مت أنا ودفنت أنت.. أبي هل تسمعني

جئت انبش قبرك

ساصنع ضجيجا يسمعه الجميع

نعم هي عصا غليظة هي نفس العصا التي أوجعتني ايام وسنين كنت اتالم وكنت انت من تشعر كنت تربي وكنت اعترض ..هي نعم مازلت احتفظ بها وسأظل كذلك 

نعم أنا الآن اقوي منك

نعم أنا الآن اقف شامخا وانت لا تستطيع

تتذكر كم من كلمات. حطمت رأسي

تتذكر كيف كنت تضربني

تتذكر المرتل اليومي افعل ولا تفعل

تتذكر التحكم لا محدود في كلامي جلوسي سيري نومي

الان قد تحررت

وأصبحت صاحب القرار

يا صاحب هذا القبر والمقام هل تسمع صراخي ..هل يصلك غضبي

ام

هل تشعر ببكاء قلبي وانكسار روحي ودمع عيني

أبي

اخرج أرجوك كم أحتاجك..احتاج نصحك ..احتاج نظرة الخوف منك علي .لم اراها  في عين غيرك قط اتذكر هذه النظرات حين حزني كنت غبيا لا افهم كنت تجلس منفردا ترتل اسمي في دعواتك كنت لا افهم ، كنت تنظر إلى السماء تخاطب الله من اجلي وكنت لا افهم 

تتذكر يوم كنت أنا مريضا حين جلست بجانبي تخاطبي بضحطات وتداعب في الصغير الذي تريده أن ينفض عنه كساء المرض والركوض وان يشمر لثوب الصحة والشفاء ، نعم يومها وعدتني بفسحة في متنزه جميل وألعاب كثيرة وحلوي مسكرة غنيه بالمذاق المدهش

أبي اخرج ارجوك ،لقد مت أنا ودفنت أنت يا سيدي 

أخرج أرجوك

حطم رأسي واضرب واضرب واضرب اعدك لن اغضب لن اتذمر لن انصرف إلا بعد أن تفعل بي الافاعيل

إن تعبت يداك ارقدني بقدمك ، حطم مني العظام ولا تبالي بالعلاج فأني أدركت اخيرا أن وجودك هو العلاج

كم اشتاق

كم أنا مشتاق إلي يوم أنام وأشعر أن لدي حامي وظهر أن اختبأ بداخله

أبي ..ايها الراقد في جوف قبر مغلق اعترف لك أني ضعيف تائه مستكين في امري وحالي

يا من تملك اب ..انت تملك امان من الدنيا لن تعرف قيمته حتماً لا تعرف قيمته 

إلا . ........

كل الفلسفات لا تعبر عن مدي فقد عزيز لك

كان الله لكل من فقد أباه

رحم الله كل أب في كل مكان

رحم الله كل أم في كل مكان

للكلمات صراخ وتنهدات وعذاب ..هل شعرت بذلك من قبل؟؟!!