رثاء في مقبرة فناء الكنيسة للشاعر Thomas Gray 2023
يقوم المتحدث بتخيل الحياة التي كان يعيشونها هؤلاء الميتين، حيث اطلق عليهم المتحدث (الأسلاف الفظينrude forfathers), و نلاحظ المتحدث استخدم (no more) في هذا المقطع و استخدمها في المقطع الخامس و التكرار يدل على الجناس. المتحدث يصف اللذات الذي كان يعيشوها هؤلاء الموتى حينما كانوا في بيوتهم، أي عندما يتم الاعتناء بهم من قبل زوجاتهم في المساء، و يستقبلونهم اطفالهم حين رجوعهم الى بيوتهم و يقبلونهم و يعانقونهم، و هذه الاشياء لن يستطيع الموتى تجربتها بعد الآن، لان المتحدث يصف الموت بالغياب التام، الذي انتهت به كل تجارب الحياة، بمعنى ان القصيدة تبدو وكأنها أغنية حداد.
في المقطع السابع يوصف المتحدث كيف كان هؤلاء الموتى مرهقين في أعمالهم في الزراعة و حرث المحاصيل، و يصف القوة التي كانت لديهم و المهارات في اتمام الأعمال الشاقة، و هنا المتحدث قصد بكلمة (glebe) هي كلمة تطلق على الأراضي الزراعية القديمة، عندما كانوا المزارعون بالمحراث يقومون بحفر حفر ضيقة(ألاخدودfurrow) يرمون بها البذور. في السطرين الأخيرين يصف المتحدث كيف كان هؤلاء الموتى (الاسلاف الفظيينrude forfather) فرحين في الحيوانات التي تساعدهم في اعمال الزراعة مثال ( الثور)، و يصف المتحدث براعة هؤلاء الموتى في قطع الاشجار في الغابات بحثاً عن الاخشاب. حيث نلاحظ ان المتحدث قد سلط الضوء على أفضل التجارب التي فعلها هؤلاء الموتى حيث جعل حياتهم مثالية الى حد كبير.
في هذا المقطع يقول المتحدث أن الاشخاص المدفونين هنا، كانوا بسيطين للغاية و مفيدين، لقد عملوا بجد من أجل الأمة. لم يحبهم القدر ابداً و مع ذلك كانوا دائماً قانعين، تاريخ حياتهم بسيط و قصير جداً، لذلك لا ينبغي للأغنياء و العظماء ان يسخروا منهم، لان هؤلاء المزارعون هم من وضعو الطعام على طاولات الجميع. يجسد المتحدث الطموح و العظمة في هذه السطور، حيث يقول المتحدث للقراء انهم لا ينبغي لهم ان يسخروا من العمل الشاق، أو المصير (الغامض) المجهول للمزارعين الفقراء في المقبرة، ويقول المتحدث انه لا ينبغي ان يسمحوا لـ(الطموح) بالسخرية منهم، و لا ينبغي ان نسمح لـ( العظمة) أن تبتسم بازدراء على سجلات الفقراء.
المتحدث يتكلم مع الفخورين حيث يقول أن الفقراء حتى و ان لم تقام على قبورهم نصب تذكارية كزخارف تحدد انجازاتهم في الحياة، او لم يكن لديهم قبور ذات ممرات و سقوف مصورة بكل ما حققوه من انجازات، فلا يمكن للفخورين ان يلوموا الفقراء اذا لم يقام لهم ذلك، و المتحدث يقول ان الفخورين يحضرون لهم العديد من الناس ويعزون عوائلهم و يلقون نشيد احيائاً لذكراهم، و لكن الفقراء لا يفعل لهم ذلك. في هذا المقطع يجسد المتحدث كلمة "الذاكرة" على أنها شخص قد فشلت في وضع الجوائز والنصب التذكارية الفاخرة على قبور الفقراء، حيث كانت ذكرياتهم في قبورهم مدفونه معهم. و لكن في الحقيقة، ألن تكون هذه مسؤولية أسر الموتى؟، لكن بالطبع الموتى في فناء الكنيسة هم في الغالب مزارعون فقراء، لذلك من الواضح ان عوائلهم لن تكون قادرة على تحمل تكلفة النصب التذكارية الفاخرة.
المتحدث هنا يستخدم الاستعارة و يقول ان جسد الميت هو "قصرmansion “ ويسأل إذا كانت اجساد الموتى قادرة على استدعاء أنفاس الشخص الميت اليها. حيث لا يزال المتحدث يخاطب القراء الفخورين، الذي يتخيلهم المتحدث قد سخروا من المزارعين المتواضعين في فناء الكنيسة في المقطع 7، يسألهم عما اذا كانت الجرة أو تمثال نصفي يشبه الحياة يمكن أن يعيد التنفس لشخص ميت و جعله يتنفس مرة اخرى, حيث يجسد المتحدث الجرة و التمثال النصفي . يسأل ايضاً عما إذا كان صوت "الشرف Honour” يمكن ان يثير البقايا الصامتة المتربة لشخص ميت ليتحدث مرة أخرى، وهذا يعتبر تجسيد للشرف من قبل المتحدث. و يجسد المتحدث ايضاً التملق ( Flatt’ry) اذا كان بامكانه ان يجعل أذن الموت الباردة تشعر بتحسن حيال الموت.
