الحجاب ومدي اهميته في المجتمع

الحجاب ومدي اهميته في المجتمع

0 المراجعات

ماذا لو قلعتي الحجاب في الحر ده؟

ولبستي براحتك من غير تعقيد، من غير ما شعرك يبقى مكتوم وعرقان! من غير أي قيود، ليه تِبقي حرانه وتعبانة وقرفانة وعلشان إيه! فكري كدة .

حطت ايدها على خدها وسرحت لبعيد، بعدين بصت لي وقالت:

- التخيل لوحده يهبل، احساس الحُرية جميل أوي.

اتكلمت:

- طيب ومستنية إيه علشان تاخدي خطوة ناحية حريتك!

عيونها زاغت في كل مكان وبعدين قالت:

- ما أقدرش أعمل كدة، أهلي مستحيل يوافقوا أصلًا.

- أهلك مالهمش علاقة، انتِ مش طفلة ولا قاصر، ومِن حقك تختاري حُريتك.

- مِش هينفع أعمل كدة فجأة، لازم حتى أقولهم وأقنعهم بوجهة نظري، بس تفتكري هيقتنعوا؟

- إيه أصلًا ممكن يخليهم ما يقتنعوش!

لحد هِنا كنت متابعة الحوار اللي في الترابيزة اللي جنب مِني علطول، ولأني إنسانة فيَّ عيب أو ميزة على حسب ما الشخص اللي قدامي بيشوفها، ما أعرفش أشوف حاجة غلط وما اتدخلش، لقتني بتلفت ليهم وبقول:

- يمكن مثلًا علشان الحجاب فرض على كل مسلمة بالغة!

بصوا لي هما الاتنين، اتكلمت اللي بتقنع صحبتها بقلع الحجاب:

- انتِ انسانة قليلة الــذوق وحِشرية، ورأيك ده في أقرب مَقلب زبـــالة وتحطيه، ما تفكريش إني هسكت لك وأسيبك تغسلي دماغها يعني!

الحقيقة مكنتش قادرة أداري دهشتي مِن ردها، بس ما قدرتش أسيب البنت التانية في التشتت اللي هي فيه دَه، قلت لنفسي يمكن ربنا يجعلني سبب وألحق بنت مِن إنها تترك الحجاب بسبب صُحبة فـاســدة كدة، اتكلمت بعد ما أخدت نفسي:

- يمكن انتِ عندك حق في إني اتدخلت في الحوار فجأة، وبطريقة مِش لطيفة، بس معلش اعتبريه عيب فيَّ إني مِش بعرف أشوف الغلط قدامي وأسكت عليه، مِش برتاح.

- وأنا مالي ترتاحي ولا ما ترتاحيش، يا سِت إحنا مش عايزين رأيك ولا كلامك، ده ايه الهَم دَه.

وقفت وشدت صاحبتها وهي بتقول:

- يلا يا بنتي امشي، إيه القــرف دَه.

مِسكت دموعي بالعافية واتحركت قبل منهم وقلت:

- الله يسامحك بجد.

خرجت مِن المكان بسرعة وفضلت أمشي وأنا بحاول ما أعيطش، حسيت لوهلة إني جبت لنفسي وجع القلب اللي حاسة بيه دلوقتي، مش لازم كل حاجة أدخل فيها، أنا مش هصلح العالم، ولا لازم أتحمل سُوء البشر كله في قلبي، قعدت في أقرب استراحة لقيتها قدامي، اتنهدت وفضلت باصة للطريق من غير أي هدف، وبعد وقت قصير حسيت إن حد قعد جنب مِني، نويت أقوم علشان أمشي لكن قبل ما اتحرك سمعت صوتها وهي بتقول:

- أنا آسفة، بعتذر لك عن اللي صحبتي قالته.

بصيت لها وحاولت أبتسم، بعدين اتكلمت:

- حصل خير، بعد إذنك.

مِسكت دراعي وقالت:

- أنا عارفة إنك لسة متضايقة، وحقيقي أنا لقيت نفسي بمشي ورا مِنك علشان انتِ واضح إنك طيبة ومكنش قصدك تضايقينا ولا حاجة، وبصراحة محتاجة أسمع كلامك، أنا معرفش انتِ هتقولي إيه، بس أكيد هترجعيلي قناعتي بالحجاب، أنا.. أنا مش بكرهه، بس بحس إني مقيدة ومِش على حريتي ولا راحتي، وبشوف البنات ماشيين في الحر ده على راحتهم، وأنا حجابي مكتفني، انتِ فهماني!

فضلت ساكتة وقت طويل، معرفش ليه كنت حاسة إني تايهة، لحد ما خرج صوت البنت:

- واضح إنك مِش عايزة تتكلمي معايا، حقك طبع..

قاطعتها وقلت:

- مفيش أي حاجة مِن اللي في دماغك، أنا بس يمكن تعبت شوية علشان كدة توهت مِنك.. اسمعيني كويس يا.. أنا معرفتش اسمك؟

ابتسمت وقالت:

- زينة، وانتِ؟

جاوبت بابتسامة:

- غفران، اتشرفت بيكِ يا زينة، المهم اسمعيني كويس أنا مش هقولك كلام كتير ولا هقعد أقنعك، انتِ مِن جواكِ عارفة كويس إن ترك الحجاب حرام وغلط، وعارفة كويس كمان إن اللي جواكِ مُجرد أحاسيس هوائية، طبيعي الشيطــان بيحاول يحلي في عينك ترك الحجاب، ومِن غير لف ودوران وكلام متذوق، الحجاب فرض يا زينة تركه ذنب كبير زي أي فريضة، زي فريضة الصيام والصلاة، ولو هنبص للموضوع من جانب نفسي، انتِ مِش هتقدري تمشي وفي جزء مِن ايدك ظاهر حتى، مِش هتقدري تمشي باللبس اللي في دماغك إذا قلعتي الحجاب، طيب عارفة.. آه ممكن تظهري شعرك وجزء مِن ايدك وهكذا رجلك، وتخرجي بكامل زينتك، بس مِن جواكِ حزين مِن جواكِ مش راضي وبتحاولي كل شوية ترجعي، يا زينة البنت مِننا ما تقدرش تعيش براحة غير وهي بترضي ربنا وبتأدي فرض مهم زي فرص السَتر، على فكرة السَتر نعمة ربنا بيرزقك بيها، حبي السَتر وقربي مِنه هتكسبي، بتاخدي جبال حسنات لأنك بتأدي فريضة الحجاب والسَتر، واحنا محتاجين كل حسنة، بس كدة أقدر أقولك إن ده كل اللي عندي، أنا بنت عادية زيي زيك يا زينة، مِش مثالية ولا حاجة، أنا بحاول وأتمنى انتِ كمان تحاولي، وآخر حاجة.. اختاري الناس اللي حواليكِ كويس أرجوكِ.

قومت مِن مكاني لقيتها جات ورايا وقالت:

- أنا عايزة أكون صحبتك، ينفع؟

ابتسمت وأنا بقول:

- أكيد ينفع.

لقيتها بتقرب وحضنتني وهي بتقول:

- اعتبريه اعتذاري الأخير عن اللي حصل الصبح.

رديت:

- لأ، هعتبره عــهد صداقتنا الجديد.

مشينا إحنا الاتنين والشمس كانت بتغرب، صحيح اتألمت شوية، بس كل شيء ولُه تمن، الصبح كان قلبي حزين لأني وحيدة، وقلبي وجعني أكتر لما صحبة زينة اتخانقت معايا، بس اليوم انتهى نهاية ما كنتش أتخيلها، فمِش دايمًا البداية لازم تكون جميلة، ولا لازم نحط لنفسنا كل النهايات البائسة والحزينة، في أمل في كل لحظة إن اللي جاي أفضل، بس احنا نصبر.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

7

متابعين

6

متابعهم

3

مقالات مشابة