بريكس مجموعة من الدول أصبحت حديث العالم لمواجهة الغرب هل هذه نهاية إقتصاد أمريكا والدول الغربية؟

مجموعة البريكس رؤية استراتيجية لتحقيق التنمية والتأثير العالمي ؟ 

مجموعة البريكس (BRICS) تشكل تحالفاً اقتصادياً وسياسياً هاماً في الساحة الدولية، يجمع بين خمس دول نامية هي: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا. تأسست هذه المجموعة بهدف تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين أعضائها، وتحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد القوي. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل مهمة عن مجموعة البريكس من خلال استعراض تاريخها، دول أعضائها، تنظيم واجتماعاتها نظامها الاقتصادي، ومستقبلها المشترك.

1. تاريخ البريكس : 

بدأت فكرة تشكيل مجموعة البريكس تتجسد في أوائل القرن الواحد والعشرين، عندما اتفقت البرازيل وروسيا والهند والصين في البداية على تعزيز التعاون الاقتصادي بينها. في عام 2010، انضمت جنوب أفريقيا للمجموعة، وبدأت تسمى BRICS. منذ ذلك الحين، شهدت مجموعة البريكس نمواً سريعاً في تأثيرها وأهميتها العالمية.

2.  الدول المشاركة  بالعضوية :

مجموعة البريكس تجمع بين خمس دول تتمتع بتنوع اقتصادي وجغرافي ملحوظ. تشمل هذه الدول البرازيل، عملاقة أمريكا اللاتينية ومزودة بالمواد الخام الهامة. إلى جانب روسيا، التي تعد مصدراً رئيسياً للطاقة والموارد الطبيعية. وتأتي الهند بدورها كمركز لتكنولوجيا المعلومات وسوق ضخم للمستهلكين. بينما تتميز الصين بصناعتها الضخمة والقدرة على التصدير. وجنوب أفريقيا تعد منطقة تعدين هامة وموقعاً استراتيجياً عالمياً.
3. الانضمام لمجموعة البريكس :

تجذب مجموعة البريكس العديد من الدول الراغبة في الانضمام إليها نظراً لتأثيرها وقوتها الاقتصادية. بعض الدول كالأرجنتين، تركيا وإندونيسيا أبدت اهتماماً بالعضوية الكاملة في المجموعة. بينما تعبّر دول مثل مصر، نيجيريا والمكسيك عن رغبتها في المشاركة والتعاون مع مجموعة البريكس على مستوى القمم والمباحثات.

4. الأماكن والمساحات :

إن تنوع الدول الأعضاء في مجموعة البريكس يمنحها قاعدة جغرافية متنوعة وثرورة طبيعية هامة. البرازيل تحتل مساحة واسعة في أمريكا الجنوبية، وهي مزودة بالموارد الطبيعية الضخمة، بما في ذلك الغابات المطيرة وموارد النفط. روسيا تمتد عبر قارة أوروبا وآسيا، وتعتبر مصدراً رئيسياً للنفط والغاز الطبيعي. الهند تشغل موقعاً استراتيجياً في جنوب آسيا وتتمتع بتنوع ثقافي وديموغرافي. الصين تعد من أكبر الدول الآسيوية وتشتهر بإنتاجها الصناعي الكبير والتجارة. جنوب أفريقيا تعتبر نقطة تقاطع بين المحيطين الهندي والأطلسي، وهي ذات أهمية استراتيجية واقتصادية في قارة أفريقيا.

5. اجتماعات بارزة  : 

تعقد مجموعة البريكس اجتماعات رئيسية تهدف إلى مناقشة القضايا الاقتصادية والسياسية ذات الاهتمام المشترك. تُعقد هذه الاجتماعات سنوياً، وتجمع بين زعماء الدول الأعضاء لتبادل الآراء والمباحثات. يتم التركيز خلال هذه الاجتماعات على تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، وبحث السبل الكفيلة بتعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
 

6. تشكيل النظام الاقتصادي : 

تتسم مجموعة البريكس بتنوع هيكليتها الاقتصادية، حيث تجمع بين دول ذات اقتصادات ناشئة ومتقدمة. تسعى هذه الدول لتعزيز التبادل التجاري بينها، وتعزيز الاستثمارات الخارجية. بنك التنمية الجديد وترتيبات الاحتياطي الاحتماعي تمثلان مكونين أساسيين في الهيكلة الاقتصادية لمجموعة البريكس، حيث يهدفان إلى تعزيز التمويل المشترك وتمويل المشاريع التنموية.

7. برنامج بريكس : 

من بين الخطوات الهامة التي اتخذتها مجموعة البريكس، هي إطلاق خطة بريكس بلس (BRICS Plus)، والتي تهدف إلى توسيع نطاق التعاون من خلال دعوة دول أخرى للمشاركة في القمم الرئيسية كضيوف. هذه الخطوة تؤكد على التوجه المفتوح والمتجدد لمجموعة البريكس نحو توسيع دائرة التعاون وتعزيز التواصل مع دول أخرى ذات الاهتمام المشترك.

مجموعة البريكس تعد تكتلاً اقتصادياً وسياسياً قوياً، يجمع بين دول نامية تتميز بتنوع اقتصادي وجغرافي. توجه هذه المجموعة نحو تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف يشكل خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة والتأثير العالمي. من خلال قممها الرئيسية وهيكليتها الاقتصادية المتنوعة، تسعى مجموعة البريكس إلى بناء تحالف قوي يسهم في تشكيل مستقبل أفضل لأعضائها وللعالم على السواء.