البيئة معيار بين الأخلاق والدين

البيئة معيار بين الأخلاق والدين

0 المراجعات

إن لمن المواضيع المهمة التي يجب الاطراء عليها دائماً والبحث عنها وفيها ووضع مادتها أم مجهر السؤال للتوصل لحقيقة أمرها واليقين التام من معانيها هي القضايا الكبرى المتلعة بالإنسان وعلاقاته الكونية والاجتماعية  ومنها موضوع الدين والأخلاق والعلاقة والفرق بينهما 

ما هو الدين ؟ وما هي الأخلاق ؟ وما هي العلاقة بينهما ؟ 

الدين هو نظام اجتماعي_ثقافي من السلوكيات والممارسات المعينة ، والأخلاق ، والنظرات العالمية ، والنصوص ، والأماكن المقدسة ، أو النبوات ، أو المظمات ، التي تربط الإنسانية بالعناصر الخارقة للطبيعة أو المتعالية أو الروحانية ومع ذلك لا يوجد إجماع علمي حول التعريف الدقيق للدين 

أما الأخلاق فهي منظومة قيم يعتبرها الناس بشكل عام جالبة للخير وطاردة للشر وفقاً للفلسفة اليبرالية وهي ما يتميز به الإنسان عن غيره 

والخلق في اللغة العربية يعني الطبع  أو السجية أما في الصطلاح فالأخلاق هي هيئة راسخة في النفس يصدر عنها العديد من الأفعال بشكل سهل وميسر دون الحاجة للتروي أو التفكير فمن الممكن أن يصدر عن هذه الهيئة أفعال محمودة أو مذمومة 

ومن هنا فإن معيار الاخلاق هو البيئة أو المحيط الذي يسكنه أو يتبع أو يقطن فيه الفاعل وهذا يعني أن معيار الأخلاق في الشرق يختلف عن معيارها في الغرب ولا نستطيع أن نقول عن أحدهما غير أخلاقي لأن المعيار يختلف بإختلاف البيئة ومعيار الاخلاق كذلك في البيئة المسلمة يختلف عن معياره في البيئة المسيحية أو البهودية أو غيرها 

ومن المثال على ذلك التسليم على المرأة باليد في المجتمعات الشرقية المسلمة يعتبروه عمل او فعل غير أخلاقي أما في مجتمعات غربية يعتبروا عدم التسليم هو الفعل غير الأخلاقي لأنه انتقاص من المرأة لذلك نؤكد بأن المعيار هي البيئة أو المحيط 

وقد ترسب الى أذهان الناس والعامة مغالطات كثيرة في هذه المواضيع وخلطهم الدين مع الأخلاق واعتبار الأخلاق تابع للدين وان اي فعل مخالف لبعض الشعائر يعتبر غير أخلاقي وهذا خطأ كما وضحنا سابقاً بالفرق الكبير بين الاخلاق وبين الدين 

وللتوضيح أيضاً أقول بأن طقوسك الدينية والتزامك بها لا تعني أنك صاحب أخلاق اكثر من غيرك.
الصوم والصلاة لا يمثلان الفضيلة.

عليك أن تدرك أن العبادات ليست ممارسات أخلاقية، بل هي قناعات شخصية لأفراد يمارسونها لغايات واعتقادات تعود عليهم بالفائدة في حياة ثانية حسب اعتقادهم.

المشكلة أن مفهوم الأخلاق في مجتمعاتنا محصور في الصلاة و الصوم ، حجاب المرأة، ترديد الأيات و الأدعية الدينية و اللعظات الدينية.

بينما مفهوم الأخلاق عند أي مجتمع واضح و يمكن قياسه:
"الصدق، الامانة، الثقة، المساعدة ، النظافة، الاحترام، 
عدم الخيانة وأي فعل سيئ. 
وانا كفرد في هذا المجتمع لا يهمني من يعبد هذا الشخص، وكيف يصلي،ولا  شكله وماذا يلبس، هذه اشياء لا تؤثر على حياتي ولا على مجتمعي، حتى لو صلى ألف مرة في اليوم، لا انا ولا المجتمع سنستفيد من تلك الطقوس. 
لكن يهمني ألا ترمي قمامتك في الشارع.

عليك أن تعرف بأن أغلب ما تعلمته عن الاخلاق غير صحيح. 
لأنك تربيت على اعتناق مفاهيم اخلاقية خاصة بالدين فقط وضمن بقعة جغرافية محددة.

والسؤال هو كيف أعرف أن هذا الشخص لا يملك اخلاق؟

طبعا باشياء يمكن قياسها ببساطة:
"الكذب، عدم النظافة، السرقة، الظلم، الخيانة الرشوة. التسلط،النفاق. عدم الاحترام  أذى الآخرين عمدا. وهي مظاهر شائعة في مجتمعاتنا، و ربما تجدها عند المتدين جداً قبل الأخرين.

مثل لص الاحذية الذي يسرقها من أمام باب المسجد. ثم تجده يجلس في الصف الأول في الصلاة التالية.

لا تربطوا التدين بالأخلاق. 
(الشعائر الدينية ليست ممارسات اخلاقية)

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

3

متابعهم

6

مقالات مشابة