1-فن قراءه العقول

1-فن قراءه العقول

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

جوهر هذا الكتاب هو التواصل الصامت بمعنى ارسال إشارات لاواعيه للعقل الباطن للشخص الذي ستقيم معه علاقه طيبه ليشعر بلاواعي منه بالالفه اتجاهك وبالتالي سيثق بك ويبدأ بإعطائك فرصه لتتقرب منه وبالتأكيد ستحتاج الي هذا يوما ما ف على سبيل المثال مديرك في العمل أو شريك حياتك أو حتى اطفالك .

 

image about 1-فن قراءه العقول

فن قراءة العقول والتواصل الصامت

يُعدّ التواصل بين البشر من أكثر المهارات الإنسانية تعقيدًا وجمالًا، فهو لا يقوم فقط على الكلمات التي ننطقها، بل يمتد ليشمل الإشارات الصامتة، ونبرات الصوت، وتعبيرات الوجه، وحتى حركات الجسد.
فالعقل البشري لا يعمل بمعزلٍ عن الجسد، والجسد بدوره ليس مجرد أداة مادية، بل هو انعكاس لما يدور في أعماقنا من أفكار ومشاعر.

 

العقل والجسد… وحدة لا تنفصل

الجسد لا ينفصل عن المخ؛ فكل ما يسري على العقل من مشاعر واضطرابات أو توتر، يظهر أثره بوضوح على الجسد. والعكس صحيح — فعندما يعاني الجسد من مشكلة أو عِلّة، ينعكس ذلك على المخ في صورة تشتّت أو ضعف تركيز أو إرهاق ذهني.
كل حركة لا إرادية تصدر عن الإنسان هي إشارة من العقل اللاواعي، وهذا ما يُعرف بـ"التواصل الصامت".
فالعقل اللاواعي يتحدث دون كلمات، من خلال الحركات الدقيقة ولغة الجسد التي تكشف عن المشاعر الحقيقية مهما حاولنا إخفاءها.

 

لماذا نحتاج إلى التواصل مع الآخرين؟

من طبيعة الإنسان أنه كائن اجتماعي، يبحث دائمًا عن تكوين علاقات طيبة مع الآخرين.
لكن التواصل ليس رفاهية، بل هو مهارة تؤثر في كل جوانب حياتنا:

  • فالتواصل الجيد قد يمنحك فرصة عمل ممتازة فقط لأنك تعرف كيف تتحدث بثقة مع أصحاب الأعمال.
  • وإذا كنت قائدًا أو مديرًا، فطريقة تواصلك مع فريقك هي التي تحدد إنتاجهم واستجابتهم لأفكارك.
  • وحتى داخل البيت، التواصل الجيد مع أطفالك يُحدث فارقًا في طريقة استماعهم لك وتقبّلهم لتوجيهاتك.

إذن فالقضية ليست في كثرة الحديث، بل في جودة التواصل ومدى صدقه وعمقه.

 

التكيّف مع شخصيات الآخرين

لكل إنسان طبيعته الخاصة، وميوله، وطريقة تفكيره، ولهذا لا يمكن أن نتعامل مع الجميع بالأسلوب نفسه.
من المهم أن تتعلّم فن التكيّف مع شخصيات الآخرين المختلفة.
وليس المقصود أن تتخلّى عن شخصيتك أو تتصنّع، وإنما أن تُظهر مرونة ذكية في بداية العلاقة لتقريب المسافات، ثم تعود إلى طبيعتك بعد أن تُبنى الثقة بينكما.
فمن منّا لا يشعر بالارتياح حين يتحدث مع شخص يشبهه في التفكير أو المزاج أو اللغة الجسدية؟

 

الخطوة الأولى: فن المحاكاة

من أسرار بناء العلاقات القوية هو ما يُعرف بـ المحاكاة أو التقليد غير المباشر.
فيمكنك أن تحاكي لغة الجسد للشخص الذي تريد التقرب منه — كأن تحرك يدك اليمنى بعد ثوانٍ من تحريكه ليده اليمنى.
لكن انتبه! يجب أن تكون هذه المحاكاة بطريقة طبيعية وبطيئة حتى لا يشعر الآخر بأنك تقلده عمدًا.
ينصح الخبراء بالانتظار من 20 إلى 30 ثانية قبل القيام بالحركة المشابهة، لأن الهدف هو إرسال رسالة لا واعية للعقل الآخر مفادها: نحن متشابهون.

ويمكنك أيضًا محاكاة تعبيرات الوجه ونبرات الصوت، بشرط أن يكون الأمر بذكاء وهدوء دون مبالغة.
فالعقل البشري يشعر بالراحة تلقائيًا عندما يرى من أمامه يتحدث مثله ويتحرك بإيقاع قريب منه.

 

تأثير المحاكاة على المشاعر

تساعد المحاكاة في تقوية التواصل العاطفي، بل يمكنها أن تكون وسيلة لمساعدة شخص حزين أو مضطرب.
فحين تنجح في بناء علاقة ودّية حقيقية معه، سيبدأ لا شعوريًا في تقليدك أيضًا — فينتقل إليه هدوؤك، وربما سعادتك.
ومن المهم كذلك أن تضبط نبرة صوتك لتتناسب مع نبرة الشخص الآخر، سواء كانت سريعة أو بطيئة، عميقة أو خفيفة.
بهذا الشكل، يصبح الحوار متناغمًا، وتشعر وكأن هناك خيطًا خفيًا يربط بينكما.

 

الخلاصة

إنّ فن قراءة العقول لا يعني السحر أو التنجيم، بل هو فهمٌ عميق للنفس البشرية.
عندما تدرك أن الجسد والعقل يعملان في انسجامٍ تام، وأن كل حركة أو نبرة تحمل رسالة، ستبدأ في رؤية العالم من منظورٍ مختلف.
ستتعلم كيف تُصغي بصدق، وتفهم ما لا يُقال، وتبني علاقات إنسانية أكثر وعيًا ودفئًا.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
abundant knowledge تقييم 5 من 5.
المقالات

11

متابعهم

8

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.