الشئ الذي خلقه الله نبات ثم تحول الى جماد ثم تحول الى حيوان؟
نقدم لكم في هذا المقال الحل الصحيح للغز الشيء الذي خلقه الله نبات ثم جعله جماد ثم جعله حيوان؟
الالغاز الدينيه مهمه جدا للانسان حيث تجعله يفكر وينشط عقله وتفيده في دينه فهذا اللغز من اصعب الالغاز الذي من الممكن ان تواجهها.
الحل الصحيح للغز
الحل الصحيح للغز الا وهو عصا «موسى» أن جلّ ما تعرفه أنها كانت نبات ثم تحولت إلى جماد ثم إلى حيوان، ثم وُلِدت من صورتها الحيوانية آية كبرى من آيات الله، وتأخذنا فى رحلة شيقة عبر حيواتها الثلاث؛ لنعرف كيف كانت تشعر، وفيم كانت تفكر، قبل أن تتحول للعصا الأشهر فى التاريخ وتُخلّد فى الكتب السماوية، تخبرنا العصا عن صفة أثيرة فى نفسها، ألا وهى أنها تأخذ دائمًا بالنتائج، ولا تشغل نفسها بالحكمة وراء الأشياء أو بالأسألة التى لا طائل من ورائها، مثل: لماذا تتمايل ــ وهى لم تزل بعد غصنًا ــ مع الرياح عند هبوبها؟ لماذا تحب الماء وتنمو حين تشربه؟ كل ما تعرفه أنها سوف تدب يومًا ما على الأرض، ترتفع وتهوى أثناء سير النبى، وهذا يكفيها، فأية إجابات تبغى بعد أن ذاقت طعم الحياة حين كانت الشمس تمنحها الخضرة والليونة، ولما ماتت صارت تمنحها الصلابة والقوة، فبالرغم من أن الموت فى الخلائق تدمير للقوة، ولكنه عند بعض الخلائق الأخرى إيذانًا بميلادها.
تُحدِثنا العصا أن بدايتها الأولى كانت غصن شجرة تنتمى للحديقة الملكية فى قصر فرعون، ولكنها برغم ذلك لا تنتمى انتماء مباشر له؛ فالشجر لا ينتمى فى الأساس إلى البشر حتى وإن قاموا بزراعته، لكنهم ينتمون بالعبودية لله، يولدون من بذرة أبيها هو الماء وأمها هى الشمس، وتقول العصا إن المخطئ من يظن أن النبات لا يشعر؛ فالنبات يحس ويستمتع بقربه من أبيه وأمه طوال الوقت، الفرق بينه وبين الإنسان أنه يعبر عن إحساسه بالصمت، والخضرة أو انعدام الخضرة، ليس له إرادة مع إرادة الخالق، ولا مراد غير مراده، وهو بذلك قد بلغ معنى العبودية التامة، مُسخّر ومُجبر، لكنه الإجبار الذى يضعه فى قلب الأمان العظيم.
فى بداية الخليقة عرض الله أمانة التكاليف على السموات والأرض والجبال، فأشفقن من حملها وحملها الإنسان، ولهذا ترى العصا أنها واحدة من المخلوقات «المحظوظة» التى نجت بأعجوبة من حمل تلك المسئولية، وترى أيضًا أن يكون المخلوق «عصا» لهو أفضل من أن يكون «عاصيًا»،؛ فعدم إغضاب الله مرتبة عظيمة، حتى وإن كانت الشجرة كيانًا أقل تعقيدًا من الإنسان، كما تخبرنا أن للشجر أسلوبًا مميزًا فى تسبيح الخالق لا يبوحون بسره لأحد، ولهم طريقة معينة فى السجود علمها الله لهم.
تحكى لنا العصا عن فرعون، ذاك الطاغية المُتكبِّر، الذى لم يكن يفعل شيئًا على الإطلاق سوى تتبع المعارضين والتنكيل بهم، وإدارة جهاز القهر الذى يحكم مصر بدءًا من وزيره «هامان» وانتهاءً بأصغر جندى من جنوده فى الوادى، لم ترتح له قط حين كانت تراه يمشى فى الحديقة، ويتوقف أحيانًا تحت ظلها (حين كانت شجرة)، ثم لا يلبث أن يتفوه بكلمة إلحاد ينكر بها وجود الله، لم تستطع منع ظلها عنه؛ فالظل نعمة من نعم الله على جميع الخلائق، وهى لا تكرهه؛ فالشجر لا يعرف الكره، ولكنها كانت تشمئز منه، أفبعد أن وضعه الله فى مرتبة أعلى بين الخلائق وأعطاه هدية الاختيار يستخدمها فى جحود الله؟
ثم تبوح لنا الشجرة بسر؛ هناك ثلاثة أشخاص داخل قصر فرعون تحبهم وترتاح لوجودهم؛ لأنهم أتقياء مؤمنون بالله، وهم زوجة فرعون، ورجل مصرى من آل فرعون، وطفل بنى إسرائيل الذى كبر الآن وصار رجلًا، الثلاثة كانوا يكتمون إيمانهم؛ لأن فى قصر الجبّار لا يقوى أحد على الإعلان عن إيمانه خشية البطش به.
وعن تجربة الموت، تروى الشجرة أن أوان موتها كان فى الشتاء، كسائر الأشجار التى تموت ثم تُبعَث فى الربيع، وقد ماتت وهى واقفة، أغمضت خضرتها وتساقطت الأوراق، ولكنها لم تحزن؛ كانت تعلم أنها ستعود من جديد، ولكنها تعجبت من فرعون الذى لا يرى معجزة الموت والبعث وهى شاخصة أمام عينيه، ولا يؤمن بقابلية حدوثها مع البشر.
وفى أحد أيام الشتاء الباردة، ضربت الشجرة عاصفةُ رعدية، فهوت مشتعلة على جزء من معبدقريب كان فرعون يحب أن يعتكف فيه، واهمًا الناس أنه يفكر ويتأمل، وهو ليس أكثر من طاغية يرتدى قناع المهرج كما وصفته الشجرة، وبرغم أن فرعون كان مُبصرًا، إلا أنه لم ير ما يحدث بقلبه، وأن الصاعقة كانت إنذارًا من الله سبحانه وتعالى؛ لذا أمر باقتلاع الأشجار المُحطّمة وإعادة زراعة الحديقة، فحُمِلت الشجرة إلى تاجر أخشاب فرح بها حيث كانت من نوع ثمين، وصنع من خشبها مجموعة من الآلهة الوثنية والعصى الثمينة تم إهداؤها للبلاط الملكى، وهكذا وقعت العصا فى يد «موسى».