لماذا يصعب التنبؤ بالزلازل قبل زمن من حدوثها؟
ورغم أن العلماء حققوا تقدما هائلا في التعامل مع الكوارث الطبيعية، إلا أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد أي إشارات متسقة تشير إلى هزة وشيكة للأرض! على الرغم من كل التقدم التكنولوجي، ما الذي يجعل التنبؤ بالزلازل أمرًا صعبًا؟
في الآونة الأخيرة، ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجة جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 33 ألف شخص وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية. وحتى وقت نشر هذا التقرير، كانت أعمال البحث والانتعاش لا تزال جارية.
وأثار الزلزال العنيف تساؤلات حول سبب عدم وجود نظام يمكنه التنبؤ بالزلازل قبل دقائق على الأقل من حدوثها حتى يتمكن السكان من الفرار من منازلهم أو الاحتماء في أماكن محمية من الحطام والانهيار.
لا يزال التنبؤ بالزلازل لغزًا للجيولوجيين اليوم، مع ظهور أحدث التطورات في اليابان، التي طورت جهازًا يمكنه التحذير من الاهتزاز قبل ثوانٍ من وصوله.
ويكمن جزء من التحدي في أن الزلازل، بحكم طبيعتها، أحداث لا يمكن التنبؤ بها. إنها تحدث بسرعة، وتنتهي بسرعة، ويعتمد الضرر الذي يحدث على قوتها وكثافتها.
تميل الزلازل أيضًا إلى الحدوث دون سابق إنذار. على الرغم من أن العلماء قد حققوا في الأحداث الماضية المحتملة، بدءًا من التغيرات في الأصوات تحت الأرض إلى الزيادة المحتملة في النشاط الزلزالي في المنطقة إلى التغيرات في سلوك الحيوانات، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من تحديد أي إشارات ثابتة تشير إلى حدوث هزة وشيكة.
عدم وجود أي أنماط واضحة يجعل من الصعب إنشاء تنبؤات موثوقة مماثلة لتوقعات الطقس!
علاوة على ذلك، فإن العمليات التي تسبب الزلازل – مثل ضغط واصطدام الصفائح التكتونية والطاقة الناتجة – تميل إلى الاستمرار لفترة طويلة. على سبيل المثال، يمكن للعلماء تقدير احتمالية حدوث زلزال في وقت ما خلال الـ 200 عام القادمة على مقياس زمني جيولوجي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم التنبؤ بالمواقع الجغرافية المعرضة للزلزال القادم وحتى شدة تلك المناطق، لكن هذا لا يساعدهم على التنبؤ بالموعد الدقيق للكارثة.
اليوم، كل ما يستطيع العلماء والتكنولوجيا المتقدمة فعله هو منح الناس حوالي 20 ثانية للعثور على منطقة آمنة والاحتماء، وذلك بفضل تنبيهات الراديو أو الهاتف الخليوي أو التلفزيون التي تشير إلى وقوع زلزال، وهو النهج الذي استخدمته بالفعل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
أما فيما يتعلق بإيجاد تقنية يمكنها تحذير الناس لفترة أطول من ذلك، فلا يزال العلماء يأملون في تحقيق ذلك في المستقبل القريب وإنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح المعرضة للخطر في المناطق النشطة زلزاليا.
