فن السؤال !!؟

فن السؤال !!؟

0 المراجعات

الكثير من الناس للاسف لا يتقنون فن السؤال ولهذا اسباب عده:.

منهم مثلا من لا يرى فى ذلك ايه اهميه (يقولون دعنا نسأل سؤال يأيه طريقه و إذا لم نفهم سنعيد السؤال بطريقه أخرى!!) و منهم من يأنف من سؤال حتي لا يعرف بأنه لا يعلم و هناك من يهاب السؤال لعدم ثقته الكافيه في نفسه و خوفه من ان يفصح السؤال عن جهل او غباء و اخيرا منهم من يتكاسل عن السؤال لان المعلومه التي يريدها يمكن ان تنتظر او هو ليس متحمس بالقدر الكافي لبذل مجهود السؤال و الحصول على المعلومه … و هناك طائفه اخرى من الناس تسأل و لكن لا تحسن فن السؤال لعدم معرفتهم ان السؤال له قواعده و فنونه…

هناك ايضا تأثير مجتمعي ضار قد لا نلاحظه وهو اننا نكافئ دائما من يجيب و ليس من يسأل, الاطفال تسأل كثيرا حتى يمل الاباء و ينهرونهم , المعلمون فى المدارس تكافئ التلاميذ التى تجيب عن الاسئله و ليس من يسألون  (همسه صغيره للمعلمين: شجعوا التلاميذ على السؤال و كافئوا من يسأل منهم سؤال بارعا ولا توبخوهم على أسئله غير موفقه … هذا له تأثير طويل المدى) و يستمر هذا التأثير المجتمعى بعد التخرج فى العمل حيث تتم مكافأه من يجيب وليس من يسأل … فليس من الغريب إذا اننا لا نتقن فن السؤال.

ما هى أهميه السؤال؟

عاده نسأل كى نستعلم عما غمض عنا من معلومات في موضوع ما او نسأل كى نستزيد من معلومات و هنا يكون السؤال لشخص آخر او مجموعه آخرى… و قد نسأل كنوع من التفكير عندما نحاول حل مشكله ما عمليه كانت او غير ذلك و هنا يكون السؤال لأنفسنا او للمجموعه التى نعمل معها كنوع من العصف العقلى او الذهنى (ترجمه حرفيه ل Brain Storming و لسبب ما لا أحبها و لكنى مضطر لاستخدامها لشيوعها!) للأسف حتى هذا النوع من أسئله العصف العقلى بدأ يقل لأن فى مجال الاعمال يكون الضغط للوصول الى حل سريع كبيرا نظرا للسباق المحموم فى زياده الاعمال و لهذا الوصول الى نتائج اسرع اصبح اهم من التمهل و طرح المزيد من الاسئله للتعمق فى الموضوع و تكون النتيجه إتخاذ قرارات خاطئه فى احيان كثيره… لا نتناول هنا فى هذا المقال الانواع الادبيه من الاسئله مثل السوال الاستنكارى مثلا.

مع كل هذه الصعوبات علينا ان نعمل ما نستطيع كى نعيد للسؤال عرشه المفقود ولفن السؤال اهميته الضائعه…

كيف نسال!!؟

اول شئ فى فن السؤال هو معرفه الهدف من السؤال و هناك عده اهداف: اولا هناك السؤال التوضيحى و هو عندما تريد من المتكلم بيان معلومه قالها بدقه اكثر او بيان السبب الذى من اجله فعل فعلا معينا، هنا يكون السؤال "ميكروسكوبيا" اي يدقق فى المعلومه، هذه النوعيه من الاسئله مهمه لانه من غيرها تظل المعلومه ناقصه و ستحتاج لملء هذا الفراغ الى الاستعانه بالاستنتاجات، ها هى امثله من هذه النوعيه من الاسئله: "هل من الممكن ان تتكلم باستفاضه فى هذه النقطه"او "ما هو القانون الذى استخدمه فى هذا التطبيق؟"الخ… 

ثانيا: هناك اسئله الربط و هى محاوله ربط المعلومه بمعلومه اخرى او تطبيق المعلومه فى مجال اخر مثل "كيف يمكن تطبيق هذه الفكره الرياضيه فى هذا المجال من الفيزياء؟"او"كيف يمكن تطبيق هذه النظريه الفيزيائيه فى بناء حاسبات فائقه السرعه؟"او "كيف يمكن تطبيق هذه النظريه من علم النفس على الاحداث التى حدثت فى تلك البلده؟" الخ…وهذه النوعيه من الاسئله تفيد جدا فى تعميق الفهم و كذلك فى إيجاد افكار جديده و مبتكره…

ثالثا: هناك الاسئله التعميقيه و تهدف الى زياده فهم الفكره او المعلومه عن طريق تحديها او(كما تسمى فى بعض الاحيان محامى الشيطان او Devil’s Advocate) مثلا "لماذا قمت باستخدام تلك النظريه بدلا من تلك؟"او"كيف استخدمت هذا القانون دون ان تعرف هذا المكون؟"هذه النوعيه من الاسئله ستعمق فهمك للموضوع و ستجعلك تكتشف نقاط الضعف فى المعلومه و تحاول معالجتها او توضيحها ونرى هذه النوعيه من الاسئله غالبا فى مناقشات رسائل الماجستير و الدكتوراه فى المؤتمرات العلميه.

وأخيراً أسئلة توسعية وهى محاوله وضع المعلومه فى إطار أكبر لترى الصوره الكامله وترى كيف تتفاعل مع بقيه المعطيات وهذه الطريقه فى السؤال تجعلك ترى آثاراً جانبيه للفكره أو المعلومه لم تكن ترها من قبل ويجعلك ترى علاقه المعلومه الجديده بمعلومات أخرى وهذه من أهم طرق القراءة العلميه مثال على هذا النوع من الأسئله: "كيف يتفق هذا القانون وقوانين فيزياء الكم؟" أو "هل هذا التعديل فى التصميم يتفق وقدرات مصنعنا؟" أو "هل هذه السلعه هى ما يحتاجها مواطنو هذه الدوله؟" إلخ.

معرفه نوع السؤال الذى تريد أن تسأله هو أول خطوه فى فن السؤال يتبعه طريقة السؤال، يجب أن تسأل السؤال بطريقه ودوده وليس بطريقه هجوميه لأن الهجوم يجعل المسؤول فى وضع المدافع وهذا يفقده حياديته لكن إذا سألت السؤال بطريقه ودوده ذلك يجعل المسؤول يستفيض فى الإجابة وهذا يعطيك معلومات أكثر مما كنت تتمناه.

الدقة في طرح السؤال من أهم العوامل المؤثره على جوده الإجابه فكلما كان السؤال عاماً كانت الإجابه عامه هى الأخرى وبالتالى غير مفيده بالقدر الكافى، مثلاً "كيف يمكن تطبيق هذه الفكره فى هذه الدوله؟" سؤال عام والأفضل منه "كيف يمكن تطبيق هذه الفكره فى هذه الدوله مع وجود هذه المعوقات في هذه الدوله والفكره تحتاج إلى كذا وكذا؟"، فى أول محاضره من العام الدراسى أحب دائماً أن أتكلم مع الطلبه عن فن السؤال وأقول لهم أن جمله مثل "لم أفهم كذا هل يمكن أن تعيد الشرح؟" لا يُعد سؤالاً ولكنه يعنى إما أننى محاضر سيئ أو أنك كسول ولا ترغب فى بذل بعض المجهود قبل السؤال، السؤال الأفضل هو "ما فهمته من هذه النقطه هو كذا  ولكننى لا أفهم لماذا هى مركبه بتلك الطريقه؟"

أخيراً فن الاستماع للإجابه من أهم العوامل المؤثره في الحصول على المعلومه وفهمها بعمق و سنفرد لهذه النقطه بالذات مقال مستقل ولكن الإنصات بتمعن وإتباع الإجابه بأسئله أخرى من الأنواع التى ناقشناها تساعدك على الفهم وتجعل المسؤول يحس بإهتمامك فيحاول مساعدتك وهى وسيله غير مباشره لشكره بأن تجعله يعرف أن مجهوده فى الإجابه لم يضع هباء. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

5

متابعهم

4

مقالات مشابة