عالمك الموازى هو تخطيتك للمستقبل

عالمك الموازى هو تخطيتك للمستقبل

0 المراجعات

رغم اختلاف شخصية كلاً منا ،وظروف حياته ،ومسيرته إلا أننا جميعا نواجه يومياً الكثير من التحديات ،والصراعات التى تجعلنا نشك فى قدرتنا على الاستمرار. نحاول ونتعب ونستريح ثم نحاول مرة آخرى. تظهر لدينا رغبة فى التوقف ولكن كثيرا منا لا يملك هذه الرفاهية فى حياته ،بسبب كثرة مسئولياته التى هو على دراية كاملة بها. تأخذنا دوامة الحياة لتنسينا أنفسنا وما نحب وما نريد ،فقط نكافح للعيش والإستمرار.حتى أننا نفكر فى الهروب من واقعنا. لكن إلى أين؟ هل حقا يستطيع الإنسان الهروب من نفسه؟ وهل هذا الإسلوب الصحيح أو الحل الأمثل؟ الهروب لم يكن يوما حل لأى شئ. على العكس تماما فهو دائما يزيد من الأضرار ويكبر المشكلة ،وعادة ما يضيع الوقت المناسب للحل. إذن لا يوجد مفر؟ ما الحل؟ هل هذا كل ما تستطيع أن تفعله لنفسك؟ هل فكرت يوما أنك إذا اهتممت بنفسك قليلا قد تؤدى أكثر من توقعات؟ لا تتوقع من أحد أن يفكر بك كما تفعل أنت. لذلك عليك التفكير فى طريقة لصنع مساحة خاصة بك. تستطيع أن تواجه نفسك بها وتبكى وتضحك فى الوقت الذى تريد دون الخوف من الإنتقادات أو التقصير. من أهم هذه المساحات هو العالم الموازى.

 

ما هو العالم الموازى؟

كثيرا ما يبدأ الكلام على العالم الموازى بالإستهزاء ،أو على أنه طريقة فقط للهروب. لن يفهم قيمة العالم الموازى فى حياة الإنسان سوى من جربة وإستفاد منه. العالم الموزاى ليس للهرب بل إنه لمعرفة نفسك الحقيقية. العالم الموازى له فؤائده المتعددة ،فهو على الجانب العملى يقوم على فكرة التخطيط. كيف يمكنك تحقيق شئ دون التخطيط له بخطوات تجعله حقيقة؟ وكيف يمكنك التخطيط دون الحلم به ورؤيته فى مخيلتك؟ التخطيط هو الأساس فى كل شئ. يمكنك فى عالمك الموازى التخطيط كما تشاء والتصحيح بالطريقة التى تفضلها. تعيد الخطة وتلغى غيرها ،لكنك ستصل إلى أفضل بداية لتبدأ منها. خطط فى كل شئ. كيف تقوم بعملك فى الفترة القادمة؟ كيف ستدير علاقتك بجميع من حولك؟  ضع جميع الأهداف حتى تلك التى يصعب الوصول لها ،ثم حدد أولوياتك. ستتضح أمامك إمكانية الخطوات فى الحقيقة من عدمها. ستجد أسئلة كثيرة لم تطرأ على عقلك من قبل ولن يسألها غيرك. هل حقا هذا ما أريده؟ هل عندما أصل لذلك الهدف سأبلغ ما تمنيت؟ الإجابة ستدهشك. من الممكن أن يكون هدف تمنيته لكنه ليس أهم ما فى حياتك. ليس هو الذى سيسعدك يومياً. فى عالمك الموازى تحقق كل شئ بأنجح صورة حتى تعرف ما تريده حقا. لا تركد كثيراً وراء ما هو مهم لتنسى الأهم. ابدأ الآن وضع مفكرة جانبك واكتب عليها ( عالمى الموازى). اكتب بها كل ما تريد وبالخطوات. وأضف عليها بعد تفكير بعض الخطوات أو التعديلات. ثم حدد بماذا ستبدأ ،وإبدأ على الفور لا تتردد ،لا تضيع الوقت. استمتع بنظام التخطيط فى حياتك ورؤية الخطوات التى تنجح بها فى واقعك.

 

أهمية العالم الموازى من الجانب النفسى؟

العالم الموازي منطقة إستراحتك. منه تستمد الهدوء والسلام. تأخذ فاصل من واقعك .. ليس بطويل ولكنه هام. اجلس فقط وحدك فى هدوء وراجع أفكارك وتصرفاتك وما تريد فعله. أعد ترتيب حياتك. من سيفعل غيرك؟ إنها حياتك وأنت الوحيد من يستطيع أخذ القرار بها وبكل تفاصيلها. عالمك الموازى يصفى ذهنك ويجعلك ترضى عن نفسك دون انتقادات أو معوقات مما يقويك على واقعك. لن يواجه حياتك معك أحداً. أنت بمفردك ،لا تنتظر المساندة والعطف أو حتى التخفيف من شخص. أنت فقط من تستطيع أن تساعد نفسك لأنك من تفهمها وتعرف جيداً ما تريد. حقق أحلامك فى عالمك الموازى حتى تستطيع أن تحولها لواقعك ،وتواجه عالمك الحقيقى بقوة وثقة بما تعرفه عن نفسك وأحلامك وأهدافك. بالطبع نحن لا نقلل من أهمية الناس المحيطين بنا ودورهم فى حياتنا واحتياجنا لهم. لكن كيف ستشرح لمن حولك ما بداخلك إذا كنت لا تعرفه أو لا تجد الوقت والوسيلة لمعرفتة؟ كيف يمكنك أن تعطى لإنسان شئ دون أن تعرف ما هو؟ كيف ستساند من حولك وتكمل مسئولياتك دون أن تعرف ما أنت قادر على تحقيقه وفعله؟ حياتنا هى مسئوليتنا يجب علينا معرفة إدارتها الصحيحة حتى لا تنتهى عبثا ، أو تحيا بلا جدوى. كما أن وجودنا فى حياة الكثير من الناس مسئولية أيضاً ،وليست بالمسئولية البسيطة. حتى تكون على أتم استعداد لدعم من حولك يجب عليك دعم نفسك حتى تجد بداخلك ما ستعطيعه لغيرك. مقولة فاقد الشئ لا يعطيه هنا حقيقة. لكن أنت ستعطى لنفسك ولغيرك. أنت تستطيع تعليم نفسك العطاء بعد أن تكون أول من أعطى لنفسه. العطاء أسمى الأشياء لكن لا تبخل به على نفسك بل كن أول الآخذين من نفسك. لا تؤخر نفسك إلى النهاية لأنك ستنفذ ،فأنت إنسان لديك طاقتك التى ستنفذ إذا استهلكتها أنت أو غيرك. عالمك الموازى هو مصدر عطائك لنفسك كن كريما مع نفسك فيه ولا تبخل بشئ .. كلمة تهون بها على نفسك أو حلم أو لحظة سعادة ،حتى دمعة عين محبوسة داخلك ، اخرجها ستشعر بتحسن. 

 

عليك أن تحذر من تحويل عالمك الموازى إلى مهرب فقط. فى ذلك الوقت سيصبح سجنك ويتحول لأسوء بكثير من واقعك. أنت فقط من ستخسر وتتوقف وتتعطل عن مشوارك. أتمنى لكم عالم موازى مريح ومفيد ،تحقق كل ما به فى واقعك فيكون أفضل من تصوراتك بكثير.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

3

followers

2

followings

1

مقالات مشابة