تفسير الآية ٢١١ : ٢١٥  من سورة البقرة

تفسير الآية ٢١١ : ٢١٥ من سورة البقرة

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

 

image about تفسير الآية ٢١١ : ٢١٥  من سورة البقرة

 

 

https://youtu.be/2wfsZ_r1NcI?si=h9URCPlshDM5JJKi

 

 

https://youtu.be/7IPO6mIsgRk?si=nE7prPpkL5oEz58n

 

 

https://youtu.be/FdkNnZvwdH0?si=yW_3YHQN-4sWXg1O

 

سورة البقرة آية ٢١١  :  ٢١٥

{ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211) زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الحياة الدنيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الذين آمَنُواْ والذين اتقوا فَوْقَهُمْ يَوْمَ القيامة  ( 212) كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) } 

   

تفسير الآية ٢١١ : ٢١٥  من سورة البقرة   

تفسير الآية ٢١١ من سورة البقرة

تبدأ الآية بسؤال اعترافي، أي أن السائل يعرف الجواب وينتظر أن يعترف به السائل، وهذا مثال على فهم معنى السؤال البلاغي، مثل شخص صنع لك معروفًا فأنكر معروفك وشكا إلى شخص، فتجيبه وتقول لمن جاءك بالشكوى: اسأله كم مرة ناصرته، لن أتكلم بل سأدعه يتكلم، هذا السؤال لأن السائل واثق أنه ناصره في مواقف كثيرة، وسؤال الآية أن الله تعالى يخبر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسأل بني إسرائيل عن النعم التي أنعم الله تعالى عليهم بها

ومن النعم أن الله تعالى شق لهم البحر وجعل عصا موسى ثعبانًا، وأظللهم الله بالغمام وأعطاهم المن والسلوى، أعطاهم الله كل ذلك، فكان  فالواجب عليهم أن يتلقوها بالشكر، ومعنى الشكر أنهم ينسبونها إلى معطيها وينتفعون بها باستعمال النعمة استعمالاً حسناً

ولكنهم أنكروها ولم يشكروا الله عليها وأنهم لا يستحون من معصية من أنعم عليهم بها، فمن غيّر النعمة فقد كفر بنعم الله تعالى وضل عن سبيل الله، لأنه أساء استعمال النعمة واستعملها في غير محلها أو أنكرها أو أضاعها، فكيف تتغير النعمة حتى ننتبه لهذا؟ فمثلاً حرم الله الخمر، فيأتي الإنسان ويشرب الخمر فيتضرر جسمه ويمرض، ويتحول الجسم السليم إلى جسم مريض، هذا تغيير في النعمة، فالأمم تقدمت في التقنية، وبعضهم يحسن استعمالها فيما ينفعهم وينفع الناس بالمعرفة والعلم، وبعضهم يسيء استعمالها فيما حرم الله، هذا تغيير في النعمة. 

 لقد أرانا الله تعالى آيات كونية تجعل الإنسان يذكر الله ويشكره على نعمه، وبدل أن يشكر الله على النعمة ينكرها وكأنها حق مكتسب وينسى أن الله الذي أعطاه النعمة يستطيع أن ينزعها منه في ثواني، يا من بدل النعمة ومنعها، اعلم أن الله سينزل غضبه عليك وستعاقب عذابا شديدا في الدنيا والآخرة، وهم يستحقون العقاب الشديد من الله، لأن الدنيا الفانية زُيِّنت لهم لأنهم يعتقدون أنه لا حياة بعد هذه الحياة، فاختاروا هذه الدنيا وتركوا الحياة العليا

تفسير الآية ٢١٢ من سورة البقرة

ومن الحمق أن يسخر الكافر من المؤمنين لأنهم هم الذين ينظرون إلى الأعلى، لأن المؤمن ملتزم، وهو الذي يخاف الله ويحذر غضب الله وعقابه، وهذا يوجب عليه الالتزام وحرمان نفسه من ملذات الدنيا التي حرمها الله وإن نفعته في الدنيا.  والمؤمن عاقل يعلم أن هذه النعم نفع زائل في دنيا فانية، فينتظر نعيم الآخرة ويتلذذ بما أحل الله له ولو كان قليلا، وهؤلاء المؤمنون الذين يخافون الله في أعمالهم فوق الكافرين، لأن المؤمن لا ينظر إلى الدنيا الفانية، بل كل ما يريده هو نيل رضا الله والجنة في الآخرة.

تفسير الآية ٢١٣ من سورة البقرة

فما حدث من اختلاف بين الناس جاء بعد أن كان الناس أمة واحدة وقد أبلغ الله تعالى المنهج إلى آدم وعلم آدم بنيه منهج الله، ولكن بعض بنيه تمردوا على المنهج، فنشأ حب الاستئثار بالمنافع والطمع في ملذات الدنيا، فكان هذا ولادة أول اختلاف بين البشر عندما تنافس هابيل وقابيل على احتكار منفعة الزواج من أخت واحدة بأن يتزوج أحدهما أخته، مما أدى إلى قتل هابيل لأخيه قابيل حتى يتزوجها. إذن كان الناس أمة واحدة لكنهم اختلفوا لحظة الاستئثار بالمنافع، وكان لكل إنسان رغباته، ولو أراد الله أن يجعل منهجه لِآدم منهجاً دائماً إلى يوم القيامة لفعل.

ولكن الله تعالى برحمته يعلم أنه خلقنا، ويعلم أننا تارة نخطئ، وتارة نغفل، وتارة ننسى، فأراد الله أن تستمر مواكب الرسل لخلقه، ليتذكر الناس أن هناك جنة ونار، فأرسل رسلاً مبشرين لمن اتبع سبيل الله ومنذرين لمن خالف سبيل الله، فأنزل الله مع الأنبياء الكتب السماوية، كلها توضح الحق، وما في هذه الكتب يحكم ما اختلفوا فيه، والمقصود أنهم اختلفوا على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، أو من اختلفوا عليه هو سيدنا عيسى الذي اختلف فيه اليهود والنصارى، أو اختلفوا على التوحيد، فمنهم من آمن

 ومنهم من كفر بعد أن جاءتهم البينات التي توضح الحق المذكور في الكتب السماوية.  اختلفوا ظلماً وكفراً وظلوا على الطغيان وهو الكفر الذي هو أشد أنواع العداوة والظلم، ولكن هدى الله الذين آمنوا واجتنبوا ما اختلفوا فيه، الذين كفروا... فآمنوا واتبعوا ما أنزل الله من منهاج: يهدي الله من يشاء من الذين أرادوا الهدى وسعى في سبيله، وهو الصراط المستقيم الذي ينال به المؤمن رضوان الله والجنة.

 

تفسير الآية 14 من سورة البقرة

يخبر الله تعالى المؤمنين أن الجهاد في سبيل الله ونصرة دين الله أمر صعب يحتاج إلى الصبر، وأن لا يظنوا أن أمة الإسلام تختلف عن غيرها في أمر الفتن والاختبارات، فقد أراد الله تعالى من رحمته أن يطمئنهم أن مهما أصابهم من بلاء أو اختبار أو محنة فإن الله يطمئنهم أنهم سيدخلون الجنة، و يطمئنهم الله أن نصره قريب.

تفسير الآية ٢١٥ من سورة البقرة

جاء السؤال من عمرو بن الجموح شيخ كبير قال: يا رسول الله إن لي مالاً كثيراً فماذا أتصدق وعلى من أنفقه؟ لم يكن يسأل لنفسه فقط بل كان يترجم مشاعر الآخرين، ولذلك كان الجواب عاماً لا يخص السائل وحده بل يشمل كل المؤمنين.  وقد دلت الآيات على أن الإنفاق في سبيل الله خير، وماله خير وموجه إلى الخير، فكلمة الخير تشمل كل ما هو جميل ومفيد للناس، والمكلفون بكل هذا الخير والصدقة هم الأقارب، والفقراء واليتامى، واليتيم الذي مات والده قبل أن يبلغ الابن سن البلوغ، وابن السبيل الذي في بلاد الغربة ويحتاج إلى مساعدة مالية، ويطمئنهم الله أن الله يعلم كل هذا الخير، وما دام الله يعلمه فإن المؤمن سعيد لأنه يثق أن الله سيعطيه أجراً عظيماً.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
وفاء عبد المعبود Vip تقييم 5 من 5.
المقالات

63

متابعهم

53

متابعهم

71

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.