يوماً ما سيأتي أحدهم ليصلح خرابك الداخلي
هل تشعر أنك مُتعب للغاية؟ ….
لقد أرهقتك الحياة بحق، أليس كذلك؟
حتي شعرت أنك قد تقدمت بالعمر لعقود حتي بلغت التسعين، و لكن في الواقع أنك لا تزال في الثلاثين من عمرك ….
لقد مات كل شعور لديك ….
لم تعُد تجد أحد بجوارك ….
تفتقد الدعم و لا تجده ….
بل صرت تتمني إحساس بعينه من شخص مُعيَّن ….
أصبحت كزهرة سقطت من شجرة تمت إزالتها للتو من جذورها، تحتاج إلي من يضعها في مكانها المناسب و يرويها بسرعة أملا ً في الحفاظ عليها أطول وقت ممكن، و لكن هيهات …..
كُلُنا أصبحنا نحتاج إلي من يروينا، و نحتاج إلي من يدعمنا و من يُحيي مشاعرنا التي ماتت أمام أعيُننا و لم نستطع فعل شئ لإنقاذها ….
كم شخص ظل واقفاً يري مشاعره و هي تموت أمامه كل يوم و لم يستطع فعل شئ؟ ….
و هنا يأتي دور الإيمان ….
لابد و أن تؤمن بوجود الأمل ….
و أنه دائما ما يمنحك الله هذا الأمل، و كُن علي يقين بذلك، فإذا اعترفت و آمنت بوجود الأمل، ستسعي للوصول إليه و التمسك به ….
تأكد أنه لن يُحمِّلك الله ما لا طاقة لك به، و سيرسل لك من يُصلح خرابك الداخلي، فَكُن علي يقين بذلك ….
لقد كُنت كالأرض البور، فتجد فجأة من قام بريّ شبر شبر فيها، و شيئاً فشيئاً بدأت تَخضر من جديد، و قد أزهرت يوما بعد يوم لتجد نفسك قد أصبحت بين عشيَّة و ضُحاها كبُستان ملئ بالورود من كل صنفٍ و لون ….
لذا ففي مراحل حياتك التي تشبه الأرض، سيأتي فيها من يخرب و يدمر فتعيش أسوأ أيام في حياتك، و لكن صبراً ..، سيأتي أيضاً فيها من يُعمرها لتكون تلك أجمل أيام حياتك ….
كُن علي يقين بأن دوام الحال مُحال، و أنك سَتَزهر يوما ما، و ستفوح رائحة الحب من كل تفصيلة فيك ….
ربما بسبب حدثٍ ما غيَّر مجري حياتك للأحسن، أو شخص ما اقتحم حياتك فجأة و بدلَّها للأجمل ….
شخص أرسله الله ليغير حياتك ….
صديق أو حبيب ….
أو ربما يجمع ما بين الصديق و الحبيب ثم يتحول لأن يكون بالنسبة لك كل شئ في الحياة ….
و ما أجمله من ظهور مُفاجئ!
و يا له من شعور لو تعلمون عظيم ….
سيحملك بين أنقاض كيانك المُدمر، و يسير بك إلي بر أمان و يكون لك نِعم الداعم و السند ….
أخيرا ً أود أن أقول أنني كتبت هذا المقال من أجلك أنت أيها الفاقد للأمل و اليائس و المُرهق حتي النُخاع في تلك الدنيا ….
فعن تجربة كُن علي يقين و ثقة بأن ذلك سيحدث لك يوماً ما فلا تيأس و كن مع الله و لا تفقد الأمل لحظة.