كيف تواجه تايوان الصين؟

كيف تواجه تايوان الصين؟

0 المراجعات

لو كلمتك عن جمهورية الصين ، فغالبا أول ما هيتبادر لذهنك هي تلك المساحة الشاسعه من الأراضي اللي ما زالت بتتبع النهج الشيوعي ولو سياسياً فقط ! البلد اللي بتمنع فيها من أبسط حقوقك وهي أن تعامل كإنسان طبيعي البلد اللي إنطلقت بسرعة الصاروخ من بلد زراعي متخلف وعنده عدد مهول من السكان أغلبهم أُميِن يمتهنون الزراعة لبلد صناعي قوي بيصنع من أول الإبرة لحد الصاروخ ! وبينافس على سيادة العالم ، منبع الكورونا وصاحبة أوائل الحاضارات في التاريخ واللي أنجبت العديد من المفكرين اللي مازالت أفاكرهم وإستراتجيتهم بتتبع وتدرس وتناقش لليوم أمثال "سون تزو صاحب كتاب فن الحرب ودينج شاو بينج صاحب المعجزة الاقتصادية الصينية "

ولكن في الحقيقة جمهورية الصين اللي بقصدها هنا بتختلف تماما عن اللي ذكرته سلفاً ، زي إختلاف الليل والنهار والشرق والغرب ، ف "جمهورية الصين" دبلوماسيا وجيوسياسياً بتختلف تماماً عن "جمهورية الصين الشعبية" فكرياً وسياسياً وأيديلوجياً .

تايوان أو كما تسمي نفسها "جمهورية الصين" هي جزيرة صغيرة تقع جمب الصين وجنوب اليابان في بحر الصين الجنوبي مساحتها 37 الف كيلو متر مربع تقريبا يعني حوالي ثلاثة أخماس مساحة سيناء بس ورغم كدا الا أنها كانت واحدة من صاحبة المقاعد الخمسة الكبار الدائمين في مجلس الأمم المتحدة ! طب أيه اللي حصل ؟ وإزاي بعد ما كانت واحدة من الدول المحظوظة صاحبة قرار الفيتو الذهبي لدولة غير معترف بيها دولياً بل إن المجازفة بلإعتراف بيها ممكن يؤدي لحرب عالمية جديدة ! وعشان نعرف كل الإجابات دي لازم نرجع بالزمن لورا شوية .

الزمان : 1945

المكان : الأراضي الصينية ، بدأت قوات الاحتلال الياباني في التداعي ، وبدأت الحرب العالمية الثانية في كتابة أخر سطورها ، لتبدأ كتابة سطور حرب أخرى

حيث كانت قوات الحزب القومي الصيني (الكومنتانغ) بقيادة "تشانغ كاي تشيك" في تحالف مع قوات الحزب الشيوعي الصيني بقيادة "ماو تسي تونغ" ضد المحتل الياباني ، ولكن كان كل زعيم للحزيبين مدرك إن اليابان خلاص بتلفظ أنفاسها الأخيرة وإن المركب لازم يكون لها رئيس واحد وإن الحرب الأهلية اللي كانت بدأت من 1927 وتوقفت سنة 1941 بسبب الغزو الياباني هتكون أشرس وأعنف الحروب اللي هتمر بها الصين ، وعلى الرغم من إن السلطة كانت في إيد القوميين بزعامة "تشانغ كاي تشيك" واللي قدر قبل الغزو الياباني أنه يقضي على كل المعارضين له ولحكومته وكمان يدي ضربة موجعه للجيش الأحمر الصيني بقيادة "ماو تسي تونغ" ويجبرهم على الانسحاب فيما عرف ب " المسيرة المطولة " ، إلى أن الأحداث بعد الانسحاب الياباني وإستئناف الحرب كانت غير متوقعه تماماً !

 

 

بعد الحرب العالمية الثانية ، كانت الشعوب كلها بتعاني من الأرستقراطية والأنظمة الطبيقية والرأسمالية الإستعبادية ، وكان الفقر والجوع والمرض والخوف منتشرين في كل أغلب الدول اللي شاركت في الحرب سواء كانت مهزومة أو منتصرة !

فكانت تلك الفترة هي أرض خصبة لإنتشار الأفكار الشيوعية واليسارية وسط عامة الناس ، الأفكار اللي كانت بتديهم بصيص نور في نفق مظلم من المساواة والإخاء والعدالة وإلى أخره من الشعارات الرنانة اللي بنسمعها ديما فقط ! وكانت كل المقومات دي متوفرة في الصين وأهمها طبعا هي حدودها المهولة مع الإتحاد السويفتي أبو الشيوعية في العالم وقتها ، فبدأت أعداد الشيوعين في الصين بتزايد وبدأ الجيش الأحمر بالتوسع والنمو كل يوم ، ومع عدت عوامل أخرى عديدة (يمكن ذكرها لاحقا) والدعم المقدم من الإتحاد السوفيتي إستطاعت قوات الجيش الأحمر الصيني من الإنتصار على جيش القوميين في عدة معارك مهمة مما إظطر القوميين بقيادة "تشانغ كاي تشيك" بنقل احتياطات جمهورية الصين من الذهب واللاحق مع مليوني لاجئ إلى جزيرة تايوان .

في تلك الأثناء أعلن " ماو تسي تونغ " السيطرة التامه على البلاد وأعلن تأسيس دولة جديدة دولة " جمهورية الصين الشعبية " والتي لم تلقى قبول أو إعتراف دولي سوى من الكتلة الشيوعية وقتها ، وكلا الطرفين أعلن أحقيته في حكم الصين الواحدة وأنه هو الزعيم الفعلي للبلاد .

أستتب حكم ماو في الصين وكمان أستتب حكم تشانغ لتايوان ، وكلا الطرفين أسسوا لدكتاتوريتين من أبشع الدكتاتوريات في التاريخ الإنساني كله ، وعلى الرغم من التقدم الملحوظ للصين والركود الكبير لتايوان واللي كان بيأكد لشاهد العيان وقتها أن هجوم الصين على تايوان لتوحيدها ما هو الا مسألة وقت وإن أكيد العالم مش هيهتم بشكل كبير خصوصا إن تايوان مكنتش ذات القيمة لعدم إحتوائها على أي ثروات طبيعية أو صناعية ألا أنه الأحداث القادمة هتغير هذا المفهوم تماماً

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

17

متابعهم

23

مقالات مشابة