رحلة التربية في صناعة المستقبل
في هذا المقال، سنستكشف معا مفهوم التربية الحقيقي وليس المفهوم الذي يخيل لكل واحد منا ومتى أبدأ تربية طفلي؟ وكيف يمكن للتربية أن تؤثر في حياة الأفراد والمجتمعات بشكل عام. فلنتعمق في هذا المجال الشيق ولنكتشف الأثر الكبير الذي يمكن أن تحققه التربية في حياتنا.
متى أبدأ تربية طفلي؟
رحلة التربية هي رحلة طويلة يُخيل للكثير أنها تبدأ ببكاء أول طفل ولكنها تبدأ بإختيار شريك الحياة وذلك لأن إختيار شريك الحياة له تأثير مباشر في تربية الأبناء تربية سليمة أم لا، من حيث المجتمع الذي سوف يحيط بالطفل، قال أبو الأسود الدؤلي لبنيه: "قد أحسنت إليكم صغارا وكبارا وقبل أن تولدوا، قالوا: وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال: اخترت لكم الأم من لا تسبون بها"، فالطفل هو مرآة لوالديه تعكس تربيتهما وهما اللذان سوف يشكلان القدوة للاطفال،فاختاروا قدوة أطفالكم بعناية بالغة.
مفاهيم خاطئة عن التربية:
يعتقد معظم الناس أن التربية هي التكفل بمصاريف الأبناء فقط من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وأنهم بهذه الطريقة قد وصلوا تمام التربية ولكن الأمر ليس بهذه البساطة إذ أن صلاح الأبناء وحسن تربيتهم ليس وليد تميز في التعليم واختيار المدارس والجامعات، أو بذل للجهد والمال فقط؛ وإنما هناك أسباب عبادية عظيمة يقوم بها الأب نفسه، من أهمها كثرة الدعاء بصلاح الأبناء حيث كان سيدنا زكريا عليه السلام يدعو لولده يحيي عليه السلام حتى قبل مولده وذلك في قوله تعالى:((واجعله رب رضيا))، من هنا نستشعر أهمية الدعاء بصلاح الأبناء وتربيتهم على القيم والمبادئ السليمة.
كيف اربي طفلي؟
تبدأ عملية التربية السليمة من البيت، حيث يقوم الأهل بتوفير بيئة صحية ومحفزة لنمو الطفل. يجب على الأهل أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم وأن يعلموهم القيم والمبادئ الأخلاقية الصحيحة، وأن يكون هناك تواصل جيد بين الأهل والأطفال وأن يتم توجيههم نحو التصرفات الصحيحة، فما أفسد الأبناء مثل تَغافل الآباء وإهمالهم واستسهالهم.
تجربة الأمومة والأبوة نعمة أم نقمة؟
تجربة الأمومة والأبوة هي إختبار حقيقي لمدى تحملكم وهدوء أعصابكم والتحكم في إنفعالاتكم يحمل في طياته الكثير من الحب والمرح والسعادة وعلى صعيد آخر الكثير من القلق والخوف كل ما كبر الأطفال، وما من متعة تضاهي سعادتك بمشاهدة أطفالك وهم يكبرون يوم بعد يوم.
في الختام، التربية السليمة هي عملية شاملة تتطلب تعاون الأهل والمؤسسات التعليمية والمجتمعات. تهدف التربية السليمة إلى بناء جيل من الشباب الواعيين والمسؤولين الذين يسهمون في تطوير المجتمع والعالم بشكل إيجابي.
