فإذا بجون يفاجئه بأنه يرفض كليا أن يمارس المهنة التي درسها، لأنه سيتفرغ لما لم يكن خطر للوصى على بال، وهو قرض الشعر.

وفي حياة جون كيتس عندما كان في مدرسة اينفيلد، شاب هو ابن ناظر المدرسة وقد كان قوي الشخصية واسع الثقافة والاطلاع، توثقت بينه وبين كيتس أواصر الصداقة والود التي ظلت متصلة في الفترة التي كان فيها جون يدرس الطب واتصل معها إقباله على المطالعة بما يستعيره منه من الكتب، ومناقشة الكثير مما في هذه الكتب من أبحاث وآراء، ومن هذه الكتب أعظم مؤلفات سبنسر وهو قصيدته الكبرى (الملكة الجنية) التي لم يكن يتمكن جون من قراءتها ودراستها لو لم يكن لديه ذلك الاستعداد وتلك الموهبة اللذان أفسحا للشاب الصديق ولوالده الناظر سبيل قيادة جون في المسالك الوعرة، لفهم واستيعاب الكثير من الأعمال الأدبية لمشاهير الكتاب والشعراء.

ولم يقف جون كيتس عند مجرد الاطلاع والدرس، بل انتقل إلى كتابة الشعر ليس بعد تخرجه صيدلياً في عام 1816م، وإنما منذ كان في اينفيلد، ولا شك أن محاولاته الأولى كانت تقليدا ومحاكاة لمشاهير الشعراء، وفي مقدمتهم سبنسر ولكن بعد أن تفرغ لكتابة الشعركان رئيس تحرير صحيفة (الإكزامينر) (لاي هنت) الذي استأثر بإعجاب كيتس، لما سجن هذا، لأسباب سياسية، منها دعوته إلى التجديد والعودة يتحمس فيها لكاتب ولآرائه إلى حد بدا معه وكأنه يتمنى أ، يتهم بمثل ما اتهم به الكاتب، وأن يسجن كما سجن.. وكانت هذه القصيدة، بداية العلاقة بين الكاتب السياسي الكبير، وبين الشاعر الناشيء.. قام تشارلز كلارك، ابن ناظر مدرسة اينفيلد، بتقديم جون إلى الكاتب فإذا به يلقى لديه ترحيبا كبيرا ليس في بيته فحسب، وإنما في الإكزامينر، وهي المجلة المعروفة في ذلك العهد.

وفي الأكزامينر كتب رئيس تحريرها لاي هنت، مقالا بعنوان (شعرا ءوشبان) أبرز فيه شاعرين، هما شيلي وجون كيتس، .. تحدث عن كل منهما، وبشر بنبوغهما، واستشهد على نبوغ كيتس بإحدى قصائده التي يقول النقاد أنها كانت وما تزال من انبل وأنقى أشعار جون كيتس.

وبعد هذه الخطوة الحاسمة، في حياة كيتس كشاعر وأديب توالى ظهور قصائده في الأكزامينر، ثم ظهرت هذه القصائد في ديوان يحمل اسم كيتس، كان يمكن ألا يلتفت إليه القراء والنقاد، ولكن لاي هنت، كتب عن الديوان في مجلته وألقى عليه الأضواء، ونبه إلى (النهضة الحقيقية) التي يمثلها (الشعر الجديد)، فكان لذلك أثره الحاسم – مرة أخرى -في تقرير شخصية الشاعر الشاب.

وفي سنة 1817م، وهي السنة التي ظهر فيها ديوانه، غادر الشاعر مدينة لندن إلى جزيرة (وايت) حيث اعتزل الناس. وتفرغ لكتابة قصيدته الكبرى (انديميون) وهي ملحمة تنتزع موضوعها من إحدى أساطير الإغريق التي ظلت ولعلها ما تزال ينبوعاً للكثير من روائع العمل الأدبي في إنجلترا. وعلى الأخص في عصر النهضة، ثم في الفترة التي سيطرت فيها الرومانسية على الحركة الأدبية في أوروبا.

وقد بلغ من قدرة جون كيتس على تصوير جو الملحمة الأسطوري أن أحدهم سأل الشاعر (شيلي) وهو واحد من رصفاء كيتس (من أين يا ترى لابن مطمر الخيل أن يتعمق هذه الصورة الإغريقية، وأن يبدع هذا الإبداع في تصويرها ؟؟) وكان جواب الشاعر: ( لأن الشاعر إغريقي الروح).

ولا ننسى بالطبع أن جون كيتس واحد من كبار شعراء الرومانسية الإنجليزي ولذلك فإن الروح الإغريقية حين تسيطر على ملحمة (انديميون) فإنها توغل في نفس الوقت وبنفس القوة في أجواء الرومانسية التي تترامى فيها مرائي الطبيعة ومسارح الخيال في المكنون والظاهر من جمالها، بالوقفة المتأملة عند هذه المرائي في البراري والحقول.. وفي المخارف والوديان، وفي الجداول والغدران، وفي الأزهار البرية، ومع أسراب الطير على الأشجار السامقة تمد ظلالها العميقة الممتدة على سطح البحيرة عند الفجر أو عند الغسق .. فتمزج بين أساطير الإغريق في الأولمب، وبين هذه الطريقة التي يسبغ عليها الفنان ألواناً من مشاعره وأحلاماً من اشتغال وجدانه، وأطيافاً من أشواق القلب المفتون بالحب والجمال.

ويبلغ عدد الأبيات التي استغرقتها ملحمة (انديميون) نيفاً وأربعة آلاف بيت، نظم الشاعر أكثرها حين غادر لندن إلى جزيرة (وايت).. ولكن قبل أن يُتمها غادر الجزيرة ليصحب أخاه توم، وقد ظهرت عليه أعراض السل، إلى كنتربري. ومنها إلى أكسفورد، حيث عهد إليه رئيس تحرير صحيفة (تشامبيون) بعمل الناقد المسرحي في صحيفته ، وهو العمل الذي كان يقوم به الشاعر ( ماتيو رينولدز) وكان انتقاله إلى أكسفورد في الشتاء.. فما كاد الربيع يخلع على الأرض حلله من سندس واستبرق وأرجوان في سنة 1818م حتى تدفقت شاعرية جون كيتس فيما يشبه اندفاع الشلال إذ كان يكتب في كل يوم واحدة من قصائده الطويلة. الرائعة، ومن أروعها قصيدة (إيزابيلا).

وكثيرة هي آراء النقاد في شعر كيتس، وهذه الآراء لا تعفى بواكير إنتاجه من النقد بل هي لا تعفى (انديميون) من النقد اللاذع المرير الذي بلغ حد التجريح، ولكنها تقف مبهورة بعد موته، لتقرر أنه العبقري الذي قل أن أنجبت مثله إنجلترا. اطلت براعمها في الخامسة عشرة من عمره، وتفتحت هذه البراعم فكانت أنضر وأجمل أزهار عبقت بأريجها الحياة الأدبية في عنفوان الرومانسية، ثم ما لبثت أن تحملت أشهى وأنضج الثمار لترحل عن الحياة في الخامسة والعشرين.. في أحفل سنوات العمر بتوفز مشاعر الحب ومشاغل القلب ورعشات الوجدان.

بعد ظهور ملحمة (انديميون). وحين كان يفتح عينيه كل صباح على ما ظلت تنشره الصحف من مقالات النقاد تتناول الملحمة بالتقريظ ولا تعفيها من تسقط الأخطاء وتتبع الهنات، وقد تبلغ حد التجريح، وقع جون كيتس في غرام من يصفها أحد كتاب سيرته بأنها : ( مخلوق فاتن .. لها كل مرح الشباب، وكل نزوات المزاج المتقلب، والهوى الذي لا يستقر على حال، أشبه ما تكون بفرس حرون نزق، في أنوثة غزلة يستخفها العبث) فتشتعل نيران الغيرة في قلب عاشقها لتحيل حياته إلى حريق مدمر، لم يسترح منه إلا بالموت، الذي اخترم تلك الحياة الخصبة، التي أضرم حب تلك الفتاة في عطائها ما جعل قصائده الأخيرة تسطع بأضواء فن عبقري فريد.

ولقد مات جون كيتس في إيطاليا، وفي قلبه حب تلك الفتاة التي تزوجها وعاش جحيم غيرته عليها، وفي صدره مخالب السل الذي كان قد أصيب به منذ الثانية والعشرين، والذي نجده يخترم حياة عدد كبير من الشعراء والفنانين في ذلك العصر.

مما التفت إليه كبار النقاد، في شعر جون كيتس، قدرته على التصوير، وعلى التصوير بالألوان إذ لا يكاد يصور منظراً من مناظر الطبيعة – وما أكثره في شعره – حتى يلتفت إلى الألوان في هذا المنظر، وهو يلتفت إليها بنظرة رسام يبدع في إحساسه بها وفي ما يضفيه هذا الإحساس على كل لون من سحروجمال.

كانت ملحمة (انديميون) من بواكير أعمال جون كيتس، ومع ذلك فهي أضخمها وأقواها وله من روائعه قصائد أو مطولات، منها (هيبريون) و(لاميا) و(إيزابيلا) التي لا يذكرها النقاد حتى نجدهم يقولون: ( ليس كثيراً ولا من المبالغة في شيء أن نقول: أن هذه الأعمال لجون كيتس، كانت وستظل أجمل عمل شعري حظيت به الدنيا من شاعر لا ندري كيف كان يمكن أن يتفوق على نفسه لو لم يمت في الخامسة والعشرين).

المرجع:

جسور إلى القمة، الطبعة الأولى 1401 هـ 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

178

followings

583

followings

6652

similar articles