من فخر الهلال إلى سقوط الأهلي.. القصة الكاملة لمونديال الأندية 2025

من فخر الهلال إلى سقوط الأهلي.. القصة الكاملة لمونديال الأندية 2025

0 المراجعات

من فخر الهلال إلى سقوط الأهلي.. القصة الكاملة لمونديال الأندية 2025

تُمثل بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية ثورة حقيقية في عالم كرة القدم، حيث تحولت من بطولة سنوية محدودة إلى مهرجان عالمي يضم 32 فريقًا كل أربع سنوات. شهدت البطولة هيمنة متوقعة من عمالقة أوروبا مثل مانشستر سيتي وريال مدريد، ولكنها كشفت أيضًا عن مفاجآت مدوية وإقصاءات غير متوقعة لأسماء كبيرة. بالنسبة للجمهور العربي، كانت البطولة قصة من المشاعر المتباينة؛ حيث حقق الهلال السعودي إنجازًا تاريخيًا بالتأهل للأدوار الإقصائية، بينما ودّع الأهلي المصري المنافسات مبكرًا بخيبة أمل. وعلى الرغم من الجوائز المالية الضخمة التي تجاوزت المليار دولار، خيم على البطولة جدل واسع حول إرهاق اللاعبين وسلامتهم.  

لم تكن بطولة كأس العالم للأندية 2025 مجرد مسابقة كروية، بل كانت إعلانًا عن بداية حقبة جديدة في كرة القدم العالمية. هذا الحدث التاريخي، الذي استضافته الولايات المتحدة الأمريكية، أعاد تعريف مفهوم بطولة الأندية الأقوى في العالم، محولًا إياها من حدث سنوي صغير يضم سبعة فرق إلى كرنفال كروي يمتد لشهر كامل، بمشاركة 32 من نخبة أندية العالم.  

هذا الدليل الشامل هو وجهتك الوحيدة لفهم كل تفاصيل هذه البطولة الثورية. سنغوص في أعماق النظام الجديد، ونستعرض الترتيب النهائي لدور المجموعات، ونحلل مصير الفرق العربية التي حملت آمال الملايين، مثل الأهلي المصري والهلال السعودي، ونكشف عن أبرز النقاط التي أثارت الجدل ورسمت ملامح هذا المونديال. إنها ليست مجرد بطولة، بل هي تجربة استراتيجية للفيفا لاختبار السوق الأمريكية الضخمة قبل كأس العالم للمنتخبات 2026، ومحاولة لخلق منتج تجاري جديد قادر على منافسة دوري أبطال أوروبا، وتأكيد هيمنة الفيفا على اللعبة عالميًا.  

ما هو نظام كأس العالم للأندية 2025 الجديد؟ 

شهدت نسخة 2025 تغييرًا جذريًا في هيكل البطولة، مما جعلها أقرب في شكلها ومضمونها إلى كأس العالم للمنتخبات.

ثورة الفيفا: من 7 إلى 32 فريقًا

كان النظام القديم لكأس العالم للأندية عبارة عن بطولة سنوية مصغرة، تجمع أبطال القارات الست بالإضافة إلى بطل الدوري في البلد المضيف، بإجمالي 7 فرق تتنافس بنظام خروج المغلوب المباشر.  

أما النظام الجديد، فهو تحول كامل:

  • بطولة كل أربع سنوات: تقام البطولة مرة كل أربع سنوات، مما يمنحها زخمًا وأهمية أكبر.  
  • 32 فريقًا: تم توسيع عدد المشاركين إلى 32 ناديًا، مما يفتح الباب لمنافسة أوسع وأكثر تمثيلًا عالميًا.  
  • دور المجموعات: تبدأ البطولة بدور المجموعات المكون من ثماني مجموعات، تضم كل منها أربعة فرق. يتأهل صاحبا المركز الأول والثاني من كل مجموعة إلى دور الـ 16.  
  • أدوار إقصائية: بعد دور المجموعات، تنتقل البطولة إلى نظام خروج المغلوب من مباراة واحدة، بدءًا من دور الـ 16 وصولًا إلى المباراة النهائية.  
  • إلغاء مباراة المركز الثالث: في تغيير ملحوظ عن كأس العالم للمنتخبات، تم إلغاء مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، مما يعني أن مشوار الفريقين الخاسرين في نصف النهائي ينتهي عند تلك المرحلة.  

كيف تغيرت معايير التأهل؟ جسر بين الأبطال والتصنيف

اعتمد الفيفا نظامًا مزدوجًا للتأهل لضمان مشاركة الأندية الأقوى والأكثر ثباتًا في المستوى على مدار أربع سنوات:

  • مسار الأبطال: هذا المسار مخصص للفائزين بالبطولات القارية الكبرى (مثل دوري أبطال أوروبا، كوبا ليبرتادوريس، دوري أبطال أفريقيا، ودوري أبطال آسيا) في الفترة بين 2021 و 2024.  
  • مسار التصنيف: المقاعد المتبقية تُمنح للأندية الأعلى تصنيفًا في كل قارة بناءً على نتائجها في البطولات القارية خلال فترة السنوات الأربع نفسها. يعتمد هذا التصنيف على نظام نقاط يمنح 3 نقاط للفوز ونقطة للتعادل، بالإضافة إلى نقاط إضافية للتقدم في الأدوار، مع وجود نظام مختلف قليلًا لأوروبا يمنح مكافآت أكبر للتأهل في مراحل متقدمة من دوري أبطال أوروبا، مما يعكس الثقل الذي يمنحه الفيفا للأندية الأوروبية.  

تم توزيع المقاعد الـ 32 على النحو التالي :  

  • أوروبا: 12 مقعدًا
  • أمريكا الجنوبية: 6 مقاعد
  • أفريقيا: 4 مقاعد
  • آسيا: 4 مقاعد
  • أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف): 4 مقاعد
  • أوقيانوسيا (OFC): مقعد واحد
  • البلد المضيف (الولايات المتحدة): مقعد واحد

قائمة الفرق المتأهلة في كأس العالم للأندية 2025: نخبة أندية العالم

ضمت البطولة كوكبة من ألمع الأندية على الساحة العالمية، مما ضمن مواجهات من العيار الثقيل منذ اليوم الأول.

أوروبا (12 مقعدًا): القوة الضاربة

تشيلسي، ريال مدريد، مانشستر سيتي، بايرن ميونخ، باريس سان جيرمان، إنتر ميلان، بورتو، بنفيكا، يوفنتوس، بوروسيا دورتموند، أتلتيكو مدريد، ريد بول سالزبورغ.  

أمريكا الجنوبية (6 مقاعد): السحر اللاتيني

بالميراس، فلامينغو، فلومينينسي، بوتافوغو، ريفر بليت، بوكا جونيورز.  

أفريقيا (4 مقاعد): الأبطال العرب والأفارقة

الأهلي، الوداد، الترجي، ماميلودي صن داونز.  

آسيا (4 مقاعد): طموح الزعيم ورفاقه

الهلال، أوراوا ريد دايموندز، العين، أولسان هيونداي.  

أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (4 مقاعد + المستضيف)

مونتيري، سياتل ساوندرز، باتشوكا، لوس أنجلوس، بالإضافة إلى إنتر ميامي (المستضيف).  

أوقيانوسيا (مقعد واحد)

أوكلاند سيتي.  

الترتيب النهائي لدور المجموعات: من تأهل ومن ودع البطولة؟

أثبت دور المجموعات في نسخته الأولى أنه كان بمثابة حقل ألغام، حيث لم تكن الهوية التاريخية للنادي كافية لضمان العبور. شهد هذا الدور إقصاءً مفاجئًا لعمالقة مثل أتلتيكو مدريد، بورتو، ريفر بليت، وبوكا جونيورز، مما أثبت أن النظام الجديد يخلق إثارة ومنافسة حقيقية منذ البداية. على سبيل المثال، ودع أتلتيكو مدريد البطولة رغم تساويه في النقاط مع صاحبي المركز الأول والثاني في مجموعته، ولكن فارق الأهداف لم يكن في صالحه، وهو ما يوضح مدى قسوة هذا النظام وتقلباته.  

إليك الترتيب النهائي للمجموعات الثماني:

المجموعة الأولى

  1. بالميراس (5 نقاط)
  2. إنتر ميامي (5 نقاط)
  3. بورتو (2 نقطة)
  4. الأهلي (2 نقطة)  

المجموعة الثانية

  1. باريس سان جيرمان (6 نقاط)
  2. بوتافوغو (6 نقاط)
  3. أتلتيكو مدريد (6 نقاط)
  4. سياتل ساوندرز (0 نقاط)  

المجموعة الثالثة

  1. بنفيكا (7 نقاط)
  2. بايرن ميونخ (6 نقاط)
  3. بوكا جونيورز (2 نقطة)
  4. أوكلاند سيتي (1 نقطة)  

المجموعة الرابعة

  1. فلامنجو (7 نقاط)
  2. تشيلسي (6 نقاط)
  3. الترجي (3 نقاط)
  4. لوس أنجلوس (1 نقطة)  

المجموعة الخامسة

  1. إنتر ميلان (7 نقاط)
  2. مونتيري (5 نقاط)
  3. ريفر بليت (4 نقاط)
  4. أوراوا (0 نقاط)  

المجموعة السادسة

  1. بوروسيا دورتموند (7 نقاط)
  2. فلومينينسي (5 نقاط)
  3. صن داونز (4 نقاط)
  4. أولسان هيونداي (0 نقاط)  

المجموعة السابعة

  1. مانشستر سيتي (9 نقاط)
  2. يوفنتوس (6 نقاط)
  3. العين (3 نقاط)
  4. الوداد (0 نقاط)  

المجموعة الثامنة

  1. ريال مدريد (7 نقاط)
  2. الهلال (5 نقاط)
  3. ريد بول سالزبورج (4 نقاط)
  4. باتشوكا (0 نقاط)  

مواجهات دور الـ 16: طريق العمالقة نحو النهائي

أسفرت نتائج دور المجموعات عن تأهل 16 فريقًا إلى الأدوار الإقصائية، مما أدى إلى مواجهات نارية تعد بالكثير من الإثارة.  

  • بالميراس ضد بوتافوغو: صدام برازيلي خالص يضمن مقعدًا لأمريكا الجنوبية في ربع النهائي.  
  • بنفيكا ضد تشيلسي: معركة تكتيكية أوروبية من الطراز الرفيع بين فريقين من النخبة.  
  • باريس سان جيرمان ضد إنتر ميامي: المباراة الأبرز إعلاميًا، حيث يواجه ليونيل ميسي فريقه السابق في مواجهة مرتقبة.  
  • فلامنجو ضد بايرن ميونخ: قمة بين بطل أمريكا الجنوبية وقوة ألمانية عظمى.  
  • إنتر ميلان ضد فلومينينسي: مواجهة كلاسيكية بين الصلابة الدفاعية الإيطالية والمهارة البرازيلية.  
  • مانشستر سيتي ضد الهلال: الاختبار الأصعب للهلال أمام الفريق الأكثر هيمنة في البطولة حتى الآن.  
  • ريال مدريد ضد يوفنتوس: "كلاسيكو" أوروبي يحمل تاريخًا عريقًا ومكانة مرموقة.  
  • بوروسيا دورتموند ضد مونتيري: صراع مثير بين الطاقة الألمانية وخبرة الفريق المكسيكي المخضرم.  

تحليل أداء الفرق العربية: قصة نجاح وإخفاق

كانت مشاركة الفرق العربية في مونديال 2025 محط أنظار الملايين، وحملت في طياتها قصصًا متباينة من الطموح، النجاح، وخيبة الأمل.

مركز الأهلي بعد الخروج من كأس العالم للأندية: ماذا حدث؟

كان خروج الأهلي المصري من دور المجموعات بمثابة صدمة لجماهيره العريضة. رسميًا، ووفقًا لبيانات الفيفا، احتل الأهلي المركز الـ25 في الترتيب النهائي للبطولة. بينما منحه تحليل الأداء من شبكة "ذا أثلتيك" مركزًا أفضل (20)، تقديرًا لبعض الجوانب الإيجابية في أدائه.  

جاءت نتائج الأهلي بتعادل سلبي مع إنتر ميامي، ثم خسارة بهدفين نظيفين أمام بالميراس، قبل أن يختتم مشواره بتعادل مثير بنتيجة 4-4 مع بورتو. ويمكن تلخيص أسباب الإقصاء المبكر في عدة نقاط:  

  • إهدار الفرص: أضاع الفريق العديد من الفرص السانحة للتسجيل، خاصة في المباراة الافتتاحية أمام إنتر ميامي، حيث وصفت الصحافة أداء المهاجمين بـ "الرعونة أمام المرمى".  
  • مشاكل تكتيكية: رغم الإنفاق الكبير على الصفقات والتعاقد مع جهاز فني جديد، بدا الفريق مفتقدًا للانسجام والتجانس في الملعب، وظهرت عشوائية في الأداء.  
  • التركيز الذهني: أشارت تقارير إلى أن بعض اللاعبين كانوا يفكرون في مواجهات مستقبلية محتملة، مما أثر على تركيزهم في المباريات الحاسمة بالمجموعة.  
  • عوامل بدنية وبيئية: أثرت الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، خاصة في مباراة بالميراس التي أقيمت نهارًا، بشكل سلبي على الأداء البدني للاعبين.  
  • الإصابات المؤثرة: كان لغياب لاعبين مؤثرين في خط الوسط مثل إمام عاشور دور في إضعاف الفريق وفقدان الديناميكية المطلوبة.  

الهلال: حامل اللواء العربي والآسيوي

على النقيض تمامًا، قدم الهلال السعودي أداءً مشرفًا وتاريخيًا، حيث كان الفريق العربي والآسيوي الوحيد الذي نجح في كسر هيمنة فرق أوروبا وأمريكا الجنوبية وتأهل إلى دور الـ 16.  

بنى الهلال طريقه نحو التأهل بتعادل ثمين بنتيجة 1-1 مع العملاق ريال مدريد، ثم تعادل تكتيكي بنتيجة 0-0 مع سالزبورغ، قبل أن يحسم بطاقة العبور بفوز مستحق 2-0 على باتشوكا المكسيكي.  

كان "تأثير بونو" هو العنوان الأبرز لنجاح الهلال. فالحارس المغربي ياسين بونو لم يكن مجرد حارس مرمى، بل كان قائدًا ومنقذًا. تصديه لركلة جزاء فيديريكو فالفيردي في اللحظات الأخيرة من مباراة ريال مدريد لم يكن مجرد تصدٍ، بل كان النقطة التي ضمنت تعادلًا تاريخيًا، والذي تبين لاحقًا أنه كان حاسمًا في حسابات التأهل. هذا الأداء الاستثنائي، الذي دعمته إحصائيات مذهلة مثل نسبة تصديات بلغت 91.7%، يوضح كيف يمكن للاعب من الطراز العالمي أن يرفع مستوى فريق بأكمله ويجعله منافسًا حقيقيًا على الساحة العالمية. بجانب بونو، تألق نجوم آخرون مثل سالم الدوسري الذي سجل أهدافًا تاريخية قبل تعرضه للإصابة، مما أدى إلى هيمنة لاعبي الهلال على التشكيلات المثالية للفرق العربية في البطولة.  

الوداد، الترجي، والعين: مشاركة للذكرى

واجهت الفرق العربية الأخرى تحديات كبيرة. أوقعت القرعة الوداد المغربي في مجموعة الموت بجانب مانشستر سيتي ويوفنتوس، مما أدى إلى خروجه بعد هزيمتين ثقيلتين. بدوره، حقق الترجي التونسي فوزًا لكنه لم يكن كافيًا لتجاوزعقبتي فلامنجو وتشيلسي. أما العين الإماراتي، فقد واجه نفس مصير الوداد في مجموعة ضمت القطبين الأوروبيين وودع البطولة من الدور الأول.  

عمالقة أوروبا: هل الهيمنة مستمرة؟

أكدت فرق القارة العجوز مرة أخرى قوتها، ولكن مع بعض الملاحظات المهمة.

مانشستر سيتي: أداء مثالي وعلامة كاملة

قدم مانشستر سيتي أداءً لا تشوبه شائبة، محققًا العلامة الكاملة بثلاثة انتصارات من ثلاث مباريات، مسجلًا 13 هدفًا وبفارق أهداف مذهل بلغ +11. هذا الأداء وضعه كمرشح أول لنيل اللقب وأرسل رسالة قوية لجميع المنافسين.  

ريال مدريد وبايرن ميونخ: خبرة تحسم التأهل

لم يكن طريق ريال مدريد وبايرن ميونخ مفروشًا بالورود. تصدر ريال مدريد مجموعته، لكنه تعرض لاختبار حقيقي في مباراته ضد الهلال، واعتمد على خبرته الكبيرة للخروج بالنتائج المطلوبة. أما بايرن ميونخ، فكانت مسيرته متقلبة؛ حيث بدأ بفوز كاسح 10-0 على أوكلاند سيتي، لكنه خسر بعدها أمام بنفيكا، مما يثبت أنه حتى أكبر الأندية ليست محصنة ضد مفاجآت هذا النظام الجديد.  

جدل البطولة: بين مليارات الدولارات وإرهاق اللاعبين

لم تخلُ البطولة من جدل كبير، تركز بشكل أساسي حول الصراع بين طموحات الفيفا التجارية والحدود المادية للاعبين. هذا الصدام لم يكن مجرد نقاش، بل تحول إلى مواجهة قانونية وفكرية حول مستقبل اللعبة.

"أسوأ فكرة على الإطلاق": لماذا هاجم يورجن كلوب المونديال؟

لعل أبرز الأصوات المعارضة كانت للمدرب الألماني الشهير يورجن كلوب، الذي وصف البطولة بـ"أسوأ فكرة تم تنفيذها في تاريخ كرة القدم". تركزت انتقادات كلوب على أن من يضعون جداول المباريات هم إداريون منفصلون عن الواقع اليومي للعبة، ولا يدركون حجم الإرهاق البدني والذهني الذي يتعرض له اللاعبون. وحذر من أن هذا الجدول المزدحم سيؤدي حتمًا إلى زيادة خطيرة في معدلات الإصابات.  

هذه المخاوف لم تكن مجرد آراء شخصية، بل تبنتها رابطة اللاعبين المحترفين العالمية (FIFPRO)، التي انتقدت "مستويات عبء العمل الخطيرة" ورفعت دعوى قضائية ضد الفيفا لفشله في التشاور مع الأطراف المعنية وفرضه جدول مباريات بشكل أحادي.  

وجهة نظر الفيفا: الجوائز المالية الضخمة والانتشار العالمي

في المقابل، دافع الفيفا بقوة عن البطولة، مسلطًا الضوء على الفوائد المالية الهائلة. بلغت قيمة الجوائز الإجمالية حوالي مليار دولار أمريكي، مع إمكانية حصول الفريق الفائز على أكثر من 125 مليون دولار، مما يجعلها واحدة من أكثر البطولات ربحية في تاريخ كرة القدم للأندية.  

بالإضافة إلى ذلك، أعلن الفيفا عن برنامج "تضامن" يهدف إلى توزيع جزء من العائدات على الأندية في جميع أنحاء العالم، وليس فقط المشاركين، بهدف دعم نمو اللعبة عالميًا. وقد صرح رئيس الفيفا جياني إنفانتينو بأن اللاعبين "يعشقون" البطولة الجديدة، وأنها وسيلة لجعل كرة القدم "عالمية بحق".  

أرقام قياسية وإحصائيات من مونديال الأندية 2025

 

شهدت البطولة تحطيم العديد من الأرقام وتسجيل إحصائيات لافتة:

  • هدافو البطولة: بعد نهاية دور المجموعات، تصدر خمسة لاعبين قائمة الهدافين برصيد 3 أهداف لكل منهم: جمال موسيالا ومايكل أوليس (بايرن ميونخ)، أنخيل دي ماريا (بنفيكا)، كنان يلدز (يوفنتوس)، ووسام أبو علي (الأهلي).  
  • أرقام عربية تاريخية: أصبح سالم الدوسري، نجم الهلال، الهداف التاريخي للاعبين العرب في كأس العالم للأندية برصيد 5 أهداف. كما أصبح حسين الشحات، لاعب الأهلي، اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ البطولة برصيد 15 مباراة.  
  • الحضور الجماهيري: أعلن الفيفا عن حضور إجمالي بلغ 1.66 مليون مشجع في دور المجموعات، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى وجود العديد من المقاعد الفارغة ومعدلات إشغال منخفضة في بعض الملاعب.  
  • إحصائيات الفرق: كان مانشستر سيتي الفريق الأكثر تسجيلًا للأهداف (13 هدفًا)، بينما حقق بايرن ميونخ أكبر فوز في تاريخ البطولة بنتيجة 10-0 على أوكلاند سيتي. وسجل إنتر ميلان نسبة استحواذ مذهلة بلغت 80% في إحدى مبارياته.  
  • أرقام فردية: كان حارس فلومينينسي، فابيو، أكبر لاعب يشارك في البطولة بعمر 44 عامًا.  

أسئلة شائعة (FAQs)

1. ما هو النظام الجديد لكأس العالم للأندية 2025؟

النظام الجديد يضم 32 فريقًا يتنافسون كل أربع سنوات. تبدأ البطولة بثماني مجموعات من أربعة فرق، يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى دور الـ 16 الذي يقام بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة.  

2. أين تقام البطولة ومتى؟

تقام البطولة في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 14 يونيو إلى 13 يوليو 2025.  

3. ما هو الترتيب النهائي للأهلي والهلال في البطولة؟

تأهل الهلال إلى دور الـ 16 بعد احتلاله المركز الثاني في مجموعته. أما الأهلي، فقد ودع البطولة من دور المجموعات، واحتل المركز الـ 25 في الترتيب النهائي وفقًا للفيفا.  

4. ما هي القنوات الناقلة لمباريات كأس العالم للأندية في الشرق الأوسط؟

الناقل العالمي الحصري هي منصة البث الرقمي DAZN. ومع ذلك، حصلت مجموعة قنوات MBC على حقوق بث 24 مباراة مجانًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك مباريات الفرق العربية والأدوار النهائية.  

5. لماذا هناك جدل كبير حول هذه البطولة؟

الجدل الرئيسي يدور حول زيادة الضغط على اللاعبين بسبب جدول المباريات المزدحم. وقد أعربت نقابات اللاعبين مثل FIFPRO ومدربون بارزون مثل يورجن كلوب عن مخاوفهم الجدية بشأن إرهاق اللاعبين وزيادة خطر الإصابات.  

6. كم تبلغ الجوائز المالية لكأس العالم للأندية 2025؟

يبلغ إجمالي الجوائز المالية حوالي مليار دولار أمريكي. يمكن للفريق الفائز أن يحصل على أكثر من 125 مليون دولار، مما يجعلها من أغنى البطولات في كرة القدم للأندية.  

7. من هي الفرق التي تأهلت لدور الـ 16؟

تأهل 16 فريقًا، أبرزهم: مانشستر سيتي، ريال مدريد، باريس سان جيرمان، بايرن ميونخ، الهلال، بنفيكا، تشيلسي، يوفنتوس، إنتر ميلان، بالميراس، وإنتر ميامي.  

في نهاية المطاف، يمكن القول إن كأس العالم للأندية 2025 كانت حدثًا تحويليًا ومثيرًا للجدل في آن واحد. لقد نجحت في خلق بطولة عالمية حقيقية للأندية، مليئة بالإثارة التكتيكية والمفاجآت التي أضفت نكهة خاصة على المنافسة. على الصعيد العربي، حمل الهلال لواء النجاح والتفوق، مقدمًا أداءً يثبت قدرة الأندية الآسيوية على مقارعة الكبار، بينما كانت تجربة الأهلي بمثابة جرس إنذار ودرس قاسٍ في أهمية التركيز والاستعداد.

ورغم استمرار الهيمنة الأوروبية، إلا أنها لم تكن مطلقة، فقد أظهرت البطولة أن الفجوة قد تضيق وأن المفاجآت ممكنة. لكن الإرث الحقيقي لهذه النسخة سيبقى مرتبطًا بالصراع الدائر حول مستقبل اللعبة؛ بين الطموحات المالية للفيفا والحاجة الماسة لحماية اللاعبين. إنها تجربة عالية المخاطر، وستحدد نتائجها ومآلاتها شكل المشهد المالي والسياسي والبدني لكرة القدم للأندية لسنوات طويلة قادمة.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة