.. تعالوا نشرب معا ..  نخب الحب و المودة و السلام...!؟

.. تعالوا نشرب معا ..  نخب الحب و المودة و السلام...!؟

0 المراجعات

.. أيها المضيف الجديد .. بت أسمع وقع خطواتك من وراء عقارب الوقت .. و إني أراك تقترب اكثر واكثر .. !

.. لن اخشاك .. لن اتطير منك .. لن اتبرم من مجيئك .. 

لن اعاتبك .. لن أسخر منك .. لن أغلق دونك  اية شرفة تطل على شجرة ياسمين ..!

.. ها هو باب التفاؤل قد اشرع ذراعيه العالية و فض عنه الاقفال .. أصبح أكثر انفراجا .. صرت ارى من وراءه نجوم الليل ..  و قمر الليل .. و زرقة السماء .. و طيور الصباح تتقافز عند اقدام  ساقية مبللة بحليب الفرح .. !

.. أيها المضيف القادم .. وانت القريب البعيد .. لا طاقة لنا على صدك .. على طردك .. أنت منذ اللحظة مرحب بك .. الا فاقبل .. انا بانتظارك في باحة الشوق .. لقد اعددت لك اجمل الاحاسيس و الافكار .. وأقمت لك في نفسي سرادق الافراح في جنبات تلك الروح الهائمة بذاك الجسد المتعب..!

أيها الزائر الجديد .. قبل التسلل إلينا ..  و معك أعوانك الاثنا عشر .. تريث قليلا .. هيا اخلع منك نعليك قبل الولوج في باحة الدار .. تعال فامش الهوينا .. و انت تخطو بقدميك بساط قلوبنا … وانت تمشط مشاعرنا .. الا باعدت  بيننا 

و بين ما تحمل من غبار الطرقات الخانق .. ووعثاء السفر و لهاث الامنيات .. !

.. هيا ..  ضع معطفك الرمادي الثقيل المهترىء .. المرقع .. على شماعة الإهمال .. لا تدعني ارى منه تلك الثقوب المحترقة  في عيون الحسرة .. و ملح الدموع الثخينة ..!

.. دع حقيبتك الثكلى قبل الدخول عند عتبة الباب .. ابق عليها مغلقة .. كي لا يتصاعد منها دخان ما مضى ..  لا نريدك تقليب ما كان فيها من أشياء مغرضة .. حزينة .. مؤسفة .. !

… اخلع عن راسك  هذه القبعة السوداء .. المبللة بمطر الليل الحزين .. تلك مجهولة الملامح والألوان .. غامضة الخواطر .. كما وإني لأكره منك ارتداء تلك النظارة الغامقة .. فاخلعها عنك كي أرى من ورائها لون عينيك .. و اتجاه نظراتك .. و ذبذبات لفتاتك .. وغمزاتك .. 

و همزاتك .. و لمزاتك .. !

.. أيها الزائر الجديد .. وجهك مشكاة المستقبل القادم .. دعني أسرج مصباحه بزيت المحبة و المودة كي يظل ساهرا .. مضيئا في جنبات الطمأنينة .. واني لن اعبس بوجه مرافقيك .. سوف احتضنك و اجمعك الى صدري بكل محبة و ترحاب .. سوف اتودد اليك و انت تحنو على قلبي ..  و انت تضع قميصك على وجهي .. على وجعي .. كي ارجع بصيرا ..!

.. هيا تقدم على الرحب والسعة و الثقة .. اجلس بقربي 

 و في صدر بيت المحبة و الضيافة ..! 

.. انتظرني قليلا ... !سأضع ركنة الشوق على نار احساسي و اعود اليك سريعا ..! لن أتوارى عن عينيك بعيدا .. !

.. بعد قليل نحتسي سويا قهوة الحب المعطرة بهيل المودة ..بقهوة المشاعر المحلاة بسكر المذاق العذب ..!

.. اجلس كي نتبادل اطراف  الحديث .. نتبادل الاسرار ... وأقاصيص الغرام تحت شبابيك المطر .. لتلك العاشقة الولهانة .. الواقفة على شباك القصر المطل على حديقة الورد المزنرة  بأشجار الدفلى و الصنوبر ..

و عروق اللبلاب ...  !

.. دع عنك كل ما مضى .. و لنبدأ معا  صداقة جديدة ..

 وقد اشرت عليك فيما سلف ان أترك حقائبك الثكلى عند عتبة الضجر ..!

.. تعال فاسلب مني شريط الذكريات الموحشة .. المزعجة .. التي مرت بي عند محطات السفر الخانقة ..!

.. تعال واترك من خلفك ذاك الصندوق الأسود مقفلا بأغلال النسيان .. لا تنزع عنه الاقفال .. احمله معك و زج بنعشه في قاع البحر ..!

.. طهر ذاكرتي من كل اثقالك .. و احمالك .. احرقها بجمر التفاؤل ..  وذر رمادها في بحر الغياب ..

و اللامبالاة…!

هيا .. تأخرنا عن ارتشاف قهوتنا .. الا تريدنا ان نكون سعداء للحظة ..!؟ لا تنظر كثيرا الى ساعة الوقت .. 

ماذا تريد أن تقول .. ارجو ان يكون بيننا متسعا من الوقت للحب .. للورد .. للشمس .. لنور الصباح .. بعيدا عن الألم و المرض .. و الخوف ..  نزلات البرد .. !

.. لا تنظر الى ما وراء النافذة .. انا ادرك بأنك على موعد مع قبض الأنفس .. و تفريق الأحبة .. و سرقة الحظ .. 

و ضياع الفرص .. و احتباس المطر .. و قطع الطريق على السعداء .. و في جعبتك الكثير من الخيبات .. 

و الدمعات .. و الخسارات .. و الانكسارات .. والسكرات..!

.. أنا أرى عكس ما ترى .. ارى مطر التفاؤل  سينزل عاجلا بسخاء .. و سيروي الشجر و الحجر و البشر ..!

.. ستصفو السماء .. وتحلق الطيور في البعيد .. و تغرد العصافير على الأغصان .. ستذهب القلوب في تصالح

 و تراض  و تواد  و تحابب  و تكافل  .. و تشتد العزائم والهمم  .. ويتراقص الحلم الجميل على واجهات المرايا .. و تبسم السنابل في الحقول .. و تهدئ امواج البحر .. و ينقشع ضباب الضجر ..!

.. غدا تجري مياه المودة في العروق الظامئة .. ويعم الخير والسلام  والوئام .. ويسود الأمان في ربوع المعمورة..!

.. أيها الزائر الجديد ..! 

معذرة ..  انا لست من هواة الاصغاء الى توقعات العرافين والمنجمين .. و ضاربي الرمل  .. و قاريئي البخت .. !

.. هيا أرتشف قهوتك .. ولا تقلب الفنجان .. لا تحدق بتلك الخطوط السوداء  العبثية المكورة  .. المتعرجة .. في جنباته الملطخة بطحلب التشاؤم ..! فكلها خطوط عبثية .. ضعيفة .. ومتخيلة .. هي أوهى من بيت العنكبوت .. خطوط مافونة و مكذوبة .. و مظنونة ..!

.. فلا تحمل نفسك على رهق .. و قلق .. لا تحاول خلع جلابيب الغيب عنها .. لتدرك الحقيقة .. دعها و شأنها في خفايا القدر .. فالحقيقة النورانية ..  الصادقة ..  الناصعة .. تلك التي تستشعرها بذاتك أنت .. في حجرات قلبك ..في أزقتها .. في دهاليزها البعيدة .. في اقبيتها .. في كهوفها  حيث هناك ما يكفي من ارتجاف ضوء شمعة لم تزل في حال يقظة ..!

.. انت اطلب السلامة و اليقين لقلبك .. لا ترهقه .. لا تحزنه .. لا تشقيه معك .. و ستجد كل شيء أصبح على ما يرام..!

.. أيها العام الجديد .. كل شرفات قلبي مفتحة لك .. ادخل من كل فرجاتها .. أبوابها .. و استلقي على سرير المطر الدافئ اثنا عشر شهرا .. ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به غيرك .. ! 

.. ولا تبخل علينا بالنعم .. ولا تؤخر عنا بركات السماء ..

 .. عجل لنا بالخير..! 

ولكن رجوتك .. ان تكون عند حسن ظني بك .. لا تأخذ مني شيئا بات في عين القدر .. و مشيئة السماء .. !

.. سأدع لك حرية التجوال في ردهات بيتي .. قلبي .. 

.. لن ادقق كثيرا في ملامحك .. في هويتك .. في حقائبك .. و لن اتتبع خطاك .. لن اجعلك في عين حمئة الرقابة ..!

فما أصابني ما كان ليخطئني .. وما أخطأني ما كان ليصيبني ..  فاركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ..!

.. ساحمل ساعة الوقت ..  و أغذ خطى آمالي وطموحاتي و امنياتي و انطلق .. سأمتهن زراعة الورد .. و غرس فسائل النخل في البساتين .. سابذر القمح في الحقول .. ساحرث البحر .. سافجر من الأرض ينبوع المحبة .. سوف امارس طقوس المودة بين الناس .. سوف أصلي تحت سقف  السماء .. اناء الليل واطراف النهار .. كي يعم السلام جنبات هذا الكون .. سوف أنثر القمح للعصافير على شبابيك الصباح .. سوف امشط مني مشاعري الجميلة حتى طلوع شمس الامل و جريان نهر المحبة .. !

.. رجوتك أيها القادم الجديد .. ان لا تعبث بأدوات سعادتي ..  فلا تمدن يدك الى ما ليس لك .. لا تسرق من بيت سكني آنية الورد ..  و قفص العصافير المغردة .. و آلة الكمان .. و كنكة القهوة .. و ثيابي الجديدة المعلقة  في دولاب الملابس .. و مخدة الريش السعيدة .. و لحاف الصوف .. لا تحاول سرقة سريري .. لا  تسلب مني الحلم المنتظر .. .. لا تعبث  بدفاتري  ومذكراتي .. لا تكشف لي سترا ..!

.. لا تحاول سرقة مشاعر الحب من قلبي ..  تلك التي سقيتها بماء المودة ..  وشهد الاحساس ..!

أيها الزائر الجديد .. المضيف .. سأعود إليك بعد اثنا عشر شهرا لا نظرك .. ماذا قدمت وماذا أخرت .. فكن ودودا .. رحيما .. كريما .. سخيا ..!

.. سوف انطلق في دهاليز الوقت .. وانا التحف أثواب الصبر .. و الحب .. و الايمان .. والتسامح ..!

.. سيظل  قنديل قلبي مسرجا بزيت الامل و التفاؤل .. 

حتى يمتد شعاعه ليطال كل ردهات المعمورة .. ! 

.. الا  فهيا نشرب معا نخب المودة و المحبة و السلام ..!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

35

followers

2

followings

8

مقالات مشابة