يمكنك دائماً البدأ من جديد
يقولون حتى تنضُج تحتاج إلى صفعة قوية !
الجميع قد مر بتجارب أثقلت كاهله و أفقدته لذة الحياة منهم من تخطاها ومنهم من لا يزال يحاول، ولكن من المؤكد بأن كل تجربة مؤلمة مررت بها تعلمت من خلالها درساً فكن مُمتن لهذا الدرس الذى علمك الكثير. فبعد انتهاء التجارب المؤلمة يقف الإنسان ليسئل نفسه هل انتهيت أنا أيضاً معها ؟ أم هل يمكن لى أن أبدأ من جديد؟ فها أنا هنا أقول لك متمثله في هذه الأحرف نعم يمكنك دائمًا البدأ مرة أخرى. قد لا يكون سهلاً في بداية الأمر ولكن بتقبل وتجاوز ما حدث في الماضي رويداً رويداً ستشعر بالكثير من التحسّن.
أكتُب لك من خلال تجرِبة مررتُ بها أفقدتني لذه الحياة والشعور بها، لم يكن لدي طموح ولا هدف وكأن روحً لا أعرفُها تسكُن بداخلي، فماذا تعنى الحياة دون وجهه لتذهب إليها ! ولكن دائماً يوجد جانب إيجابي لا يمكننا رؤيته إلا فى نهاية الرحلة، فلولاها ما كنت أنت هذا الشخص الذي عليه الآن .
أنعم علي ربى كما كان الحال دائماً وأذن لي باليقظة من نومي العميق، فمن خلال تجرِبة قامت بتشكيلي من جديد لازال تأثيرها بي حتى هذه اللحظة أبشرك أنت دائماً تستطيع تخطى الحُطَام والرماد بداخلك و البَدْء مره أخرى، ولكن يجب أن تأخذ القرار بالتغيير أولاً.
نعم يجب أن يقرر العقل هذا أولاً فليس كل من يريد يستطيع، البعض أضعف من أخذ قرار التغيير و المضي قدماً على حُطَام الماضي والبدء مره أخرى، تحتاج إلى التحلي بالشجاعة و القوة، فأنا أُأكد لك "الأمر يستحق، أنت بطل حكايتك، لا أحد يستطيع تغيير مجرى القصة غيرك " ،ولكن احترس لا تبدأ أبداً حياة جديدة لتثبت لشخص آخر غير نفسك أي شيء أو لترد على شخص آخر بل افعل هذا لنفسك لأنها تستحق هذا ،كُن صاحب قرارك واسئل دائماً نفسك ماذا أريد أن أكون؟ وماذا أحتاج ؟
بعد أن تأخذ قرارك بأنك تستحق فرصة أخرى، أعطيك بعض الخطوات لتساعدك على المضي قدماً :-
١- الرضا و التقبل هو أول خطواتك نحو إنهاء حياة قديمة والبدء من جديد ،و يحدث هذا عند التسامح وتقبل الأشخاص والمواقف التى سببت لك ألم و بهذا أنت تترك مشاعر الحقد والغضب تذهب بعيداً، وتذكر بأنك ناجى وكُن مُمتن لهذا و لا تعش أبداً على أنك ضحيه ﴿... وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾.
٢- الماضي قد مضى بكل ما فيه و الجمل من نوع يا ليتني فعلت و لو كنت فعلت كذا ما كان حدث كذا ما هي إلا لُعْبَة من الشيطان ليُدخل على قلب المؤمن الهم والغم، قال ابن الجوزي "من اغتمَّ لما مضى من ذنوبه، نفعه غمه على تفريطه؛ لأنه يثاب عليه، ومن اهتم بعمل خير، نفعته همته، فأما إذا اغتم لمفقود من الدنيا، فالمفقود لا يرجع، والغمَّ يؤذي، فكأنه أضاف إلى الأذى أذى"
٣- تخلص من كل ما يُثقلك، غادر كل مكان لا تشعر فيه بقيمة نفسك فكما قال غاندى: "لا يمكنهم أن يأخذوا منا احترامنا لأنفسنا ما لم نعطه نحن لهم "
٤- البحث عن أهداف جديدة ، فبعد التخلص من القديم ستواجه الفراغ بداخلك لذلك املأه على الفور بعادات صحية، بتعلم ما ينفعك، بالبحث عن نفسك وهدفك فى الحياة، وإن لم تكن تجد هدف او شغف لك فى هذة المرحله فضع نفسك فى كل شئ يقابلك من أعمال تطوعية، تجرِبة مهارة جديدة، حضور ندوات وما إلى هذا حتى تصل إلى شغفك ،كُن مرنً فلا بأس بتغيير خططك من وقت لآخر إن تغير تفكيرك و اهتماماتك، و تذكر دائماً أنك ستُسئل يوم القيامة عن عمرك فيما أفنيته .
٥- اصلح علاقتك مع الله، فإن صَلحت صلحتَ أنت و صلح ما بعدها إن شاء الله، تُب من كل ما فعلته وما ستفعله و ابدأ حياتك الجديدة في رضا الله تَرضى.
٦- اعترف بمشاعرك و عبر عنها ،فيجب أن تسمح للمشاعر السلبية بالخروج حتى لا تتراكم بداخلك. تحدث مع الله عما يجول فى نفسك وما تشعر به وهو به أعلم فهذا سيساعدك كثيراً فى هذه المرحلة للتخلص من المشاعر السلبية، والحديث مع شخص تثق به سيكون له أثر أيضاً وإن لم يكن لديه ما يساعدك به، و للرياضة و المشي أثر أيضاً فى التخفيف عن ما تشعر به طبقاً لتجارب علمية.
٧- اعتن بنفسك و انتبه إلى صحتك و إلى نظامك الغذائي، مارس رياضة ما مثل المشي أو تمارين بالمنزل لمدة ١٠ دقائق يومياً وستلاحظ أثرها عليك نفسياً وجسدياً. و لا تنسي أيضاً أن تعتنى بما يدخل إلى عقلك من أفكار و معتقدات و مبادئ فا دائماً أعمل على نفسك من الداخل كما تعمل عليها من الخارج عن طريق القراءة أو حضور الندوات أو سماع و مشاهدة كل ما هو مفيد، فتصرفات أي إنسان دائماً ما تكون نتاج أفكاره و المدخلات فى عقله. وأنصحك هنا بإعادة النظر لمنصات التواصل الاجتماعى الخاصه بك بحيث لا تتابع عليها أي شيء بشكل عشوائي بل تابع فقط ما يضيف إليك وما يساعدك فى رحلة حياتك فأنت تقضي بالفعل الكثير من الوقت أمام هذه الشاشة فاجعل هذا الوقت يضيف إليك شيئاً.
٨- كن إيجابي في تصرفاتك و فى كلامك و فى أفكارك. تخيل كل شئ بشكل إيجابي محسنً الظن بالله، استمتع باللحظة الَّتى أنت فيها، فلا تتحسَّر على الماضي ولا تخفْ من المستقبل فكلًّا ميسَّرٌ لِما خُلِق له.
٩- إن كنت ترى صعوبه فى تخطى هذا وحدك يمكنك اللجوء إلى طرف آخر يساعدك فى إعادة ترتيب أفكارك و الضوضاء بداخلك، استعن بأخصائي نفسي أو رجل علم أو ممن ترى فيهم النفع ممن حولك أو اقرء وشاهد فيديوهات لأُناس كانت لهم نفس تجربتك سيساعدك هذا كثيراً إن شاء الله.
١٠- و أخيراً قُل الحمد لله على نعمة فرصة حياة جديدة، وقُم بشكر نفسك أنها شجاعة بما يكفى للبدء من جديد والمضي قدماً في رحلة جديدة.
أتمنى لك رحلة سعيدة 🤍