الفتاة الماكثة بين أوراق الكتب
الشابة نسرين نبيل من غزة تمتلك ُ مهارة الكتابة الادبية منذ صغرها ، عاشت تجارب الحياة وخاضتها بعمق مما جعلها تشعر في كل مرة ٍ تعيشها أنها تصنع حياة َ روحها في كل وقت ٍ تحياه ، فلم تعش مجرد طفلة ٍ عادية حيث كانت ترتدي ملابس المدرسة وهي مسرورة جدًا تحكي لأمها ابياتًا تنسجها في ذات ِاللحظة في حين أن نظرات أمها لها كانت مليئة بالحب والتشجيع والامان ، يالها من فتاة وردية عاشت حتى تنسج من خيوط عمرها شيئًا ممتد فكانت تذهب للمدرسة وتحفظ ابيات الشعر وتفتعل النشاط اكثر في حصص اللغة العربية حتى اصبحت من فريق الاذاعة المدرسة بل ومن قادة الإعداد ، كبرت هذه الطفلة واصبح كل ّ مايشغل بالها هو أن تكتب اكثر وتقرأ اكثر بل وتنشر حروفها وكلماتها ونسائمها للناس ، كانت صادقة في كل وقت ٍ تتمشى فيه بالطرقات وتجد مسكينًا يمد يديه لعابري الطرقات كي يعتاش برحمة، روحها رسالة للعابرين ، هي اسطورة الحب واسطورة الكلمات وعبارة عن الخير المختبِىء خلف جداريات الحماية والسلام ، تحب الشمس فتكتب عن جمال شعاعها وصفائه وامتداده العظيم لأرواح البشر الطاهرين ، في مرة مشت الطفلة في شارع رمليّ فوجدت قطة تبدو وكأنها جائعة لا يسعفها أحد بطعام فأطعمتها مما في حقيبتها وكانت هي الهُيام لها والسعادة لقلبها والنجاة لحياتها ، كم هو جميل أن نكون خيرين في هذا العالم الواسع ، وكم من المعجزة أن نحتمي بفضاء الاطمئنان في طيف ربٍ كريم ، بدأت رحلة الشابة، التي صنعت من تجاربها اشياءا عظيمة قد لا تكون تلك الاشياء كبيرة جدا إلا أنها بدت وكأنها معجزات تحتمي بها ، فكرة النجاح ليست سهلة وليست صعبة ايضا هي مرنة وفي متناول الجميع ، كيف لها ألا تبدع وهي قارئة ومثقفة ، تقرأ لمحمود درويش واحلام مستغانمي واحمد دحبور واحمد شوقي والمتنبي وأمل دنقل وتحفظ ابيات عديدة للشافعي ونزار قباني ، كانت مرة ً ترفرف بصوتها العذب " أحِن إلى خبز أمي وقهوة أمي" وهي فرحة ترقص طربًا بذلك ،
تصنع من أيامها صناعات من فرح وبشائر من نور وامنيات ممتدة من أعماقها لأنفس سكان الكون ، هذا انتصار الادب ، هذه هي الفتاة الشابة “نسرين نبيل “ البالغة من العمر ثلاثون عامًا والماكثة بين اوراق الكتب ، تحب أن تتنفس نسيم الورق وعبير الحرف ومداد الكلمة الشاعرية ، لا تدع من دقائق اليوم ساعة دون انتعاش أدبي ونثري ، كتبت ديوانها الاول وأسمته ( برقيات روح) حيث احتوى على خواطرها الادبية التي شكلتها على هيئة رسائل في كل خاطرة تعبر فيها عن حدث ٍمرت به وعاشته او شعرت به دونما تعيشه واقِعًا ، واتسمت بشاعرية قلمها وصدق العاطفة لديها ، ابدعت في رسم الكون بحروف من ذهب وألماس ، هكذا يبدو الكاتب الحيّ النابض بكل مايرسله لنا ، كيف له ألا يكون نابضًا وهو يخط ويدِّون كل شعور صدوق، العظمة في الانسان حينما يتجه اتجاهًا صائبًا في حياته يتطلب من الذات ودواخل الخلايا أن تنتفض للحياة حتى يتجه اتجاهًا صحيحًا نحو تحقيق الأمنيات التي يحلم بها ويسعى كي تكون واقعًا لا مجرد آمال فقط ، هذا نموذج للنجاح قدمناه لكم ونكتبه لكل من يستطيع ولا يريد الانطلاق بعد ، عليه المثابرة والبدء لتسطير الأفق وامتزاج الأمنية بالعمل لكي يُخرِج الانسان طاقاته نحو النور والسطوع وانتشال الجثث الهامدة واستبدالها بالاخبار الحلوة واختلاق كل ماهو إبداع يتسلل الأبنية ويخترق النوافذ كي يصل لأدمغة البشرية دون استثناء ، كن كما تحب أن تكون وانطلق بكل مابوسعك فأنت تستحق أن تكون شيئًا عظيمًا .