مواكبة التربية الحديثة

مواكبة التربية الحديثة

0 المراجعات

الأطفال أجمل ما فى حياتنا. وجود طفل فى حياة كلا منا فرصة ،أمل جديد. بسمة طفل ونقائه وتلقائيته تغسل أرواحنا. مسئوليتنا هى حمايته وحماية تلك الضحكة التى تصبح مع الوقت أغلى ما نمتلك. لكن كيف نفعل هذا؟ هل من الطبيعى أن نسجن أنفسنا فى تربية كنا نتلقاها فى زمن آخر أقل تعقيداً من عصرنا الحالى؟ لماذا نتشبث بطريقة تربية أو رأى معين؟ نحن لا نقلل من خبرة أى إنسان فى حياته ،لكننا نتعلم أشياء جديدة كل يوم. إنها طبيعة الحياة.

رفض النقد من الوالدين:

( متربينا كده وطالعين كويسين ،مش هنيجى نتعلم دلؤتى نربى إزاى). هذه الجملة ومثيلاتها هى الرد التلقائى. دون محاولة فهم المقصود من النقد. هل هو بناءاً أم فقط للهدم؟ لذلك يجب على الوالدين محاولة الإطلاع ومعرفة الطريقة الصحيحة للتربية الإيجابية التى ستثمر عن الشخص الذى يتمناه كل أب أو أم لأبنائهم. فى يومنا هذا أصبح ذلك أسهل بكثير. يمكننا الإطلاع على كتب التربية الحديثة المنتشرة سواء بشرائها أو مجانا على وسائل التواصل الإجتماعى. غير ذلك والأهم المحاضرات المجانية التى لن تأخذ الكثير من الوقت فى يومك ،لكن ستفيدك فى كثير من المعلومات وطرق التواصل مع طفلك من متخصصين فى مجالات التربية والتعامل مع الأطفال. لا يوجد شخص قد كبر على أن يتعلم.

تساؤلات طفل :

لا يمكننا التعامل مع الطفل على أنه لعبة ونحن من نتحكم بها ونرتبها كما نريد. إنه مسئولية كبيرة ليس فقط فى التربية إنما فى بناء شخصيته وأفكاره ،ومعرفة ميوله وقدراته ومساعدته على إكتشاف ذاته. فى بعض الأوقات تلك المسئولية تربكنا بسبب معرفتنا لقيمتها. إنها روح طفل فى يدك وحياته. خوفنا من تلك المسئولية يجعلنا نخطأ أحياناً. يجب أن لا نغفل كون هذا الطفل إنسان ايضاً. له تفكيره وأحاسيسه وعقله. هل فكرت يوماً بماذا يفكر ابنك؟ بماذا يشعر عندما يتلقى منك التوجيه وكيف يفضل توجيهه؟ لماذا فعل ذلك التصرف؟ ما هى الطريقة الصحيحة لتقويمة دون إهانته؟

نرى فى أعين الأطفال كثير من النظرات المتسائلة. فى بعض الأحيان لا نهتم بها ،أو لا نلحظها مطلقاً. ينظر إلينا الطفل فى تساؤل.  وأهم تلك الأسئلة المتكررة: ماذا فعلت لأجد هذا اللوم؟ فى تلك السن هو بالفعل لا يعرف الفرق بين الصح والخطأ وهذه مسئوليتنا ليست مشكلته. الطفل يستقى التصرفات والأفكار حتى الألفاظ ممن حوله فهو لم يولد بها. حمايته من الأخطار والأشخاص الذى يتعامل معهم يومياً تتطلب مجهود كبير ،ودراسة لعقله وتفكيرة حتى نجد أفضل وسيلة لإظهار الخطأ وجعله يختار عدم تكراره بإرادته. كثير ما يرى الطفل القسوة من قبلنا وللأسف فى بعض الأحيان لا تكون ظاهرية فقط. يجب علينا مراعاة أن القسوة ومحاولة السيطرة على الطفل فى سبيل حمايته إسلوب خاطئ ،ممكن أن يؤدى إلى تدمير شخصية ،أو على أقل تقدير سيترك آثاراً سلبية فى نفسية. ومن أهم تلك الأخطاء المقارنة بين الأطفال على أمل تحفيزه ،ولكن هذا من الممكن أن يخلق الغيرة والحقد فى نفس الطفل مما يجعله لا يرضى أبداً ويصبح إنسان غير سوى ... عنيدا وغير سعيد. 

الحل السحرى هو لغة الحوار : 

من خبرات بعض الأهالى وأفضل توجيهات للمتخصصين فى التربية .. أن لغة الحوار هى الحل السحرى لمعاملة الطفل مع التكرار. لغة الحوار مع الطفل تجعله يدرك الكثير. فأنت تنقل له خبراتك ومعلوماتك وأخطائك التى تعلمت منها بصورة غير ناقدة. مما يجعله يستوعب أكثر ولا يقابل الحوار بالرفض. الأهم إسلوب الحوار فى مناقشة أخطائه لا باللوم والعقاب فقط. يجب عليه أن يعرف ما خطأه حتى لا يعيده ،لا أن يتوقف عن فعل هذا التصرف فقط لأنه يسبب له العقاب. فى سن معين لن تستطيع عقابه ،سيكون وصل إلى المرحلة التى لن تستطيع توجيهه إذا لم تكن ببنكم علاقة الثقة والحوار. كما يجب أن لا نغفل أهمية التكرار. إنه فقط طفل لا يدرك غير الطعام والشراب واللعب. يجب أن يكون لدينا الكثير من الصبر حتى نستطيع ترسيخ القيم والمبادئ السليمة لديه ،ونكرر حتى يفهمها ونطمئن على أنه بدأ العمل بها فى حياته وعن اقتناع. المتابعة لا تقل أهمية عن التكرار لأنه سيجد الكثير من مضادات هذه القيم ،ويمكن أن تنال منه وتشككه فى تلك المبادئ والأسس. ذلك بسبب المجتمع المفتوح الذى نحيا به الآن ،ومع الأسف بعضها سيكون مقنع وبالأدلة. لذلك يجب علينا مشاركته فى كل شئ مع احترام بعض الخصوصية. كما يجب تقبل الأفكار التى يأتى بها سواء فى حالة تساؤله عن صحتها أو اقتناعه بها. الرد المتسرع بدون دلائل وأسس ممكن أن يزيد من شكه. هنا بداية الخطأ .. لأنه لن يكون فقط فى تلك النقطة التى أراد التحدث بها ،إنما قد يدعو للشك فى أشياء آخرى. لا تسأم ولا تيأس من ابنك أو ابنتك. تذكر دائما أنه بدونك لا شئ. لن يستطيع أن يكمل بدونك ،سيكون بحاجتك دائما وابداً. لن يجد سواك ليقف بجانبه. أنت من يجب عليك تحمل مسئوليتة ومعرفة معنى تلك المسئولية وعوامل نجاحها. إنك لا تربى فقط إنك تنقذ حياة طفل ليس له سواك حتى لا تندم لباقية حياتك. ستتعب وستظل تتعب من أجله مهما حييت ،لكن نجاحك فيه لن يضاهى أى نجاح قد تحققه فى حياتك.

الوالدين للأطفال هم المجتمع بأكمله ،فجميعنا نعلم حجم المجهود الذى يبذلانه لأبنائهم. إنها فقط بعض الجوانب التى لا يمكننا الإغفال عنها فى عصرنا الحالى لأنها تؤثر سلبا على علاقتنا بأطفالنا وعلى مستقبلهم. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

3

followers

2

followings

1

مقالات مشابة