ما ضاع حق وراءه فتية أشداء
2ـ سياسة القمع لطمس الهوية الفلسطينية، وتزوير التاريخ، والكيل بمكيالين
560 شهيدا من أبطال الحجارة:
اتخذ الطفل الفلسطينيّ الحجارة سلاحا ماضيا؛ إذ يحصل عليه دون عناء، وكأن الحجارة تطلّ في أعين الصغار، وما أيسر استخدامه؛ فلا يحتاج لمعلم؛ يكفي أن يحدد الهدف، ثم يُلقى الحجر بكل ما أوتي من عزم وقوة، وبكل حبه لبلده ومقته للمعتدى الذي ما أتى إلا ليسلبها، وينتهك حرماتها ويلتهم خيرها دون وجه حق!. لقد نذر الصغير نفسه لأن يكون مشروع شهيد؛ مما أدى إلى تركيز الصهاينة على قتل الأطفال والتنكيل بهم؛ حتى بلغ عدد الشهداء فى وقت ما 560 طفلا؛ حين كان عدد الشهداء 2080 شهيدا؛ بما يتجاوز الربع !، وبلغ عدد المعتقلين 700 طفلا؛ من بينهم الكثيرين تتراوح أعمارهم ما بين 12،13سنة !.
محمد الدرة وأطفال لا يهابون الموت:
أنسيتم الطفل "محمد الدرة" الذي بكته شعوب الدنيا ؟؛ إذ تعقبته رصاصات العدو الصهيونى حتى أردته قتيلا، ولم تشفع توسلات أبيه الذي حاول أن يفديه بجسده. إنهم بلا مشاعر، وليسوا من البشر. هذا غير دأبهم على تحطيم معنويات الأطفال وإرهابهم بهدف زعزعة روحهم الوطنية وإبعادهم في المستقبل عن ساحة الصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ. وكذا إجهاض النساء. وقد يخشى البعض أن تؤثر تلك الانتهاكات بالسلب على الأطفال؛ وتجرّهم إلى الاكتئاب والإحباط واللامبالاة الناجمة عن فقدان الأمل في المستقبل. ولكني أطمئنهم؛ مؤكدا أن أرض فلسطين طيبة؛ تنجب أطفالا لا يهابون الموت؛ عواتقهم الصغيرة قادرة على حمل هموم الوطن ومعضلاته الجسيمة.
القضاء على مظاهر الانتماء الوطني، وإنكار الوجود الفلسطيني !:
كما اتسمت محاولات الصهاينة بطمس الهوية الوطنية، وقمع مظاهر الانتماء الوطنى لدى الشعب، وتغريب الإنسان الفلسطينيّ؛ من خلال الإرهاب، وممارسة الجرائم البشعة؛ التي طالت الإنسان والأرض والممتلكات، وكافة أنشطة الحياة، بل تعدّى الأمر إلى حدّ إنكار وجود الشعب الفلسطينى؛ عندما راح غلاة الصهاينة يهرفون بتلك المقولة: "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وكذا ما جاء على لسان "جولدا مائيير" الأفعى؛ التى تقاطر السم الزعاف من فمها؛ حين تسـاءلت؛ مُنكرة وجود الشعب الفلسـطينى: "أين ھو الشعب الفلسطينى ؟. بالإضافة إلى ممارسة كافة أشكال الدعاية المضللة، وتزوير الوقائع التاريخية، وكذا محاولة فرض واقع ديموجغرافى جديد على الأرض الفلسطينية.. من يصدق أن كائنات وشرازم المحتل؛ التي طردت من شتات الأرض؛ يُنكرون وجود أصحاب الأرض التي يسلبون خيراتها ويشردون أهلها، بل يعملوا جاهدين لمحوهم من الكون !,
75 عاما من الهمجية والعالم أصمّ وأبكم:
أ رأيتم سيداتى سادتى ؟: 75 عاما من الممارسات البربرية على شعب أعزل؛ لا يملك سلاحا ولا عتادا؛ اللهم إلا الحجارة !. والعالم يقف مشدوها مكتوف الأيدى فاغرا فاه فى بلاهة وكأن الأمر لا يعنيه. لم يرفض حتى أو يشجب ولم تقم الدنيا وظلت "قعدة" تتابع ما يجرى، وكأنها تشاهد حلقات "توم وجيرى". ولا حياة لمن تنادى: "هيئة الأمم ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية"؛ يبدو أن ميزان العدالة اختلّ فسقط من حالق، بل هم الذين سقطوا، أو أنّ هناك ميزانا آخر تميل كفته وفق المزاج "وعلى الكيف" أو.. أو أنهم عموا وصمّوا. أين المنظمات الحقوقية، والمسمّاه حقوق الإنسان بالأخصّ ؟. تلك المنظمة التى عدّت أبناء فلسطين إرهابيين؛ لأنهم يدافعوا عن أنفسهم وذويهم ضد الصهاينة الذين يهجمون عليهم حاملين القنابل والرشاشات !. أ تصدقون ؟!. كيف تنكل دولة بدولة أخرى، وليس على الصعيد الدوليّ من يحرك ساكنا ؟!، ولا الدول المسمّاه بالعظمى؛ أم أنها مجرد مسمّيات ؟!.
لعنة الله على البُغاة الظالمين:
ما أشبه العالم بأحياء البحر: القوى يفتك بالضعيف, والسمك الكبير يلتهم السمك الصغير أو كأننا في غابة الحياة فيها للأقوى والضعيف يذهب إلى الجحيم. القويّ يعيش وينعم بالحياة والضعيف يموت ويداس بالأقدام. وعجبا لأمريكا وحوارييها وحرافيشها؛ فلم يهبّوا لنجدة فلسطين؛ كما هبّوا لنجدة الكويت واستردادها من فم الأسد. الكل"آخر طناش وعامل ودن من طين وودن من عجين" أو أن الفلسطينيين "ولاد البطة السودا، وللا وقعوا من قعر القفة". أو لأنهم "غلابة"، وليس هناك من يسدد الفاتورة، وتلك هي الحقيقة. واحسرتاه !. فعلا الدول مصالح ولا وجود للعدالة، أو كُسر قبّ الميزان.. ولا وجود لما يسمّى بالإنسانية. وليس إلا أن أردد مقولة الفاروق رضى الله عنه: "لعن الله قوما ضاع الحق بينهم". "وللمقال بقية" حمدى عمارة: عضو اتحاد كتاب مصر