إبراهيم عيسى: بين العلمانية وانتقاد الفقه والسنة
كتب : عبدالوهاب السيد
للمتابع مقالات جديده اليك اللينك
https://amwaly.com/profile/ossuolc
شخصية الصحفي إبراهيم عيسى، والذي اشتهر بمواقفه الجريئة وانتقاداته اللاذعة لعدد من القضايا الدينية والاجتماعية. فمن جهة، يُثني عليه البعض لجرأته في طرح الأفكار وتحدي التابوهات، ومن جهة أخرى، يتعرض لهجوم شديد من قِبل آخرين يعتبرونه مسيئاً للدين والإسلام.
يتبنى عيسى موقفاً علمانياً صريحاً، لا يخفيه عن أحد، وهو ما يظهر جلياً في كتاباته ومقابلاته التلفزيونية. كما أنه لا يتردد في انتقاد الفقه الإسلامي بطريقة قد تبدو غير مقبولة للكثيرين، سواء من العامة أو الخاصة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعداه إلى إنكار أحد أهم الأحداث في تاريخ الإسلام، ألا وهو الإسراء والمعراج، وهو ما يعتبره البعض تجاوزاً خطيراً.
بالإضافة إلى ذلك، لا يتورع عيسى عن انتقاد بعض الصحابة والتابعين، وهو ما يعتبره الكثيرون مساساً بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما أنه ينتقد السلف الصالح، معتبرًا أنهم ارتكبوا أخطاء كثيرة.
ولعل أبرز ما يثير الاستغراب في موقف عيسى هو أنه ينتقد علماء الدين والفقه، في الوقت الذي لا يبدو أنه يتمتع بقدر كافٍ من الدراية في هذه العلوم. فكيف يمكن لشخص غير متخصّص أن ينتقد علماء متخصصين؟
إذا كان عيسى يهدف إلى النقد، فلماذا يركز انتقاداته على الإسلام والمسلمين فقط؟ لماذا لا ينتقد الأيديولوجيات الأخرى، مثل العلمانية والإلحاد ؟ ولماذا لا ينتقد السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها بعض العلمانيين والملحدين؟
إن هذا التوجه الانتقادي الأحادي الجانب يثير تساؤلات جدية حول دوافع عيسى وأهدافه. هل هو يسعى حقاً إلى الإصلاح، أم أنه يهدف إلى التشهير بالإسلام والمسلمين؟
إن لكل بداية نهاية، وسوف يقف إبراهيم عيسى يوماً ما بين يدي الله، وسوف يُسأل عن كل ما قاله وفعله. وفي هذه اللحظة، سوف يعرف الحقيقة، وسوف يندم على كل كلمة قالها أساءت إلى الدين والمسلمين.
لذا، فإننا ننصح إبراهيم عيسى بالتراجع عن مواقفه هذه، والعودة إلى الله، والتقرب منه بالعمل الصالح. فالتوبة مفتوحة للجميع، والله غفور رحيم.
ختاماً، فإن قضية إبراهيم عيسى تثير العديد من الأسئلة حول حرية التعبير وحدودها ، وحول علاقة الدين بالسياسة، وحول دو ر المثقف في المجتمع. وهي قضية تستحق النقاش والحوار، بعيداً عن الشحن العاطفي والتطرف.