مصير اللاجئين بمصر وماذا ينتظرهم !.
هل تساءلتم يوما عن الكم الهائل من اللاجئين الذي تستقبله دولة مصر تحت برنامج المفوضية السامية لحقوق اللاجئين وإعادة التوطين. حيث تقوم مفوضية اللاجئين بتوفير الحماية والمساعدة للاجئين بالتعاون مع الحكومة المصرية وبعض من الشركاء!.
وما المدة التي تستغرقها المفوضية لتسجيل اللاجئين والنظر في ملفاتهم. بالطبع تستغرق اجراءات التسجيل بالمفوضية من شهر لثلاثة أشهر فقط لما يسمي بمرحلة التسجيل وتحديد موعد لتحديد الوضع و لاستلام (قسيمة او بطاقة اللجوء المؤقت او البطاقة الصفراء كما يطلقون عليها) ومن ثم انتظار مكالمة من المفوضية لمقابلة تحديد الوضع وقد تستغرق من ٦شهور الي سنة من تاريخ التسجيل بالمفوضية وهنالك مقابلة اخري تسمي مقابلة اعادة التوطين لمن تم تحديد وضعهم كلاجئين ونتيجة تلك المقابلة ايضا تستغرق من ٦ شهور الي سنوات. وهو وقت طويل بالنسبة للاجئين لاسيما بعض اللاجئين يعانون من امراض او مشاكل تمنعهم من العمل والانخراط في المجتمع المصري. فهنا تكون فترة الانتظار تلك مأساوية لحد بعيد بالتحديد لمن ليس لديهم من يعولهم او يساعدهم.
وبالطبع قد يسبب العدد الهائل من اللاجئين في مصر بطئ الاجراءات التي تقوم بها المفوضية ولا سيما جائحة كرونا التي جعلت المفوضية تتوقف او تقلل من نشاط برنامجها لفترة طويلة مما اثر سلبا علي اللاجئين من حيث زيادة زمن الانتظار للنظر في ملفاتهم.
وكذلك تداعيات حرب روسيا علي اوكرانيا و اضطرار اكثر من ربع مواطني اوكرانيا للجوء الي دول أوروبية قريبة منهم وبالتأكيد قد يثير قلق الكثيرين حول ما قد تعطي تلك الدول الحق في اعادة التوطين للأوكرانيين اكثر من غيرهم.
العديد ممن فروا من ويلات الحروب وتركوا اوطانهم خشية المصير المظلم والرؤيا الضبابية لمستقبلهم في بلدانهم. حيث قصدوا دول اخري غير بلدانهم بحثا عن الأمان. ومن ابرز تلك الدول التي يتوافد منها اولائك اللاجئين هي سوريا،الصومال،السودان، وجنوب السودان، إريتريا و إثيوبيا وغيرها من الدول.
لا شك ان أولائك الأشخاص واجهوا الهناء في اوطانهم مم جعل من المستحيل بقاءهم في تلك المناطق. ومنهم من تستمر معاناتهم حتي بعد وصولهم لدول مستضيفة وقبل تقديم ملفاتهم لاعادة التوطين لدول مستقبلة اخري. حيث يبقي البعض لسنوات طويلة قبل النظر او حتي بعد النظر في ملفاتهم. فيبدأ اليأس يتملكهم ومنهم من يصاب بالإكتئاب لطول المدة التي يتعين عليهم الانتظار فيها لمعرفة مصيرهم.ومنهم من يتم اعادة توطينه في دول اخري ومنهم من يتم ترحيله الي بلده.
والأمر مأساوي لحد كبير لمن يتم ترحيلهم الي بلدهم لمواجه نفس المصير الذي فروا منه. وهنالك سخط كبير من عدد كبير من اللاجئين الذين تم اعادة توطينهم الي دول اخري مثل كندا والتي قامت برفض ملفات اولائك اللاجئين بعد قبولهم. اذكر ان هنالك العديد من العائلات الذين تم رفضهم بعد اعادة توطينهم الي دولة كندا مع انهم قد اكملوا كل اجراءات السفر وكانوا ينتظرون فقط تحديد موعد سفرهم . حيث قامت تلك الدولة بإعادة ملفات أولائك اللاجئين الي مكتب المفوضية وبالتأكيد هو أمر مخزي وحزن بل ومحبط علي حدء سواء.
ولا أخفي عليك عزيزي القارئ ان هنالك العديد من الاشخاص والعائلات ممن استغرق اكثر من ١٥ سنة او ما يزيد انتظارا للنظر في ملفاتهم او اعادة توطينهم الي دول اخري وهو أمر ليس بالمنصف لبعض الاشخاص الذين يواجهون مشاكل تمنعهم من الاندماج والانخراط في المجتمع المصري نظرا لمن هم اطفال قصر وغير مصحوبين بزويهم وبعض الاشخاص لهويتهم او لتوجهاتهم الفكرية او الدينية او الطائفية.
فماذا تعتقد عزيزي القاريء بشأن اللاجئين في مصر مستقبلا هل يم دمجهم في المجتمع المصري بمساعدة المفوضية .ام سوف يتم التعجيل في النظر بملفات اللاجئين وتخليص مصر من العبء الذي تتكبده الدولة لأستطافة الكم الهائل من أولائك اللاجئين.