"تحولت ثورة 25 يناير من إسقاط الظلم إلى أزمات اقتصادية وندم شعبي؟"
كتب : عبدالوهاب السيد
للمتابع مقالات جديده اليك اللينك
https://amwaly.com/profile/ossuolc
في 25 يناير 2011 ، خرج الشعب المصري في ثورة شعبية هائلة ضد نظام ظالم ، مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. كانت البلاد تعاني من فساد مستشري في كل جوانب الحياة ، إضافة إلى الفقر والبطالة وانعدام الحريات. الشعب رأى في الثورة فرصة للتغيير والخلاص من سنوات من القمع والظلم ، فهتفوا ضد النظام القائم آملاً في مستقبل أفضل.
وبعد الإطاحة بالنظام ، جاء نظام جديد على أمل أن يكون البديل العادل الذي سيقود البلاد نحو الإصلاح والازدهار. توقع الجميع أن يشهدوا تغييرات إيجابية في جميع المجالات، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. ولكن مع مرور الوقت، بدأت ملامح السياسات الجديدة تكشف عن وجه آخر. بدلاً من تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة ، دخلت البلاد في سلسلة من الأزمات الاقتصادية بسبب القرارات والسياسات الخاطئة التي اتخذها النظام الجديد .
ارتفعت أسعار السلع الأساسية مثل المواد الغذائية والطاقة إلى مستويات غير مسبوقة ، مما جعل حياة المواطن العادي أصعب بكثير . كل شيء أصبح أغلى ؛ من الطعام إلى الوقود والكهرباء ومواد البناء . ولم يقتصر الأمر على ذلك ، فقد تراجعت قيمة العملة المحلية بشكل ملحوظ نتيجة القرارات الاقتصادية غير المدروسة ، مما جعل القدرة الشرائية للمواطنين تتدهور بسرعة . أصبحت الفجوة بين الأغنياء والفقراء أكبر ، وزادت معاناة الطبقات الوسطى والفقيرة.
في الوقت نفسه ، بدأ النظام في زيادة الضرائب علي تراخيص السيارات وزيادة الرسوم في كل شئ ، وزيادة المصروفات الدراسية للجامعات الحكومية في محاولة منه لملء خزائن الدولة على حساب المواطن . لم يكن زيازة الضرائب هو المشكلة الوحيدة ، بل تم إدخال قوانين جديدة مثل قانون التصالح في مخالفات البناء ، الذي أثار استياء واسعاً بين المواطنين، حيث شعروا بأنهم يُجبرون على دفع أموال إضافية لحل مشاكل لم يكن لهم يد فيها .
كل هذه السياسات دفعت الشعب إلى التساؤل : "هل هذا هو التغيير الذي ناضلنا من أجله ؟" "وأين العدل والازدهار الذي وُعدنا به ؟" الكثيرون بدأوا يترحمون على أيام النظام الذي ثاروا ضده ، حيث أصبحت الحياة في عهده ، رغم كل العيوب ، تبدو أكثر استقراراً مقارنة بما يعانونه اليوم . فقد أصبحت الدولة في نظر الكثيرين مكاناً لاستنزاف مواردهم ، ولم تعد تحقق مطالبهم التي من أجلها ثاروا .
مع تزايد الضغوط ، بدأ الشعب ينظر إلى الماضي بعيون مختلفة، يتساءلون : "هل كان التغيير لصالحنا أم أن الظلم الذي عرفناه كان أهون مما نعيشه الآن ؟