د. مصطفى محمود كيف تحمي نفسك من بركان الشهوة

د. مصطفى محمود كيف تحمي نفسك من بركان الشهوة

0 المراجعات

إحذر الإقتراب من النساء فبسبب ذلك انحرف ألف رجل عن جادة الصواب هي لحظات قصيرة كالحلم ... والندم يتبعها 

هذا ما خطة أحد حكماء الفراعنة في كتاب الموتا قبل أكثر ثلاثة الأف سنة 

موأكدن بذلك أن صراع الإنسان والشهوة ليس وليد اليوم بالهو قديماً قدم الزمان والمؤاكد أنه سيستمر الى أن يرث الله الإرض ومن عليها،
والمتأمل في التاريخ الإنساني سيرى أن هذا العصر الذي نعيش فيه أنه عصر الشهوة بإمتياز فالفتوح العلمية التي واكبت عصر النهضه والتقدم مثل ما عادة بالنفع على البشرية بإن وفرت الجهد واختصرت الوقت وقربت المسافات، اله إنها ايضاً أفسدت تقريبا كل شئ حولنا فتلوث الهواء بدخان عوادم السيارات  واطنان الغبار السام الذي تنفثه المصانع ولوثنا في عصر الذرة الماء والتربة بالنفايات النووية، 
وحتى الفضاء لم يسلم من بطش الحضارة وتلوث بالأف القمار الصناعية والسفن الفضائية،
اله أن أخطر أنواع الثلوث الذي شهده هذا العصر كما يعتقد الدكتور مصطفى محمود رحمة الله في كتابة عصر القرود 
هو التلوث الخلقي و ذلك بما استحدثه الإنسان من وسائل إعلامية وصلت حتى غرقة نومه، و زاحمة العائلة على المائدة 
مثل التلفزيون و الراديو، و الأكيد لو أن مصطفى محمود لو عاش ليومنا هذا لن يترد برهتاً واحده بأضافة الهواتف والألواح الذكية الى هذه القائمة، وقد يعتبرها "أخطر الوسائل و أشدها فتكا" هذا التطور الرهيب الذي شهدته وسائل الإعلام و الاتصال جعل حسب مصطفى محمود من الترويج للباطل و نشر الكاذيب "أمرا سهلا ميسورا" كما اصبح بالمكان الدعوه للشهواة عيانً بيانً بما نغنية على اسماع الناس ليل نهار من كلمات عاريه وما نعرضة من أفلام بالية فيتربى الصغار على أن هذا أمراً واقع فينتهي "الحياء" وبنتهاء الحياء "تبدأ دولة القرود" فلا قيمة لهاذا التطور والتقدم اذا كان "الثمن هو الأخلاق و الشرف" و لا قيمة لتحكم الإنسان بالطبيعة  اذا "فقد التحكم في نفسه" و اذا فقد السيطرة على شهواته لذلك يرى مصطفى محمود أن 'هذا ما جعل انسان ما بعد الحداثة أقل رحمة، وأقل شهامة و أقل مروء و صفاء من انسان العصر الزراعي المتخلف' و بهذا نكون قد تقدمنا عشر خطوات الى الأمام ورجعنا مثلهم الى الخلف لاكن للأسف الغرور الذي يحكم الطبيعة البشرية جعل الإنسان يتوهم أنه يسيطر على كل شيء فهو يدير العالم بالزرار و الرادار و القمار الصناعية فلا ثمة حاجه بعد الأن الى الوحي و الديان لذلك القا انسان هذا العصر كل الأوامر و الشرائع و العراف خلفه ظهرة و انطلق يعيش على هواه و لم يعد غير نفسه و غير ما يشتهي و غاية ما يبحث عنه و حظه من الذه و تلك حسب مصطفى محمود "هي الحياة المادية الصرفة" و هي الحياة التي ينفصم بها الإنسان تماماً الى لحظات و حالات و نزوات لا رباط بينها اله استهداف الذه ولاكن الشهوة بطبيعتها سريعة الملل يبحث الغارق فيها على "التجديد و التغيير المستمر" و هذا ما يفسر العلاقات  العابرة او بالطيارة كما يسميها مصطفى محمود التي جعلت من المجتمع الحديث كجبلاية القرود تتلاقح فيها الأناث و الذكور بلا قاعدة و لا هدف و كل فرداً فيها "لا يبحث سوى عن اشباع الشهوة" لاكن الغريب في الأمر كما يوضح مصطفى محمود 'أن النفس في هذه الحياة لا تزداد شبعا، بل تزداد جوعاً، و لا تزداد أمتلاء، بل تزداد خواء.' ثم هي تنتهي الى حالة من الظلمة الحيوانية و القسوة و البلادة، ثم تنتهي آخر الأمر بفساد الفطرة الى اليأس و الجنون و طلب الانتحار
فاعلا النسب كما تشير آخر الاحصائيات لمعدلات الجنون و الانتحار تنفرد بها دول النحلال الأخلاقي و الهوس الجنسي وهي بالغالب  دول غنية مادياً ولكنها كما يبدو "فقيرة روحبا و أخلاقيا" بالمقابل تنخفض نسبة بالدول التي لازالت تحافص على العادات و التقاليد البدوية الصيلة التي تقدس الشرف و الأخلاق و تنعدم هذه النسبة كلياً بين أهل الأيمان وأهل الوفاء و أهل المثل و القيم. 
و لاكن قد يتسائل أحدهم ا هي غلطة الإنسان التي اشتعلت نار الرغبة و تفجرت بداخلة الشهوات مع سن البلوغ اليس الله من خلقنا هاكذا فلما يمنعنا عن الستجابة لي نداء الغريزة و يحرمنا من متعة النشوة ما دمنا لا نأذب أحداً و لا نغتصب أحد يرد مصطفى محمود على هذا بقوله 'إن الله حينما يشعل هذا الصراع بين الروح و الجسد في الإنسان ، إنما يريد بذلك أن يوقط إرادة النفس المستقلة، و يزكيها و يميزها على ارادة الجسم و الأعصاء التناسلية، و يريد أن يجعل من هذا الإنسان حاكما لجسده، و أن حدث العكس أندرج الأنسان في عداد البهائم' و هذا ما ذهب أليه ايضا ابن القيم رحمة الله تعالى في كتابة عدة الصابرين و ذخيرة الشاكرين حينما نقل ألينا قول قوتادى خلق الله سبحانه الملائكة عقول بلا شهوات وخلق البهائم شهوات بلا عقول وخلق الإنسان وجعل لهو عقل و الشهوة فمن غلب عقله شهوته فهو مع الملائكة و من غلبت شهوته عقله فهو كل بهائم و في هذا البتلاء و الامتحان كما يبين مصطفى محمود تبرز اراده الله عز وجل في أن تتمايز المراتب و تتفاضل الدرجات، ليميز الله الخبيث من الطيب و لأنه عز وجل لا يريد أن يفضح أحدا من عبادة بلا بينة، فإنه خلق الدنيا ليفضح كل واحد نفسه بنفسه و بعمله.
قال تعالى (الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) 
كما أن الحرية الجنسية التي ينادي بها اصحاب الفكر الشهواني المريض هي في حقيقتها سجن و عبودية اذ تسير الإنسان عبداً حبيسن في جسدة و اشباع هذه الرغبة عما يضيف مصطفى محمود يؤدي دائما إلى حالة من البلادة و الخمول و الكسل و موت الروح تماما مثل اشباع المعدة و مالها بالطعام فلا يكون الإنسان انسانا الى حين يقوم من الطعام قبل أن يمتلئ. و هو انسان فقط،  اذا استطاع أن يقاوم ما يحب ويتحمل ما يكره و إذا ساد عقله على بهيمته و إذا ساد رشده على حماقته، و ذلك أول ملامح الانسانية في الانسان 
لذلك حتى يبدأ الواحد منا في مسيرته الانسانية السويه "عليه أن يكسر قيود الشهوة ويتحررمنها" ويتم ذلك حسب مصطفى محمود اما بتنضيمها بزواج ناجح او النصراف عنها الى عمل منتج فالشهوة كما يصفها السادة الصوفية كامنة في الجسم كمون النار في الحجر اذا داومت على ضرب الحجر بالحجر اشتعلت النار وبان شرارها لذلك لا تضرب حجر الانوثة بحجر الذكورة تجنب الخلوة بين الجنسين ولا تحم حول الحمى حتى لا تقع فيه كما ينصحنا مصطفى محمود بحلول اتاحها لنا هذا العصر كالرياضة البدنية بانواعها والرحلات وممارسة الهوايات و القرائة كلها مصارف يمكنك أن تجري بها فائض الطاقة فتتحول الى فائدة وبركة بدل أن تتركز فالعضاء التناسلية وتتخول الى شهوة "تستهلك صاحبها فيما لا يفيد" فإذا افلح الانسان بكبح جماح شهواته نال الجائزة فالدنيا و هدوء في نفسه و طمأنان في قلبه وعاد باله الى صفوة اما أن عجز عن ذلك سينضي فالنحدار الى حضيض حتى تموت نفسه و تموت روحه و يغرق في بركان الشهوة كما تغرق و تموت النحلة في العسل 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

5

متابعهم

20

مقالات مشابة