يا هاذم اللذات   .. لا تسخر منا كثيرا ..!

يا هاذم اللذات  .. لا تسخر منا كثيرا ..!

0 المراجعات

يا هاذم اللذات .. يا موت .. يا أيها الغياب الطارئ ..

 يا أيها الرحيل القسري ….. كفاك سخرية …. 

.. كفاك عتابا .. كفاك نعيقا .. ! 

.. لا تقف على مقربة منا جاعلا ضحكاتك فرطا ..

.. لا تحدق في وجوهنا سخرية .. و غرورا ..!

يا موت .. لا تستكبر علينا و أنت تقود أمامك  منا الاحبة 

و الاصدقاء و الغوالي .. لقد حملتهم على جناح السفر البعيد .. ازهقت ارواحهم .. و جعلت أجسادهم تحت الثرى .. !

نعم .. يا موت لقد قدرت لهم  الغياب .. و قبضتهم اليك دون استئذان .. وعلى حين غرة .. فملات قلوبنا حزنا .. و لوعة و حسرة … و أجريت منا الدموع نهرا .. و سكبت فينا الحزن قهرا..!

انت يا موت ..!  يا ايها الفراق المر .. يا أيها الصمت الرهيب .. يا أيتها الريح العاتية .. يا هاذم اللذات ..

 لا تعتد كثيرا بنفسك ... لا تغتر كثيرا بفقدك ..

.. و غيابك لهم .. و انت تقتلع منا اجمل الاشجار الباسقة .. وانت تساقط نضج ثمارهم  على أغصان السنين الممتدة على بساط القدر..!

.. و انت تسرق منهم ورود العمر ..  و تمزق دفاتر أوراقهم  الخضر .. !؟

يا موت .. مهلا …  لا باس … لا تثريب عليك .. إننا ندرك أنك قدرا مقدورا … وباننا ذات يوم  سنشرب من زؤام  كاسك المر …!

.. يا موت ..!؟  رفقا بفلذات الأكباد .. رفقا بمن كانوا قرة العيون .. و كحل الجفون .. و ثمرة السنون ..!

.. لقد سرقت أحلامهم .. و برائتهم .. و ضفائرهم ..

 و حقائبهم المدرسية  .. وأحذيتهم .. و لعبهم البسيطة ..

.. سرقت منهم  مراجيح العيد .. وكعك العيد .. وفرحة العيد.. و زينة العيد ..! 

حسبنا الله …….... هي حكمة الله وقدره أن يصعدوا

 إلى هناك .. عصافير محبة .. حمائم محبة .. 

.. أحياء عند ربهم يرزقون  .. يحلقون بأجنحة من نور

 في جنات الخلد ..!

.. انت غيبت منا أجسادهم .. ولكنك أخفقت ان تجمع منا أحلامهم .. و ذكرياتهم .. و ملامح وجوههم .. 

و أحاديثهم العذبة .. و مواقفهم  الجميلة .. !

.. فشلت في جمع صورهم .. و أطيافهم .. و نظرات عيونهم ..  و روائحهم الزكية .. و سلسبيل الحب  ..

.. و معين الاشواق الجاري في قلوبنا إليهم ..! 

يا موت .. خذ منهم ما تشاء .. واذهب بورودهم إلى الذبول و اليباس... لكنك نسيت حمل حقائبهم الزاخرة بالحب ... و  أشياء كثيرة اخر .. أكمل مسيرك .. 

و رحيلك .. و سطوتك.. فلا قبل لنا على صدك ..!

.. فما زال لدينا منهم ..  الكثير.. و المثير …. و الوفير ..

 في قناني العطر ..  وعلى دفاتر الرسم .. و على حوائط اللبلاب .. وفي كروم المحبة الوفير ...! 

انت يا موت .. لا  قدرة  لك على استباقهم .. على سرقة 

ابتساماتهم .. و شجون أحاديثهم .. فانى لك أن تسرقها من خزائن وجداننا العميق… ..! 

.. هم ذبلوا و لكن ما زلنا نستنشق عبير زهورهم ..

 نتفيأ وميض عيونهم .. نستدفئ اشراقة شموسهم الواقفة في الصباح ..على عتبات الدار .. !

.. شآبيب الرحمة تنزل على كل من فقدنا من الغوالي ..!!

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

35

followers

2

followings

8

مقالات مشابة