
علاج عصبية الأطفال
أولا : تعريف عصبية الاطفال :
علاج عصبية الأطفال
عصبية الأطفال هي حالة تتميز بارتفاع في مستوى النشاط والحركة لدى الطفل، إضافة إلى صعوبة في التحكم بالانفعالات والانتباه. يمكن أن تترافق مع تأثير سلبي على الحياة اليومية للطفل وقدرته على التفاعل مع الآخرين والتركيز في المهام بشكل مناسب. وتعتبر فترة الطفولة المبكرة هي الوقت الأكثر شيوعًا لظهور أعراض عصبية الأطفال، وقد يستمر تأثير الاضطراب حتى سن المراهقة وفي بعض الأحيان حتى مرحلة البلوغ تشمل أعراض عصبية الأطفال:
1- زيادة النشاط الحركي: تظهر عادةً عن طريق القفز والركض بشكل مفرط دون سبب واضح
2- صعوبة التركيز والانتباه: صعوبة في البقاء مركزًا على مهمة واحدة والميل إلى التشتت وفقدان الاهتمام بسرعة.
3- الانفعالات المتقلبة: زيادة في الانفعالات السلبية، مثل الغضب والانفعال الزائد، وصعوبة في التحكم فيها
تعتبر الأسباب المحتملة لعصبية الأطفال متعددة العوامل، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية والتغذية والعوامل النفسية. يجب أن يتم تشخيص ومعالجة عصبية الأطفال من خلال الاستشارة مع أخصائي نفسي أو طبيب نفسي مختص.
ثانياُ: علاج عصبية الأطفال:
هناك بعض العلاجات التي يمكن أن تكون مفيدة في علاج عصبية الأطفال في مرحلة الطفولة وتشمل:
1- العلاج السلوكي التطبيقي (ABA): يستخدم نهج ABA 1- تحفيزات وتعزيزات إيجابية لتعليم المهارات الاجتماعية واللغوية والأكاديمية وتقليل السلوكيات السلبية.
2- العلاج النفسي:عندما يعاني الطفل من اضطراب نفسي عصبي، يعتبر العلاج النفسي أحد الخيارات المهمة لمساعدته على التغلب على المشاكل النفسية التي يواجهها. قد تشمل أشكال العلاج النفسي للأطفال العصبيين ما يلي:
(أ) العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يركز هذا النوع من العلاج على تغيير السلوكيات السلبية والأفكار الخاطئة من خلال تعزيز التفكير الإيجابي وتطوير استراتيجيات تحسين السلوك.
(ب) العلاج السلوكي: يعمل على تعليم الأطفال العصبيين مهارات جديدة للتعامل مع المشكلات الاجتماعية والعاطفية، وتقديم مكافآت وتشجيع للسلوك الإيجابي.
(ج) العلاج الأسري: يركز على تعزيز التواصل والعلاقة الصحية بين الطفل وأفراد الأسرة، ويوفر دعمًا للأسرة لفهم احتياجات الطفل وتلبيتها.
(د) العلاج باللعب: يعتبر اللعب وسيلة مهمة للطفل للتعبير عن مشاعره وتجربة العالم من حوله، والعلاج باللعب يساعد الأطفال العصبيين على التعبير عن أنفسهم وتطوير مهارات التحكم في العواطف والتواصل.
3- العلاج الدوائي: يتم استخدام العلاج الدوائي لعصبية الأطفال في حالات معينة وتحت إشراف الطبيب. بعض الأدوية المستخدمة تشمل:
- مثبطات إعادة امتصاص النورأدرينالين: مثل الميثيلفينيدات (ريتالين) وديكسميثيلفينيدات (فوكسيتين). تساعد هذه الأدوية في زيادة تركيز الانتباه والتحكم في الانفعالات.
- مثبطات الانتقاص الانتقائي لإعادة امتصاص السيروتونين: مثل فلوكسيتين (بروزاك) وسيرترالين (زولوفت). تعمل هذه الأدوية على تحسين المزاج والتحكم في الانفعالات.
- مضادات اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD): مثل الأمفيتامينات والميثيلفينيدات. تستخدم لعلاج أعراض فرط النشاط وقلة التركيز.
مع ذلك، يجب العلم أن العلاج الدوائي لعصبية الأطفال يجب أن يكون جزءًا من خطة العلاج الشاملة التي تشمل أيضًا العلاج السلوكي والعلاج النفسي والدعم العائلي. قبل تناول أي دواء، يجب استشارة الطبيب المختص لتقييم حالة الطفل وتحديد العلاج المناسب له.
4- الدعم التعليمي:
الدعم التعليمي لعصبية الأطفال يلعب دورًا هامًا في مساعدتهم على التعامل مع تحدياتهم اليومية. إليك بعض الاستراتيجيات التعليمية التي يمكن أن تكون مفيدة:
- (1) تنظيم البيئة الدراسية: قم بتوفير بيئة هادئة وخالية من المشتتات لتعزيز التركيز والتركيز.
- (2) تقديم جداول زمنية واضحة: استخدم الجداول الزمنية والجداول اليومية للمساعدة في تنظيم وترتيب المهام الدراسية والروتينية بشكل منهجي.
- (3) استخدام وسائل تعليمية بصرية: استخدم الرسومات والشرائح وصور الخرائط المفاهيمية لتسهيل فهم المفاهيم وتنظيم المعلومات.
- (4) توفير فرص الحركة: قد يستفيد الأطفال العصبيون من فترات قصيرة للحركة أو الراحة الجسدية بين الفترات الدراسية للتخفيف من التوتر وزيادة التركيز.
- ( 5)تقديم الدعم الإيجابي: استخدم نظامًا للمكافآت والتشجيع لتعزيز السلوك المناسب وتحقيق النجاح في الدراسة.
- ( 6) تفهم احتياجات الطفل الفردي: قم بتقييم قدرات واحتياجات الطفل الفردي وتوفير الدعم الملائم والتعديلات اللازمة في البرنامج التعليمي.
- (7)التعاون مع الأهل والمعلمين: يجب أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين الأهل والمعلمين لتقديم الدعم المستمر وتبادل المعلومات المهمة حول تقدم الطفل وتحسين تجربته التعليمية.
- (8)يعتمد الدعم التعليمي على احتياجات الطفل الفردي، لذا يوصى بالتشاور مع معلمي الصف والمختصين في التعليم الخاص للحصول على استراتيجيات ملائمة وفعالة.
5-الدعم الأسري:
الدعم الأسري يلعب دورًا حاسمًا في مساعدة الأطفال العصبيين على التعامل مع تحدياتهم. إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن للأسرة اعتمادها لتقديم الدعم المناسب:
1. التواصل الجيد: قم بالاستماع إلى احتياجات الطفل والتحدث معه بشكل منتظم لفهم مشاعره وتحدياته، وضع خطط مشتركة للتعامل معها.
2. إقامة روتين يومي: يساعد تحديد جدول زمني واضح ومنتظم للأنشطة اليومية على تقديم الهدوء والاستقرار للأطفال العصبيين وتعزيز التواصل معهم.
3. التشجيع والمكافآت: استخدم نظام المكافآت والتشجيع لتعزيز السلوك الإيجابي وإلهام الطفل بالثقة والإصرار.
4. الاستخدام الفعال للتوجيه والتوضيح: قدم إرشادًا وتوضيحًا واضحًا للأطفال بشأن التوقعات والضوابط في السلوك والقواعد المنزلية.
5. تعزيز التأكيد الإيجابي: قم بتعزيز نجاحات وإنجازات الطفل، سواء في المدرسة أو في الأنشطة اليومية، وقدم له التأكيد الإيجابي عن جهوده.
6. الاستراحة والاسترخاء: قد يستفيد الطفل العصبي من فترات راحة قصيرة وأنشطة استرخاء للتخفيف من التوتر وتعزيز الهدوء الداخلي.
7. التعاون مع المدرسة: قم بإقامة تعاون قوي مع المعلمين والمدرسة لتحديد احتياجات الطفل وضمان تقديم الدعم الملائم في البيئة التعليمية.
8. استشارة متخصصين: قد يكون من الضروري استشارة أخصائيين في مجال النفس أو التربية الخاصة للحصول على النصح والإرشاد المهني في التعامل مع عصبية الطفل.
تذكر، كل طفل فريد وقد يتطلب احتياجات خاصة. لذا يجب على الأسرة العمل معًا والبحث عن الأساليب التي تناسب احتياجات وسلوك الطفل العصبي.
في الختام، عصبية الأطفال هي حالة تتطلب فهمًا ودعمًا كبيرًا من الأسرة والمدرسة والمجتمع. يجب أن نتذكر أنها ليست عيبًا أو اضطرابًا، بل هي جزء من تنوع السلوك البشري. من خلال توفير الاحتياجات اللازمة والبيئة المناسبة، يمكننا مساعدة الأطفال العصبيين على تطوير مهارات التحكم في الانفعالات والتركيز والتفاعل الاجتماعي.
كما يجب أن نشجع الأطفال ونبني ثقتهم بأنفسهم، ونركز على نجاحاتهم الصغيرة ونعزز تجربتهم التعليمية بمهارات التعلم المناسبة. على الرغم من التحديات التي قد يواجهونها، يمكن للأطفال العصبيين أن يكونوا ناجحين ويتحققوا في حياتهم.
إن الحب والدعم والتفهم من الأهل والمعلمين والمجتمع يمكن أن يكون له تأثير كبير على تطور الأطفال العصبيين وقدراتهم الفردية. لذا، فلنتعامل معهم بلطف وصبر ولنشجعهم على التفاعل الاجتماعي والتعلم وتحقيق إمكاناتهم الحقيقية.
وأخيرا، لا تنسى أن كل طفل فريد في سلوكه واحتياجاته. لذا يجب أن نكون مرونين ومتعاونين ونبحث عن الأساليب المناسبة والفعالة في تقديم الدعم والمساعدة لهذه الفئة العصبية من الأطفال.

