كيفية حدوث ظاهرة المد والجزر والعوامل المؤثرة عليها
اولا: كيفية حدوث ظاهرة المد والجزر
تنشأ حركة المد والجزر بفعل جاذبية الشمس والقمر لمياه البحار والمحيطات ولأن القمر أقرب إلى الأرض فتأثير جاذبيته تكون أكبر رغم صغر حجمه؛ فنستنتج أن جاذبية القمر هي أهم عامل في حدوث المد والجزر. يحدث المد والجزر مرتين كل يوم «مرة كل 12 ساعة» لأن أجزاء سطح الأرض تمر أثناء دورتها أمام القمر فيحدث المد في الأماكن المواجهة للقمر، ثم لا يلبث أن يحدث الجزر عندما تبتعد هذه الأماكن عنه. ويختلف ارتفاع المد باختلاف موقع القمر في مداره بالنسبة لكل من الأرض والشمس
- في المحاق والبدر يعلو المد إلى أقصى دورته نظرا لوقوع الشمس والقمر في جهة واحدة تسمى هذه الظاهرة (سيزجي). وتبلغ قوة جاذبية القمر أقصاها عند ظاهرة الكسوف عندما يكون القمر بين الشمس والأرض فيكون تأثيرهما المشترك على الأرض شديدا
- في الأسبوعين الأول والثالث من الأشهر القمرية يحدث ما يسمى بالمد الخائر، حيث يكون المد أضعف من المعتاد بسبب وقوع كل من الشمس والقمر على ضلعي زاوية قائمة رأسها مركز الأرض وبذلك تقلل جاذبية الشمس من تأثير جاذبية القمر
ثانيا: العوامل المؤثرة في حدوث ظاهرة المد والجزر
تأتي ظاهرة المد والجزر نتيجة ثلاثة تفاعلات رئيسية هي:
- جاذبية القمر:
التي لا تتغير بحد ذاتها الا بسبب المدار الاهليلجي حول األرض واقترابه وابتعاده عن ألارض في هذا المدار, فالارض والقمر يتجاذبان بما يعرف بالقوة التجاذبية ولكن النقطة الابعد عن القمر في ألارض هي الاقل عرضة للقوة التجاذبية من تلك الاقرب إليه. هذه القوة التجاذبية تؤدي إلى ظاهرة تمدد ألارض في الجهة المقابلة للقمر, أما مياه المحيطات فيتغير شكلها أكثر من اليابسة لتشكل كتلاً في أطراف اليابسة.
- جاذبية الشمس:
أشد من جاذبية القمر, ولكن بما أن المسافة الفاصلة بين ألارض والشمس أكبر بكثير فإن قوة التجاذب أضعف بمرتين, إذ لا يتجاوز بعد القمر عن ألارض (406740 ) كم, في حين يصل بعد ألارض ألاعظمي عن الشمس إلى ( 152)كم
- قوة الطرد المركزية لدوران ألارض: يجذب القمر سطح ألارض المواجه له, ويستجيب لجذبه سطح الماء أكثر من اليابسة فيرتفع تجاهه, أما في الجهة المقابلة والتي تضعف بها جاذبية القمر فيظهر أثر القوة النابذة التي تدفع الماء في إلاتجاه المضاد فيرتفع سطحه, ويحدث بذلك مد في إلاتجاه المضاد للقمر.
كما تؤثر في ظاهرة المد والجزر عدة عوامل محلية منها:
- شكل الساحل ومدى وجود الرؤوس والخلجان: يعد هذا العامل عاملاً محلياً ً, أكثر من كونه عنصرا أساسياً لحدوث ظاهرة المد والجزر مؤثر , كما يعد هذا العامل المسؤول عن اختلاف قوة ظاهرة المد والجزر من مكان إلى آخرويكون تأثير هذا العامل في الحوض الشرقي للبحر المتوسط محدود نظرا لضعف ظاهرة المد و الجزر في البحر المتوسط بشكل عام
- قوة الرياح وألامواج والتيارات البحرية: فإذا هبت الرياح في اتجاه الشاطئ فإنها تسرع تياارت المياه دخولاً في الخلجان, فيرتفع المد أكثر من المقدر له حسابياً, كما أنه يحدث قبل ميعاده, ويكون العكس إذا هبت الرياح نحو البحر, فتؤخر من حدوثه وتقلل من ارتفاعه.