ما لا تعرفه عن الحسد

ما لا تعرفه عن الحسد

0 المراجعات

الحسد هو شعور فطري يخلق مع المرء مند نعومة اظافره . خلال هادا الشعور نشعر بلهفة شيطانية تجعلنا نتمنى زوال نعمة شخص  انعم بها الله بها عليه . اننا نشعر ان تلك النعمة ليست لصاحبها اننا نحن الجدرين بها …او نشعر مثلا اننا نتفوق على تلك النعمة وهادا ما يجعلنا نتصنع لتاكيد التفوق .فترى الفتاة تزيد القليل من مساحيق التجميل عن دي قبل . لانها شعرت بالحسد  وترى الشباب يرتدون على صالونات الحلاقة وصلات الرياضة  لتاكيد تفوقهم في جمال المظهر. لجدبهم فتاة اجمل من فتاة  المحسود   والنساء يفعلون كدالك في صالوناتهم الخاصة ….اعتدر قد اكون تمادية قليلا….. لكن الحسد على نعمة الجمال مثال له وقع كبير في زمننا الحالي .

ان ما اريد التاكيد عنه هو ان هادا التطور في الابداع الدي نراه اليوم في مظهر بعض الناس كان سببه الاول هو الحسد. وكما قلنا من قبل ان المرء يتصنع عندما يحسد ….وتصنعه …جعله يشغل كل تفكيره وتصويبه حول الابداع في تطوير المظهر الخارجي الدي لا يمكن نكران دوره في زمننا الحالي …

فضل الحاسد على المحسود .

احينا تكون عند المرء نعمة ولا يشعر بقيمتها وبتعبير فلسفي لم تعد لذته موجودة في تلك النعمة …..انا سازيل عنائكم  …انا بدوري لم احفظ الجواب من كتاب… ولم اشاهده في فيديو يوتيوب….او في فلم سنمائي…

قم يا صديقي برمي تلك النعمة في جوف الحاسد …وتراجع للخلف تم شاهد  تحفة  سينمائية .عنوانها  “تعابير وجه الحاسد”على انغام دستويفسكي….راقب وسترى اهمية تلك النعمة.وعندها ستجدد لذتك في النعمة …. وماهية .الا مرتبة محسود .حيت ستبدع في النعمة وستتصنع…. لانك بدورك ستحسد غيرك عندما تكتشف انه يحمل نفس النعمة….. بل افضل منك…..عندها تقع يا مسكين في الحسد من جديد وتدور عليك الدائرة. لاكنه هاده المرة  بدور الحاسد …..وادا اثقنت الدور ستصبح  حاسد خطير ومتصنع تافه ….لدالك ان امرك بان لا تثقن الدور لانك ستسقط في مطبات لا يحمد عقباها . ان الامر اشبه بالظل . ادا اقتربت منه تصبه رايته مشوهة  وغير مفهومة  .لكن بمجرد ان تبدا بالايتعاد للحصول على راية بعيدة  .تضح رايته وتصبح اكثر واقعية .

سنعود لفضل الحاسد عن المحسود وهو الموضوع . .ان الحاسد احيانا يكون عدوا في تياب الصديق …لاكن تعابير وجهه تفضحه لانها تظهر ما يشعر به في كنهه ….هناك حيت جمرات الحسد تزند. . لاكن رغم كل هادا  يكون الحاسد قد ارشدك لادراك اهمية تلك النعمة وجعلك تزنها وزنا …..

كل النعم التي انعم بها الله على عبده هي نعم لها وزن وليست اصغر شئنا واقل جمالية .وليس هناك نعمة ليس لها حاسد .فالحاسد احيانا تكون له نعمة يحسد عليها ويكون يلعب دور الحاسد والمحسود في نفس الوقت . ولاكن دور المحسود يكون الاجمل والافضل والارقى .ودور الحاسد يكون اصغر شئنا وكما نعلم انه ادا اراد شخص ان يعرف اي الرجلين افضل .ينظر لهم ويرى اي واحد منهم اكثر نقمة وحسدا فيعلم انه الرجل الاقل شئنا ..

عداب الحاسد 

ان لكل مذنب عقوبة وعذاب نفسي .وكدالك الحاسد له عذابه الخاص .فالحاسد يمكن له ان يتعذب طوال حياته ما دام ينظر للنعم .لان النعم موجودة ووجودها متجدد بمشيئة الله … وهاكادا يبقى مريض الحسد يتخبط بين نعم الله الكثيرة  ويتمنى زوالها ولا تزول الا ادا شاء الله وادا لم تزل يبقى المسكين الحاسد في مرضه الفتاك وكل ما يفتعله الا ليزداد مرضا واعود بالله …

التخلص من شعور الحسد .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  {ثلاث لا يعجزهن ابن آدم : الطيرة ، وسوء الظن ، والحسد ، قال : فينجيك من الطيرة ألا تعمل بها ، وينجيك من سوء الظن ألا تتكلم به ، وينجيك من الحسد ألا تبغي أخاك سوءا }

ان الحسد شعور يخلق معنا وله مكانته الخاصة داخل كنه الانسان .ساكون متناقض معكم في هاده الحالة لانني اريد ان اعلاجكم من شعور عاطفي  وهاذا سيبدو مستحيلا لانني سابدو كانني اريد ان اعالجكم  من شعور مثل الكراهية او القلق …..

لقد استعملت مصطلح التخلص لانه قريب من المعنى الدي اريده ولا يمكنني ان اقول العلاج من الحسد لان العلاج يهدف الى ازالة جميع الامراض ومسبباتها …

الحسد مثل المرض الذي تنتشر فيروساته في الاكسجين والعلاج في هاده الحالة سيتطلب ازالة الاكسجين وادا ازلنا الاكسجين ستنتهي الحياة بالمرة ….وهدا المثال يمكن اسقاطه على مرض الحسد فالحسد يتماقة ظهوره مع ظهور النعم وادا اردنا العلاج منه سيتحتم علينا ازالة النعم وهاذا مستحيل ..لان النعم في ايدي الله هو الجدير باعطائها وازالتها متى اراد .

هناك نوع من العلاج وهو العلاج الرباني المعجز  .ومحمد رسول الله اشرف الخلق هو الوحيد الدى تلقى هادا العلاج حيت شرح صدره واخرج منه الحسد وكلنا على دراية بتلك القصة …

لاكن هل سنتوقف هنا ؟ ونستسلم لشعور الحسد ؟ونكتفي بمسايرته ؟

لا …لا والف لا اننا نحتاج اولا ان نؤمن بان النعم كلها لله وحده . وهي معارة للعبد ليتصرف فيها . لكنها تحت ملك الرب وهادا الايمان العميق يجعلنا نرى الرب في نعمه. وعندها سنتراجع عن الحسد لاننا سندرك حق ادراك ان زوال النعمة بمشيئة الله وليست بمشيئتنا. 

تانيا 

الايمان بالقدر خيره وشره والنظر الى من هم اقل منك نعما .

ان النظر والتفكر في الناس الاقل منا حالا يجعل المرء يشعر بقناعة ما بعدها قناعة .والقناعة هي ترياق الحسد ومادامت القناعة موجودة فالحسد سيدهب للجحيم …

ثالتا 

الابتعاد قدر الامكان عن الشر لان الابتعاد عن الشر صدقة . والحسد من الشر وادا كنت انسان خيرا تحب الصدقة فانك ستجتنب الشر ومنه تبتعد عن الحسد . 

رابعا 

اذا اعتقد الحاسد بان حسده لن يضر به المحسود وانما سيضر به نفسه  .لتوقف عن الحسد  . لان الحاسد ما يحصل عليه من الحسد  الا الكآبة والهم وسخط الله …..

و الحاسد عدو نفسه و متشبه بابليس . لان ابليس يهدف الا زوال النعم والحاسد كدالك وادا كان الحاسد راجح عقل سيتدبر ويتفكر في الامر جيدا فادا اراد ان يكون مثل ابليس  فالله اعطاه كامل الحرية .وقد قيل :

                               دع الحسود وما يلقاه من كمدٍ يكفيك منه لهيب النار في جسده.
                               إن لمت ذا حسد نفّست كربته وإن سـكـتّ فـقـد عـذبـتـه بـيـده.

خامسا واخيرا 

ادراك حقيقة الدنيا التي لا تزن جناح بعوضة .وما الدنيا  الا الفصل الاول من رواية وهل يمكن الحكم على الرواية من الفصل الاول ؟

فالدنيا ما هي الا مقدمة وفصل اول يجب علينا ان لا نعطيها قيمة اكثر من ما تستحقه وادا فعلنا سنقع في مطبات لا حصر لها والحسد واحد من هاده المطبات ..

ان الحسد مرض فتاك ينهش الشعوب ويخرب البيوت والاوطان.. لكن لكل داء دواء. وما على الحاسد الا ان يسلك سبيل المحسود ويتبع خطاه ويعمل للوصول لمرتبته والحصول على لقبه والتخلص من لقب الحاسد والابتعاد عنه بالمرة والاكتفاء باللقب الارقى والدي يمثل القاعدة . ولا يمكن للمرء ان يكون حاسد ومحسود في نفس الوقت وهادا تناقض لا يقدر عليه الا الشخص الخبيث الذي يكون حاسدا خفيا متكتما على حسده.  وقد يكون من اقرب اصدقائك او اعز الناس اليك لاكن لن تكتشف انه حاسد لانه متكتم على حسده ومبدع في انتقاء تعابير وجهه….

 

 

  


 

 

 

 

   

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

4

متابعهم

6

مقالات مشابة