• خواطر .... اااااااااااهٍ لو نعلم

مقدمة:

ليس كل ما نكتبه يعبر عننا .. فقد يكون إحساس بتجربة الآخرين .. وهذه الخاطرة عن شخص ما لم يكن يدرك أن تمسكه بالتفكير في الحب القديم ومقارنته الدائمة السبب الرئيسي لانهيار بيته .. فقد ذهب إلى مكان حبهم القديم وتصادم مع الماضي .. وكان يظن أنها مثله تعيش تجربة قديمة قد انتهت .. لكنه علم أن من في يده أولى بقلبه... فقرر أن يبدأ من جديد.

اااااااااااهٍ لو نعلم

تسربت أقدامي تبحث عن مأوى وقتي .. تتكسر خطواتي بين الطرق .. قد مضت سنوات طويلة وطويلة .. وأنا .. ما زلت كما نفسي .. أهرب من واقع مؤلم .. خالي من المشاعر وتفككت أوصاله .. وتقطعت حبال الإحساس بيني وبين نفسي ..  ويا ليتني .. يا ليتني لم أشعر يوماً بعاطفتك سيدتي .. ولم أعشق في ماضينا مثل حبك .. فكان عمري .. ومضى كذكرى لا أجد شيئاً منها .. في حاضري المظلم .. فعشت بعدك .. إنسان بلا قلب .. وعشت عمري لغيري .. بعيداً .. أعطي كل ما عندي .. ولا أخذ سوى الخلافات المستمرة بيننا .. 

واليوم .. أهرب كعادتي .. أهرب بلا مأوى .. بلا طريق .. أبحث عن شيء أجهله .. هل طريق جديد .. هل طريق قديم .. هل أنا..  وأعلم سيدتي .. أنك مثلي .. لم تنسي .. وحياتك حياتي .. وأيامك أيامي .. أعلم جيداً .. أن درب النسيان لم تخطيه .. وأن عقلك أرغمه القلب أن لا ينساني رغم بيتك .. رغم زوجك .. رغم أولادك .. ورغم كل شيء .. أعلم أني في دمك.. لم تنسى أبداً يوما بيننا

فأنا ملاح الصحاري .. وفاقد خريطة الطريق .. أجري بلا خطى .. أهرب للماضي .. وكأنني قد.. مت آلاف المرات بعدك سيدتي .. وها أنا .. الآن .. يقترب مني .. مكان لقانا العتيق .. المكان الذي ذاق طعم العمر حين كان يجمعنا .. وذاق الموت من بعدنا .. ذاك الشاطئ .. وتلك الشجرة .. وتلك المرأة العجوز ساكبة الشاي .. نفس المكان .. وتغير الزمن 
اااااااااااهٍ لو كنتي أنتي .. اراكي من بُعد وكأنني ..قد ضاقت بي الدنيا فتخيلت مرآكي .. أراكي حقيقة .. .. فهل تشعرين بما أشعر وبحجم حزني فسبقتيني هنا انتظار .. فهل أنتي .. وهنا .. مكان حبنا القديم .. يا ويلي .. يا ويل قلبي .. 

أنتي .. نعم .. ولكن .. تعلو ضحكاتك....... لزوجك .. وترسمين غمزاتك الرقيقة .. لطفلك .. نعم أنتي .. ولكن لست أنا التقت عينانا .. فابتسمت .. ولم تتبدل ملامحها .. وأكملت لعبها.. لطفلها .. وكأنني .. سراب ظلٍ قد مضى .. 

اااااااااهٍ لو نعلم الحقيقة .. فالماضي يقتلنا .. ويقتل عمرنا .. ويضيع فرصتنا أن نغير أو نتغير .. ولا نعطي الفرصة لغيرنا كي يشعر بنا .. لأننا ببساطة .. لم نعطي كما نعطي الماضي حقا .. ولم نمنح لغيرنا الفرصة .. كي يكون ملكنا .. جريت للبيت هارباً .. وسكنت خطواتي .. نظرات الاعتذار الهادئة .. واخذت اولادي بين يدي .. وقلت لزوجتي .. فلنبدأ من جديد 

بقلم / مدحت الوزيري