كيف استمع لصوت الله بوضوح

كيف استمع لصوت الله بوضوح

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

"فن الاستماع لصوت الله في عالم مزدحم"

 

 

"فن الاستماع لصوت الله في عالم مزدحم"

image about كيف استمع لصوت الله بوضوح

المنشغلون لا يستمعون

في عالم يفيض بالأصوات، من ضجيج المدن إلى صخب الشاشات والقلوب المتوترة، يصبح الاستماع فنًا مفقودًا. كثيرون يتكلمون مع الله، لكن قلّة يجيدون الإصغاء إليه، ليس لأن الله لا يتكلم، بل لأن قلوبنا مشغولة، منشغلة، وممتلئة بما لا يترك مساحة لصوته. منذ البدء، خلق الله الإنسان على صورته ليتواصل معه، ليشاركه فكره ومحبته وطرقه، لكن الخطية عطّلت هذا السلك السماوي، والمصالحة التي أتمّها المسيح، فتحت مجددًا باب الحديث، ومع ذلك، يبقى التحدي: هل نحن مستعدون لنُصغي، لا بآذاننا فقط، بل بأرواحنا أيضًا؟

image about كيف استمع لصوت الله بوضوح

 

الهدوء يفتح العيون والآذان

الله لا يصرخ، بل يهمس، يتحدث في سكون الفجر، في دفء آية، في عمق موقف حياتي بسيط، وكما تحدّث إلى صموئيل الصبي قائلًا: «صموئيل، صموئيل» (١صموئيل ٣:١٠)، يتكلم الله معنا بلغة نفهمها، إن انتبهنا، فصوت الرب ليس عابرًا، بل يحمل حياة، كما قال يسوع: «الكلام الذي أكلّمكم به هو روح وحياة» (يوحنا ٦:٦٣)، كل كلمة منه تغيّر، تنقّي، تهدي، وتفتح العيون على الأبعاد غير المنظورة، ولكن، كيف نُصغي وسط كل هذه الفوضى؟ الأمر يبدأ بإرادة قلبية لنتفرّغ، لنهدأ، لنطلب صوته أكثر من أصوات العالم.

image about كيف استمع لصوت الله بوضوح

الاستماع من خلال كلمة الله 

هناك استماع سطحي وهناك استماع مُغيِّر، الاستماع العميق يحدث حين نقرأ الكتاب المقدس، لا كمجرد عادة، بل كمن يبحث عن لؤلؤة ثمينة في كل كلمة، فعندما قرأ فيلبس النص مع الخصي الحبشي، انفتحت عيون الأخير على الحق، وقال: «ماذا يمنع أن أعتمد؟» (أعمال ٨:٣٦)، القراءة ليست هدفًا بل وسيلة لسماع الرب، هي لحظة لقاء بين الكلمة المكتوبة وصوت الله الحيّ، لهذا، يحتاج الأمر إلى قلب متضع، يطلب، ينتظر، وينفتح للاستقبال دون شروط أو عجلة.

image about كيف استمع لصوت الله بوضوح

توقع ان تسمع صوت الرب بثقة

علينا أن نعلّم قلوبنا الانتظار، لا على عجل الأجوبة، بل على متعة الحضور الإلهي، فالصلاة ليست فقط كلامًا، بل إصغاء، في صمتها تولد أجمل اللقاءات، حين نترك لله المجال أن يتكلم، نختبر ذاته لا فقط مشيئته، هذا النوع من السماع، لا يأتينا دفعة واحدة، بل بالتدرّب، بالإصرار، وبالجوع إليه، ولعل أروع ما يمكن للروح أن تختبره هو أن تسمع خالقها يقول لها: "أنا معك"، "لا تخف"، "هذه هي الطريق، اسلك فيها"، ما أعظم أن يكون لنا هذا الامتياز، أن نصغي لله، ونُطيع، فنُشبهه.

في النهاية، يبقى صوت الرب أعظم هبة يمكن لإنسان أن ينالها وسط ضجيج الحياة، فكم نحتاج أن نُخضع قلوبنا وأذهاننا لنُصغي له، لا بعجلة، بل بإيمان وتوقّع، لنُصمت الداخل، ولنطلب وجهه، فهو يتكلم دومًا، لكن هل نحن مستعدون أن نسمع؟

صلاة:  
يا رب، أخضع قلبي أمامك بكل تواضع، علّمني كيف أهدأ في محضرك، وأُنصت لصوتك وسط كل تشويش، انزع من داخلي كل عجلة، وكل خوف، وكل فكر غريب، افتح أذني الروحية، واملأني بكلامك الذي هو روح وحياة، أريد أن أسمعك وأُطيعك، كل يوم. آمين.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Dr-pastor khalaf تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.