ما هــــــو الإسفــــــنج ؟
السلام عليكم الزوار الكرام وأهلا وسهلا بكم
الإسفنـــــــــــــــج
لابد أن تكون قد لعبت لعبة أسئلة نعم أو لا ، لكي تعرف نوع الشيء إن كان حيوانا أو نباتا أو فلزا ، والآن إذا لعبت لعبة من هذا النوع ، وكان الموضوع ( اسفنج الحمام ) ، فكيف يمكنك الإجابة على السؤال المقدم لك ؟
يبدو الإسفنج ( Sponge ) وكأنه عديم الحياة والشكل ، ولذلك يصنف على انه فلز ( Mineral ) ، ولكن إذا افترض أنه شيء حي ، فهل يكون نباتا أو حيوانا ؟
لقد عرف الفيلسوف الإغريقي العظيم أرسطو الإسفنج منذ القرن الرابع قبل الميلاد ، على أنه كائنات حية ، ولكنه وصفه بحذر على انه شيء وسط بين النبات والحيوان .
ولقد كان علماء التاريخ الطبيعي في عصر النهضة العلمية أكثر ميلا لاعتباره نباتا ، إلى أن قرر علماء علم الحيوان في القرن التاسع عشر أن الإسفنج حيوان .
تصنيف الاسفنج
تصنف المملكة الحيوانية حيث نجد أنها تنقسم إلى مملكتين ، الأوليات ( Protozoa ) و البعديات ( Metazoa ) .
فالحيوانات الاولية ( حيوانات مثل الأميبا Amoeba ) وحيدة الخلية ( الكائن يتركب من خلية واحدة ) ،
والبعديات عديدة الخلايا ، أو يتركب جسمها من عدة خلايا .وينظر للإسفنج على أنه المجموعة الأكثر بدائية من البعديات ، ومن ثم وضع في قبيلة تسمى المساميات ( Porifera ) . ومع ذلك يعتبرها بعض علماء الحيوان بأنها في الواقع ليست عديدة الخلايا ، وكان حل ذلك هو إيجاد تحت مملكة جديدة كلية الإسفنجيات ، تسمى ( Parazoa ) .
ومع ذلك إذا ما أخذت في الاعتبار أن الإسفنج ، أو المساميات هي أكثر الحيوانات بدائية ، والتي يتركب جسمها من عدة خلايا ، فالوضع التصنيفي الحقيقي ليس ذا أهمية كبيرة .
ما هــــــو الإسفــــــنج ؟
الإسفنج حيوانات مائية مميزة ، بسبب الأعضاء غير الموجودة بها . فالإسفنج عديم الأطراف ، وليست له عيون ، أو معدة ، أو جهاز عصبي .
وكل ما يقال هو أن ملايين الخلايا التي تكون جسمه من أنواع عديدة مختلفة ، و ذات نوع من التنظيم ، بعضها يختص بمرور الماء خلال الاسفنج ، وبعضها يختص بهضم الطعام ، وبعضها الآخر ببناء الهيكل ، وهذه لا تتركب من عظام ، ولكن إما من شبكة من ألياف خشنة ، وإما من آلاف من شويكات ( Spicules ) حادة صغيرة من السليكا ، أو حجر الصوان ، أو من كربونات الكالسيوم ( طباشير ) .
وتصنف الإسفنجيات تبعا لوجودها هيكل ليفي ، أو سليكي ، أو كربوني .
ويتكون الإسفنج البسيط على شكل جرة ( Jar ) الى حد ما ، لها فوهة صغيرة ، و جوانب سميكة ، وهو مغطى بجلد سميك به آلاف من ثقوب أو مسام ( مساميات Porifera - تعنى حاملة الثقوب ) .
الصورة الجانب الايمن : ( تركيب إسفنج بسيط ، تبين فيه الأسهم اتجاه دورة المياه ).
*******************************************************************************************
الصورة الجانب الأيسر : ( قطاع من جزء إسفنجي به هيكل ليفي )
ويمتص الماء من خلال هذه الثقوب ، ويمر خلال جدران الجرة إلى داخلها . و كل ثقب ( Pore ) هو فتحة لقناة صغيرة ، تؤدي الى فراغ مستدير يسمى غرفة سوطية ( Flagellated Chamber ) ، وهي مبطنة بخلايا تحمل أهدابا دقيقة ( Cilia ) ، تتحرك باستمرار في الماء ، لتدخله خلال الغرفة ، وتخرجه عن طريق قنوات أخرى تؤدي إلى تجويف داخلي للإسفنج .وبهذه الطريقة تحدث دورة مستمرة من الماء : إلى الداخل من خلال الثقوب ، خلال الغرف السوطية ثم الى التجويف الداخلي ، والى الخارج من الفم أو الفوهة ( Osculum ) . ويوضح ذلك الرسمان أحدهما بالحجم الطبيعي والآخر مكبر . وحجم الثقوب مغالي فيه ، وفي الواقع لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة .
إسـفـنــج مـركـب
وإذا ما حاولت تطبيق وصف الإسفنج البسيط على إسفنج الحمام ، فستعتريك الدهشة والحيرة ، لأن إسفنج الحمام ممتلئ بثقوب أحجامها مختلفة . وكل هذه الثقوب هي فوهات لخروج الماء ، ومن الأفضل اعتبار إسفنج الحمام على أنه مركب من ( جرات ) مزدحمة بجوار بعضها ، ومتصلة الى حد ما .
وفي الواقع ، فإن إسفنج الحمام مركب وليس بسيطا ، ومن جهة أخرى فإن الإسفنج الذي نستخدمه يتكون فقط من هيكل الحيوان ، الذي يتركب في هذه المجموعة من الإسفنج من مادة ليفية إسفنجين ( Spongin ) .
وعند استخراج الإسفنج من البحر ، فإن كل الجزء المتشرب بالماء عند استعماله كان مملوء بمادة الحيوان الهلامية الحية ، والتي كانت مغطاة كلية بجلد من الخارج ، به ثقوب صغيرة فقط . وتترك كل هذه المادة الحية لتتحلل ( Decompose ) ، ثم تغسل عند إعداد الإسفنج للبيع .
توجد أنواع محدودة ذات قيمة تجارية من بين كل نوع من الإسفنج المعروف ، وهي توجد غالبا في البحر المتوسط وعند مضيق خليج المكسيك ، من فلوريدا الى الهند الغربية ، ويجمع الإسفنج أحيانا بواسطة الغواصين ( Divers ) ، وأحيانا باستخدام حراب ذات أياد طويلة من فوق مركب ، واحيانا اخرى بالجرف .
يتغــذى عـــلى البـكـتـيـريا
يمر حوالي جالون ماء كل دقيقة خلال ثقوب إسفنج متوسط الحجم ، و يستخدم الإسفنج هذا التيار من الماء كوسيلة للتنفس ، و كمصدر للطعام . ونظرا لأن حجم الثقوب صغير جدا ، وأن الهضم يتم داخل خلايا فردية في الإسفنج لذلك فإنه يتكون من دقائق صغيرة ، ويعتقد أن الإسفنج يعتمد كلية على البكتريا .
التـــكــاثــر
يتكاثر ( Reproduce ) الإسفنج بإنتاج خلايا كبيرة أو بيض يخصب ويكون أجنة ( Embryos ) داخل الجسم ، ثم يخرج خلال الفوهة . ويفقس البيض ، وتخرج منه يرقات ( Larvae ) صغيرة ، تسبح بواسطة أهداب ، ثم سرعان ما تستقر لتنمو إلى إسفنج جديد . وإذا ما قطع الإسفنج أو كسر جزء منه ، فإنه ينمو مثل قطع النبات المقطوعة ، وفي الواقع ، فإن قطعا من الإسفنج الحي قد سحقت ونخلت في الماء ، خلال شبكة حريرية ضيقة الثقوب . وقد لوحظ ان الخلايا المفصولة بهذه الطريقة تتجمع ، وتكون إسفنجا جديدا . وهذا أحد الأسباب لاعتبار الإسفنج من الحيوانات وحيدة الخلية ( Unicellular ) .
إســـفــنــج جــمــيــل
إن معظم الإسفنج ليس له شكل معلوم ، فهو عبارة عن كتل معتمة من الأنسجة ، سواء إذا نظر إلى الحيوان الحي أو الهيكل ، ولكن يستثنى من ذلك بعض الأنواع السليكية ، أو المكونة من الحجر الصوان . ويعتبر هيكل سلة زهرة فينوس ( Euplectella aspergillum ) ، الذي يعيش في المياه العميقة من المحيط الهندي ، من أجمل الأشياء .
أيــــــــــــــــــــن يعــــــــــــــــــــــيش
يوجد الإسفنج في جميع البحار ، ولكنه ينتشر أكثر في بحار المناطق الضحلة الدافئة من المناطق الاستوائية . ويعيش القليل منه في المياه العذبة ، كذلك توجد شويكات الإسفنج المكونة من حجر الصوان كحفريات في صخور جميع العصور ، بدءاً من حقبة الكامبرى ، أي منذ ( 600 ) مليون عام مضت . ويشتهر الإسفنج المصري ، الذي يستخرج من مياه البحر المتوسط على مقربة من الشاطئ ، بجودته ولهذا يكثر الطلب عليه .
الى اللقاء مع مقال جديد دمتم بخير دوماً ...😊